عندما قَتَلُوه/ سامر خير

كانَ يَفْتَحُ شُبَّاكَ غُرْفَتِهِ/ عِنْدَما قَتَلُوهْ/ كانَ يَمْضِي إلى خُبْزِهِ في المَدِينَةِ مُحْتَرِسًا/ عِنْدَما قَتَلُوهْ/ كانَ يَلْهُو عَلى غَيْمَةٍ خَلْفَ مَنْزِلِهِ/ عِنْدَما قَتَلُوهْ

عندما قَتَلُوه/ سامر خير

"حلفايا.. لحظة الجريمة"، بريشة Imranovi Faour، من صفحة كوميك لأجل سوريا على فيسبوك

>

|سامر خير|

.. كانَ يَفْتَحُ شُبَّاكَ غُرْفَتِهِ

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ يَمْضِي إلى خُبْزِهِ في المَدِينَةِ مُحْتَرِسًا

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ يَلْهُو عَلى غَيْمَةٍ خَلْفَ مَنْزِلِهِ

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ يَمْضِي إلى قَبْرِهِ

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ يَحْمِلُ غَلَّتَهُ وَرَقًا بَعْدَ قَطْفِ العَرَقْ

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ يَكْتُبُ أُغْنِيَةً لِلحَبيبَةِ مِن وَرْدَةٍ وَنَدَى

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ يَحْرُثُ أَحْزانَهُ بِالْقَلَقْ

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ مُنْتَظِرًا أحَدًا غَيْرَهُم

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ في دَرْبِهِ يَتَمَشّى بِلا غايَةٍ

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ يَرْجُمُهُم بِالحِجارَةِ

أَوْ رُبَّما كانَتِ الأرْضُ تَلْفُظُهُمْ

عِنْدَما قَتَلُوهْ

كانَ يَبْحَثُ عَنْ سَبَبٍ لِلْحَياةْ

عِنْدَما قَتَلُوهْ!

….

كَفِّنُوهُ بِقَلْبِي

وَفي مَوْجَتي إِدْفِنُوهْ

غَسِّلُوهُ بِدَمْعِي

وَسَجُّوهُ في خُطْوَتي

وَانْدُبُوهْ

يَدُهُ رِحْلَةٌ دونَ يابِسَةٍ

فَمُهُ صَرْخَةٌ

فَوْقَ كُلِّ الوُجُوهْ!

(من ديوان “أعود مثل غيمةٍ إلى الشجر” – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت 2002)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>