زيارة

وهو، غادر منذ الصباح
على عصاه
يشذّب زيتوناته.
أو أنه يبيع النرجس
في ساحات حيفا.
طيفه كان حاضرًا،
لكني لم أرَ العمى!

زيارة

|مرزوق الحلبي|


زيارة

أتذرّع بأي شيء لأزور بيتَ خالتي،

مفتونًا بعمى زوجها.

أوراقُ الدالية دون استثناء، مكسوةٌ بالكبريت.

الدارُ كانت عامرة،

والبئرُ التي حفرها.


وهو، غادر منذ الصباح على عصاه

يشذّب زيتوناته.

أو أنه يبيع النرجس في ساحات حيفا.

طيفه كان حاضرًا،

لكني لم أرَ العمى!


كلمة حق

في حالة التجلّي،

حرّر غاودي الأشكال من زواياها، ومضى.

فالشبابيك التي تطلُّ علينا

بغير زوايا،

والسلالم المُتكئة على خطى العاشقين،

والأحواض في الحديقة

والمقاعد

والظلال

وخطوط الغرف الحميمة

والمرايا.

أما الوجوه التي تسكنها، لم تكن من اختصاصه.


جنّة التأويل أو السكّر في ماء الليمون!

لم تشغلهم طقطقات الرصاصِ الذائبِ في المقلاة.

الوجوه نسخ من بعضها

والعيون تحمل النظرة نفسها،

سؤالا عن مآل الرصاص.

جزمت جارتنا: “أنّ الشكل غريب”!

تبعتها صديقة أمي: “أنه لسفينة متروكة في قاع البحر”!

صمت!

همس!

صوت ضبابي: “لا شكل له، أذيبوا المزيد من الرصاص”.

قالت جدّتي من عزّتها: “الشكل لدبابة. إما قصفته، وإما انقصف عمره فيها”!

“سينطق بما كان في جيل مضى”.

انفتحت جنّة التأويل.

كانت أختي أولى الداخلات وفي وجهها ديناميت.

رمت كلامها في الوجوه تباعًا.

وانتهت، في غير خاطر، جدّتي طقوس طرد الكوابيس.

وأمي تواصلُ تحريك السكّر في ماء الليمون!


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>