إيقاع الآخرين

نشبه الفصولَ وننتظر أن تكتمل دورةُ الساعات كي نلتقي زماننا الخاص.
أيتها الساعاتُ الثملةُ بالعتمة
كم أنا محتاجٌ لانفجار
يحطمُ الساعة
يبعثرُ كلَّ شيء
ويقتل انتظاري
وثمالة الوقت السَّمج.

إيقاع الآخرين

|خليل ناصيف|


مظلة

إني أراها

يحرق البردُ أهدابها

تلوذ بغيمةٍ من المطر.

السيدةُ التي كسَّرت كلَّ المظلات

ليتها أبقت على قلبي في تلك المذبحة وصنعت منه مظلةً تتقي بها الماء

حين يسلبها انهمارُ الحزن كاُحلَ عينيها

وتغيب عن سمائها شمسُ الأمل.


انعكاس

يُجنُّ قوسُ قزح.. يصيرُ دائرةً

تطوِّقني الدائرةُ وتسخرُ الألوانُ مني

راقصٌ جريء على ميناء ساعة يقدم لي الحياة كأسًا

إما أن أشربها وإما أن أغرق فيها..

أنتِ

انعكاسُ الحلم في المرايا..

تكتفين دومًا بابتسامةٍ غامضة

ولا تفكرين مرةً بكسر الدائرة..


غرفة جلوس

مراتٍ ومرات..

حفظتُ تماما تفاصيلَ غرفة الجلوس

ورائحةَ المكان

والصوتَ الآتي من النافذة

منحتني الحياةُ ذاكرةَ سمكة..

ولكنني في زيارتي الأخيرة حملت معي غرفةَ جلوسكم

وملامح والديك..

ونسيتُ قلبي في بيتكم حجرةً مغلقة.. مفتاحها معك..


انقسام

تمكنت أخيرًا من وضع نهر بيننا
على ضفةٍ أنا
على ضفةٍ أنت
على الضفة الأخرى أقف غيرَ مصدق
كيف انقسمنا قطعتين
والنهرُ الجاري بيننا
لم يغسل عطرَك عن ثيابي
ولا دفء يديك عن قلبي.
على ضفةٍ أنت
على ضفةٍ أنا
والنهر يجري بيننا
يا قلبي الخافق على الضفة الأخرى
كيف انقسمنا قطعتين؟!


مرايا مكسورة

كانت الكذبةُ جميلةً
صدقتِها حتى الثمالة
لأن المرايا لا تكذب، كسرتِ كلَّ المريا.
يا داميةَ القلب والقدمين
هل كان الأمرُ يستحق أن ترقصي حافيةً فوق شظايا الزجاج؟


إيقاع الآخرين

ضبطنا حياتَنا على إيقاع ساعاتهم كالماسة تزيِّن عقربَ الثواني.

تلاحقنا وجوهُهم في المرايا

في صفحات الكتاب..

لا عزاءَ يا مريم

عندما نحبُّ إنسانًا ونقدمُ له كلَّ شيء

حتى القطرة الأخيرة من كل شيء

وعلى مشارف الجنة يتخلص منا كبرتقالةٍ معصورة!

لا عزاءَ يا مريم

عندما نراه نصف روحنا الآخر

ويرانا

حقيبة يحملها الظلُّ، ويبدأ في الحساب.

يشغله الحساب.

الحقيبةُ مركونةٌ في الزاوية المنسية يعلوها المللُ والغبار

والمحاسبُ المشغول لا تهمه الحقائبُ الفارغة..


زمنهم

في هذا الزمن

شيءٌ ما مزيف

الوهمُ يشبه الحقيقة

الحقيقةُ تشبه الوهم.

صرخةٌ

تتلاشى كفقاعةٍ

يغفل عنها الراقصون بهجة على إيقاع زمانهم.

نحن

الغرباءُ تحت نوافذ الفرح

نشبه الفصولَ وننتظر أن تكتمل دورةُ الساعات كي نلتقي زماننا الخاص.

أيتها الساعاتُ الثملةُ بالعتمة

كم أنا محتاجٌ لانفجار يحطمُ الساعة

يبعثرُ كلَّ شيء

ويقتل انتظاري وثمالة الوقت السَّمج.

(رام الله)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>