ما لم يقُلْهُ ابنُ عربيّ / طارق خطيب

ما لم يقُلْهُ ابنُ عربيّ / طارق خطيب

ذاك الشّروقُ
لم يحمل سوى رائحة التّينة السّمراءِ
تلك الّتي قدّسها لك الله ولعنتها أنتَ -لا كفرًا-
كلّما تعثّرتَ تحتها

منذر جوابرة، أكريليك على قماش، 80×80، 2010

منذر جوابرة، أكريليك على قماش، 80×80، 2010

.

|طارق خطيب|

طارق خطيب

طارق خطيب

بابُ “أواخر الأشياء”، فصلُ الحبّ 

آخرُ الحكاية

ذاك الشّروقُ
لم يحمل سوى رائحة التّينة السّمراءِ
تلك الّتي قدّسها لك الله ولعنتها أنتَ -لا كفرًا-
كلّما تعثّرتَ تحتها
فاصطدمتَ بخشونةٍ
أثارَ فيها ورقُها طفولتكْ

***

آخر التّناقض

نحنُ الّذين نكتئبُ للّيل والنَّهار

نصدُّ آثارَ الجريمةِ بقسوةٍ أن تختفي
ولا نردّدُ في أنفاسنا سوى إخفاقةٍ أخرى :
ها وقد ملَّ الجِماح
ولاحَ الشّكُّ المُباح…
فلنَبتَئِس مثلَ الغزالة في المدى
ولنُعلن إيماننا جهرًا
ثمّ فلْنَكفُر
لنُثبت أنْ في رمادِ التّناقضِ
لهيبًا أقوى
حتّى نُمهّدَ لنا.. نحن الّذين سننكسر
حبًّا في نظريّة المُضطَّهِدِ
والمضطَّهَد !

***

آخرُ الفصول

كانت مُمدّدةً على الطّريق المدلهمّ المارّ بي
والشّظايا تحجبها، فصلًا
فصلًا، يوم الخلق؛
سمّى الربُّ ثلاثتَهم،
والرّابعُ قبّلني ومسحتُ جبينَهُ
فصار الرّبيع!

***

آخرُ الأًمَل

القهوةُ على تلّةٍ خريفيّة
لم تعد حُبلى بنا مُذْ
تخلّفنا عن أيلولَ وتخلَّف عنّا
القهوةُ لم تعُد منّا

غابَ
الله!

***

آخرُ الجُرح

وسط عراك الزّحام بالفراغ
بكتْ عليَّ بعضُ
الظِّلال – على غيرِ عادة-
تهافتت عليَّ تصبوني
-  تالله كيف الحبُّ كان وولّى
وباتَ ما أَبقى ولا خلّى
غير الجرح بعد الحبّ!
فتناولتني سرعةُ الرّؤيا
-  لا بأس على الظّلال؛
الشّاعرُ لا يعرفُ آخرَ
الجرح!

***

آخرُ الكبوة

أنتِ كنتِ كلّ شيء،
كلَّ شيء..

لكن، نسيتِ أن
تكوني..
أٌنثى!

***

آخرُ المنفى

هذا بيتكَ
هذي ثيابكَ..
وهذه مجموعة ساعاتكَ مشكَّلة الألوان
هذي آلاتك الموسيقيّة وبعضٌ
من اُقصوصات شعركَ المُرتبك..
وهذه صورٌ على حائط الذّكرى الأيمنِ
وهذا..

           غيرك!

***

آخرُ الهواية

أَنتَ لستَ من عبق الحنينِ
لأَهوى فيكَ بؤسَ الرَّحيلِ
وانشدَ موتًا
لذيل الحصان بقوس الكمانِ
فأمحو ثنايا اللّومِ عليكْ؛
اقطعْ يديكْ
أَيزولُ ما فعلتْ؟

لنْ تعزفَ بعدَ اليومْ..
موسيقى
اسمي!

***

آخر الثّقة

- لو أنّكِ صدّقتِني..
لو أنّكِ لم تطيعي الظّلال..

لكنّا الآن قد تجاوزنا

صحراءَ الكلامِ المرتّبة

ولكنتُ.. الآن أحبّكِ أكثر

- لكنّي صدّقتُكَ.. الآن أكثر

- لكنّي أحبّكِ الآن.. أقلّ!

***

آخرُ الجنس

ولا يحلو لي في هذا الرّبيع الشّتائيّ، إلّا
أن أرسم بعض لوحاتي العشوائيّةِ
على جسدِكَ الطّفوليّ: منذُ حوضِكَ حتّى كتفيكَ العِتاق
لا لأنّي أرسمُ..
بل لأنّكَ تتراقصُ على جسدي الممتلئ بألوانِ الزّيت،
متأوّهـا..

***

آخرُ الحقيقة

[وَحدي]..
أعرف كيف يرسم
وجهكَ الجميل قبيحًا
على وجهِهِ..
ذلكَ النّهرُ؛

كلّما استضافَكَ
[وحدَكْ]!

***

آخرُ الموت

أيلولُ في رابعهِ،

قُرْبُهُ علوّ/
ولهذا الحبّ علامات:
إذا علا

           مات!

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>