قصص أطفال تحت أيادي الاحتلال في “غرفة رقم 4″/ رشا حلوة

قصص أطفال تحت أيادي الاحتلال في “غرفة رقم 4″/ رشا حلوة

معرض صور فريد من نوعه، يجسّد معاناة الأطفال الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيليّ من بيوتهم، وذلك عبر صور فنية لمبدعين ومبدعات فلسطينيين

imageroom4

| رشا حلوة |

ضمن برنامج “رجعت الشتوية” لمسرح الميدان في حيفا، سوف تصل فرقة “دام” ومعها كلّ من الفنانة ميساء ضوّ ودي جي برونو كروز يوم السبت القادم، 20 كانون الأول/ ديسمبر 2013، لتقديم عرضها الموسيقيّ “ندبك عَ القمر”، الساعة الثامنة مساءً. ستضمّ الحفلة أغانيَ من ألبوم الفرقة الأخير، بالإضافة إلى أغانٍ لميساء ضوّ يشاركها فيها أعضاء فرقة الراب، وفيديوهات فنّية سترافق بعض الأغاني، مثل: “لو أرجع بالزمن”، “أنا مش خاين” و”سوبر لانسر”، بالإضافة إلى أغانٍ قديمة.

لن تقتصر هذه الليلة على الموسيقى والصّوت، ففي جاليري مسرح الميدان سينكشف الجمهور على معرض صور “غرفة رقم 4″، والذي انطلق قبل أيام من مركز مدى سلوان للإبداع في مدينة القدس المحتلة، لتكون حيفا محطته الثالثة بعد المعهد الفرنسيّ في القدس. المعرض الذي بادر إليه وأشرف على تنفيذه الفنان تامر النفّار وقام بتصوير صوره أشرف الدواني، يروي من خلال 12 صورة حكاية تعذيب الأطفال الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وكلّ صورة تظهر انتهاك الاحتلال لحقوق الإنسان وللقانون الدوليّ الذي وقّع عليه، وكل انتهاك مترجم في عنوان للصورة. فعلى سبيل المثال، الصورة الأولى والتي تظهر بها الفنانة أمل مرقس تحمل العنوان: “اعتقال في ساعات الليل المتأخرة”، وحسب القانون ممنوع على الاحتلال اعتقال الأطفال قبل السابعة صباحاً، إلا أنّ 39% من اعتقالات الأطفال تحدث ما بين الساعة الرابعة والخامسة صباحاً. ومع الصورة كُتب اقتباس عن اعتقال طفل (14 عاماً) على لسان والدته من تقرير مركز مدى للإبداع: “عند الساعة الرابعة والنصف فجراً.. صحينا على أصوات دق الباب بشدة.. ولدى فتحنا الباب فإذا بوحدات خاصة تطلب ابني لاعتقاله.. سحبوه إلى الخارج.. ومباشرة وضعوا القيود بيده وقدميه”.

في بلد تحيطنا فيه هواجس عديدة قادرة على تحريك الفنان أو الفنانة من أجل مشروع فنّي ما، قرّر تامر النفّار أن يكون اعتقال الأطفال والتحقيق معهم عنوانَ مشروعه الفنّي، البعيد عن الموسيقى في مرحلته الأولى. هذه الفكرة جاءت من مهنته كمنسق فنّي في مركز مدى سلون للإبداع، حيث انكشف فيه على قصص عديدة كانت بمثابة صدمة بالنسبة له. في حديث خاص مع قديتا يقول: “لم أسقط من كوكب آخر، ولكني حين رأيت الفيديوهات مع المستعربين وقابلت العائلات والأطفال فهمت بأني يجب أن أقوم بشيء ما. أنا أعيش في اللد، وأشعر بتأثير الاحتلال بشكل مختلف؛ من إجرام وسلاح وسموم وهدم بيوت. ومنذ بداية طريقنا في فرقة دام، نحن نعكس واقعنا من خلال الراب. في هذه الحالة كان قد أصدر مركز مدى تقريراً يوصف انعكاسات وابعاد الاعتقال على 30 طفلاً، وتابعهم المركز على مدار عام. حركتني المقابلات مع الأطفال، وهنالك من يقول إنّ الصورة تساوي ألف كلمة، وتقرير واحد على لسانهم رسم لي ألف صورة”.

