صدور “ماغ: سيرة المنافي” لريم غنايم عن دار “الجمل”

لسانُ المتكلّمة حادة، لاذعة، جَارِحة، أنيقة حدَّ التَّمرد ومثيرةٌ؛ وكما ذُيِّلَ على الغلاف الخلفيّ للمجموعة: “هذه القصائدُ تنفَلِقُ سخطًا بأَلَمٍ خاشِعٍ لفَرَاغِ الأَشْيَاء. وَفَزَعٌ سيّء السّمعة بأرضٍ مجهولةٍ لها مُفَارَقَاتُ التَّحْرِيم. يَبُوسَةٌ مُحَيِّرَةٌ وَمُتَّقِدَةٌ لِسِيرَةٍ أُسْطُوريّة. السُّقُوط أَحْيَانًا يأتِي من الخَلْف.”

صدور “ماغ: سيرة المنافي” لريم غنايم عن دار “الجمل”

 

|خدمة إخبارية|

عن دار الجمل –بغداد وبيروت– صَدَرَت باكورة أعمال الشّاعرة ريم غنايم، تحت عنوان “ماغ: سيرة المنافي”. ريم غنايم من مواليد قرية جلجولية الفلسطينيّة، المثلّث الجنوبيّ، تسكن مع زوجها وطفلتهما على خطّ التّماسّ– باقة الغربيّة.

“سيرة المنافي” صَوْتٌ مُغَايِر جَديدٌ ينفضُ الغُبارَ عن اللغة وَيُحَاكِي ذَاتَه في البحث عن معنىً آخر. مجموعة شعريّة يقودها صوتٌ أُنثَوِيّ بامتياز، ينبش في ذاكرته العتيقة، المنُهَكَة حَدَّ كتابة الألم شِعْرًا.

يفتتح المجموعة الشّعريّة بَيَان ذاتيّ مُمَوَّه عُنْوِنَ بـ هزيمة الوحل: “هَيَّأَ الوجودُ نَفْسَه لِعُزْلَةِ مَا بَعْدَ النَّحْرِ… لَمْ يَتَبَقَّ مِن سِيرَةٍ مَشْطُورَةٍ مَأْكُولَةٍ مَطْعُونَةٍ من الخَلْفِ لاَ تَعْرِفُ العَوَاصِمَ… غُرَبَاءُ يُجَارُونَهَا… غُرَبَاءُ لاَ رجَاءَ مِنْهُم… سَيِرةٌ مِثْل وَشْمٍ عَلَى فَرْجِ نَاقَة.”

ريم غنايم

هزيمة الوحل بيانٌ نثريٌّ يُرْشِدُكَ لدخول متاهاتِ مجموعة “ماغ: سيرة المنافي”، المقسومة لثلاثة أبواب؛ الأوّل عُنْوِنَ بـ: أَوَّلُ النَّشْء تَحَوُّلات وَذَبْذَبَات وَخَسَارات. الباب الثّاني: ظِبَاءٌ مُدَرَّبَةٌ عَلَى النَّزَق. الباب الثّالث: يَا جُنُونَكَ المَذْمُومَ أَيُّهَا المَارِقُ عَلَى لُؤْمِهِنَّ. ثلاث بوّابات لعوالم غَرَائِبِيَّة تَطْحَنُ الواقعَ طَحنًا لتلوكَهُ صَيَاغَاتٍ لعوالمَ مُشْتَهَاةٍ، مُحَوَّرَة ومُنْتَزَعَةٍ من ذَاكِرَاتِ الضَّبَابِ الأُنْثَوِيّ.

لسانُ المتكلّمةِ، أو لغتها الشّعريّة، حَادَّةٌ، لاذِعَةٌ، جَارِحَةٌ، أنيقةٌ حَدَّ التَّمَرُّد ومثيرةٌ، وكما ذُيِّلَ على الغلاف الخلفيّ للمجموعة: “هذه القصائدُ تنفَلِقُ سخطًا بأَلَمٍ خاشِعٍ لفَرَاغِ الأَشْيَاء. وَفَزَعٌ سيّء السّمعة بأرضٍ مجهولةٍ لها مُفَارَقَاتُ التَّحْرِيم. يَبُوسَةٌ مُحَيِّرَةٌ وَمُتَّقِدَةٌ لِسِيرَةٍ أُسْطُوريّة. السُّقُوط أَحْيَانًا يأتِي من الخَلْف.”

سيرة المنافي تحوي مُعْجَمًا من مصطلحاتٍ وعوالمَ تتجلّى في البناء الهندسيّ للمجموعة وفي اللغة التجريبيّة التقويضيّة، من أماكن وشخصيّات خياليّة، مشاهد طفولة، استشراف لمستقبل ضبابيّ، تَحَدٍّ لفتح الذّات على ذاتها– سعيًا للوعي المطلق للـ أنا. سيرة المنافي، مليئة -كما اسمها- بالمنافي: المنفى الذّاتيّ، منفى الذّاكرة، منفى الوطن، منفي الهويّة ومنفى البحث المنهك عن المعنى للذات الإنسانيّة. منافٍ تقودنا إلى ضلالات لا اسم لها، تُعَرِّي المشهد وتنحت له اسمًا غرائبيًّا يتشكّل قصائد ملوّنة غزيرة التّفاصيل.

“ماغ: سيرة المنافي”، دليلٌ آخر على تقدّم المشهد الشّعريّ الفلسطينيّ نحو مسارات أُخْرى جديدة وتجريبيّة، لا مغاليق أمامها ولا حدود. صوتٌ أُنثويّ شعريّ جميلٌ ومُرَكَّب تضع دار الجمل بين أيادي قُرّائِها لتضيفَ عُنْوَانًا جادًّا آخر إلى رفّ الكتب الفلسطينيّة.

جدير بالذّكر أنّ الشّاعرة ريم غنايم هي ناشطة أدبيّة وأكاديميّة متعدّدة المجالات، حيث تعمل في مجال التّرجمة ولها مساهمات عديدة قي ترجمة نُصُوص من الأدب العربيّ إلى اللُّغَتَيْن الإنجليزيّة والعبريّة. تُحضّر لنيل اللقب الثّالث في موضوع المسرح في جامعة تل-أبيب. ستصدر لها قريبًا ترجمة مجموعة موسيقى الحجرةChamber Music للأديب الإيرلنديّ الكبير جيمس جويس.

عن المجموعة يمكنكم قراءة المقالات التّالية: مقال لجهاد التّرك ومقال لحسين بن حمزة.

.

.

أنَا هُنًّ

|ريم غنايم|

.

ألأمومتكَ

أَلجرحِ الإناث في ظلالك الفاجعة

أَلِرَكْلات الوهم المقوّس في كمائنك

أَلِحَبِيبَاتِك.. لمومساتك لأشلاء معيشتك

تصيّرني في جرحك أيّها الماء؟

مُجْبَرَاتٌ هنَّ على الرّحمة

كألم يؤجّلون إعدامه

ليحلقن بيُتْم العصافير

ليعبثن بصمغ عنيد

فيما دبابيرهنّ مفرطةٌ في حنقها على نزيف الغيب

مستبشرات هنّ بصبيتهنّ

يقتسمن بالتّراضي نعمة الثّأر لأنوثتهنّ

يومًا

لأمومتكَ لهنّ لخيانتكَ أطفالهنّ

ينتقمن أيّها الماء

(من المجموعة)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>