قصائد: الغدُ أمسٌ عاجلٌ

ما الشّبهُ بينَ النّايِ والمرأةِ
هلْ تُحسُّ ملْمَسَ القصبَةِ
فمَ هذي القصبةِ
هلْ أبصرتَ كيفَ للنّايِ ثقوبُ ما للمرأةِ (أو بالعكسِ)
كما المرأةُ حينَ تَرهَفُ حدَّ قصبتِها
حينَ النّايُ يئنُّ بينَ يديكَ امرأةً

قصائد: الغدُ أمسٌ عاجلٌ

Hasht-Behesht_Palace_ney

امرأة تعزف على الناي في أحد الرسوم في قصر هاشت بهشت في اصفهان في إيران، تعود للعام 1669

|طارق الكرميّ|

raed-karmi-qadita

ناياتُ المُتوَسِّطِ

النّاي 1

مُصاباً بصلياتِ الهدوءِ (كأنَّ ذراعيَّ امتدادُ الماءِ وأنفاسي ما يُرسِلها الطّفلُ في غفوتهِ)

مُنّخلاً بـ7 رصاصاتِ الهدوءِ

أغمِضُ هُدبي.. (هلْ لي أنْ أغمضَ هدبي)

الرّيحُ ناعسةً تأتيني من إبطِ البحرِ

الرّيحُ التي تتخفّى بينَ الصخورِ بفساتينِها الرّذاذِ مُهفهفةً

الآنَ كما قلتُ لكَ: مُصاباً بصلياتِ الهدوءِ

أغمضُ هدبي لِتَعبُرَني الرّيحُ المُسْكِرَةُ

تَعبُرُني الرّيحُ (تَدخُلُني مُتَلَمِّسةً القرارةَ)

سأتركُ حثيثاً للرّيحِ أنْ تَعبُرَني ناعِسَةً

أنْ تُرَنّحني بينَ لألاءِ أصابِعِها

النّايَ المُذابْ

(أواسط آب/ السّهل السّاحلي)

النّاي 2

منْ أيِّةِ نسُمِ سوفَ يئنُّ القصبُ شديداً و

يدوخُ بينَ موجةٍ من أنامِلَ (بينَ أنامِلِ موجةٍ)

أهيَ النسُمُ حينَ تزحفُ كهعنٍ يتخفّى

القادمةُ السّاعةَ منْ إبطِ امرأةِ السّاحلِ

كيفَ لبيتي البوصِ بأنْ يخضرَّ و

أنْ يتطاولَ فتياتٍ

أنْ تسري النّبأةُ فيهِ فيمسي الشُّقذُفَ

هذا القصبُ المستسلِمُ للهبّاتِ عشايا و

المستسْلِمُ للأنفاسِ

لأَرهَفِ أنفاسٍ تتوَقدُ

فانصِتْ

أنصِتْ

للناياتِ الليلةَ تُضيئني بُحّةً للنّاياتْ

(أيّار/ طور كرم)

النّاي 3

حتى شِفاهِ الفتياتِ السّاحلياتِ ظلَّ يسيلُ الغسَقُ

الشّاطِئُ مُلْتمٌّ عَ حُمرةِ الغسَقِ

الشّاطِىءُ مُرَنّحٌ بالنّبيذِ الغَسَقِ

بالنَّسَمِ وئيداً تعبرُ بينَ الموجةِ والضّلْعِ

النُسَمُ يُخلخِلُ أضلعي ناياتٍ

أيُّ نَسَمٍ هذا يَلْمُسُ أضلعي مُخَلْخِلاً النّاياتِ

المراكبُ فِ الأفقِ وَغَلَتْ توغِلُ

الهواءُ بليلاً يَسْبحُ و

شباكُ الصّيادينَ تكتنِزُ بالنّجمِ العميقِ

أنا بينَ الموجةِ والنُسُمِ أدخلُ بيتَ النُعاسِ وشوَشةً وروائحَ تلْتمِعُ

فاتِحاً صدري عَ مصاريعِ قمصانِ الهواءِ كي تدخل النُّسُمُ لو بصيصاً لتبلُغَ الضّلعَ

النّايُ ضلعي المًُخلوعُ رفيقاً حتى النّايِ

منْ خلَعَ برفقٍ هذا الضّلْعَ ناياً كُلّما ذبذبتْ أنامِلُها النُّسُمُ ناعِمَةً..كُلّما هَدَلتِ بِهُدّابِ أطرافِها في الضّلعِ

أيُّ نايٍّ اخضَرَّ هذا الضّلعُ لألاءً

أيُّ ضِلْعٍ نبتَ حتى النايِ

أيُّ ضِلْعٍ هوَ هذا النّاي

(الظهيرة/ أواخر آب/ طور كرم)

النّاي 4

كيفَ استلقى القصبُ بينَ يديَّ النّايَ كُلَّهُ

لأعزفَ بأصابعَ تورِقُ أصابِعَها

وحدَها أصابعي تُفكرُّ (في ذروَةِ النّايِ)

هلْ وحدها إلا أصابعي تفكِّرُ

لِتنبُتَ المرأةُ عَ رؤوسِ أصابعي وَسْنىً

كي تحضرَ المرأةُ مُنوّمةً مُشتهاةً

لأهْجِسَها تدخلُ الآنَ بينَ

أصابعي والنّايِ المرأةَ التي تتلوّى

مَلدوغاً أظلُّ بالمرأةِ التي تتلوّى..

(بعد الظّهيرة/ أواخر تشرين الأوّل/ طور كرم)

النّاي 5

تَهْذي أصابِعُكَ بكاملِ أصابِعِكَ

مُنفِقاً أصابِعَكَ حينَ تُفَكِّرُ أثناءَ النّايِ:

ما الشّبهُ بينَ النّايِ والمرأةِ

هلْ تُحسُّ ملْمَسَ القصبَةِ

فمَ هذي القصبةِ

هلْ أبصرتَ كيفَ للنّايِ ثقوبُ ما للمرأةِ (أو بالعكسِ)

كما المرأةُ حينَ تَرهَفُ حدَّ قصبتِها

حينَ النّايُ يئنُّ بينَ يديكَ امرأةً

حينَ ترِقُّ المرأةُ بينَ يديكَ قصْبَةَ

النّايْ

(بعد الظّهيرة/ أواخر تشرين الأوّل/طور كرم)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>