تعتمد الصورة على ثيمة الأيادي، وذلك حين اختار تامر النفّار المصور أشرف الدواني للمشروع، ولم تكن فكرة واضحة. إلتقى المصوّر بأحد الأطفال المعتقلين سابقاً، وحين سأله عن الاعتقال وماذا الذي رآه، أجابه الطفل: “أول ما دخلت شفت إيدين، وبعدين ما عدت شفت إشي”. بالإضافة إلى حضور الأيادي في كلّ الصور، لم يظهر طفل واحد. فكان تامر قد عمل على بحث بسيط قبل البدء بالتصوير واكتشف أن كلّ المشاريع التي حضرت فيها الأطفال أصبحت مستهلكة، وأراد أن يفاجئ قليلاً من الناحية الفنّية. ويضيف: “أغلب الناس التي وصلت المعرض كانت تتوقع أن ترى أطفالاً، ولكنها فوجئت وصُدمت. بالإضافة إلى الصعوبة التي شعرت بها بأن أحضر أطفالاً وأجعلهم يمرّون ما مرّوا به يوماً من أجل أن أصدر عملاً فنياً، شعرت بأنّ الأمر شبيه بالاستغلال. أما السبب الأخير هو فأني حين أرى صور أطفال أتعاطف معهم ولكن حين أرى شخصية في عمري تخضع للإجرام، فأشعر بأنّ الأمر حصل معي”.

تضم الصور مجموعة من الفنانين الفلسطينيين والفنانات الفلسطينيات: أمل مرقص، فرقة دام، ريم تلحمي، عامر حليحل، عدي خليفة، الشاعر مروان مخول وآخرين، قاموا بأداء أدوار الأطفال بصورة تعبيرية. عن اختيار الفنانين كأبطال الصور والمشروع في مرحلته الأولى، قال تامر النفّار: “حتى أعمل ضجة، لم أختر أيّ فنانين؛ قمت باختيار فنانين ناشطين من الناحية السياسية والاجتماعية، واخترنا فنانين من كافة أنحاء فلسطين، وللأسف فإنّ إحضار فنانين من غزة هو أمر مستحيل. وكلّ فنان من الفنانين له تأثير بالشبكة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعيّ، وكان يهمّني أن يُنشر العمل الفنّي بشكل سريع. حين تنشر إحدى الشخصيات صورة لها من المعرض، فالصورة سوف تصل بسرعة وتنكشف أمام الناس. بالإضافة إلى أنّ كل مشروع عملنا عليه، كان من الضروري بالنسبة لي الربط ما بين الفنّ والواقع”.

لن تعيش فقط “غرفة رقم 4″ في الصور، بل الفكرة الأساسية لتامر النفّار هي تجميع معلومات في موقع إلكتروني واحد يضم الصور والأبعاد النفسية العلمية على الطفل، ووجهة نظر القانون، وروابط لمقالات وفيديوهات حقيقية؛ فالهدف بأساسه هو بتشكيل عنوان ومرجعية لكلّ ما يتعلق باعتقال الأطفال في السجون الإسرائيلية، سواء لطلبة المدارس والجامعات والنشطاء والباحثين والصحافيين.

بالإضافة إلى المعرض، سوف ينشر موقع “غرفة رقم 4″ الإلكتروني صورة كلّ أسبوع مع عنوانها، ليتسنى للجمهور الأوسع الإطلاع على المشروع إلكترونياً. وبعد حيفا سوف ينتقل المعرض إلى كلّ من الجولان السوري المحتل والناصرة وغزة وجنين ونابلس وبيت لحم ويافا وغيرها من المدن. وعند بداية العام 2014، سوف يتجوّل المعرض في أوروبا وأمريكا. ويتوجّه تامر النفّار من خلال هذا المنبر إلى كلّ من لديه إمكانيات تقنية لعرض الصور أن يتواصل معهم عبر الموقع الإلكتروني.

“غرفة رقم 4″

عبر الفيسبوك:

https://www.facebook.com/roomno4

الموقع الإلكتروني:

 www.roomno4.org

فرقة الدام

عبر الفيسبوك:

https://www.facebook.com/pages/DAM-Palestine/62676006934

الموقع الإلكتروني:

www.damrap.com

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. احب هذا المقع هذا الموقع جميل للأطفال كل في قصص جميلة

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>