مقعدٌ شاغرٌ على اليسار

كانت قاعةُ المسرح دافئةً ومزدحمة
والمسرحيةُ في عرضها الأول والأخير
في مسرح الحياة لدينا فرصةٌ واحدةٌ كي نكون
قد يزدحمُ المسرحُ بالناس
وقد يكون فارغًا تمامًا
أما أنا فلم أستطع أن أغتصب ابتسامةً..

مقعدٌ شاغرٌ على اليسار

|خليل ناصيف|


مقعدٌ شاغرٌ على اليسار

كانت قاعةُ المسرح دافئةً ومزدحمة

والمسرحيةُ في عرضها الأول والأخير

في مسرح الحياة لدينا فرصةٌ واحدةٌ كي نكون

قد يزدحمُ المسرحُ بالناس

وقد يكون فارغًا تمامًا

أما أنا فلم أستطع أن أغتصب ابتسامةً..

في مسرح حياتي هناك دائما مقعدٌ شاغرٌ لإنسان لن يأتي أبدًا

المقاعدُ الشاغرةُ ليست خاليةً كما تبدو

فأحيانًا

يسكنها الفرحُ

وأحيانا يسكنها شبحُ حبيبِك الذي لن يجلس بعد اليوم على المقعد المجاور

المقعدُ الشاغرُ على يساري

مزدحمٌ أكثر مما ينبغي

وأنا يقتلني الفراغ.


مزحات

هناك مزحاتٌ تَسرقُ منكَ ابتسامةً

وهناك مزحاتٌ تَسرقُ منكَ الابتسامةَ

وتمضي هي

تمضي هي

ضاحكةً..

تبحث عن مزحةٍ أخرى

لا تدري ماذا جنت يداها


الجورية البيضاء

ذات يومٍ أهدتني جوريةً بيضاء، احتفظت بها مع كلماتها الحلوة بين أوراقي.

ذات يوم أردت أن أنسى صاحبةَ الوردةِ فأحرقت الرسائلَ والصور.

أما الوردة فدفنتها في الحديقة. الوردة كانت مليئة بالبذور الصغيرة.

سنواتٌ كثيرة ولم أنس. وشجيرةُ وردٍ نبتت في حديقتي.

ورودها في عيني وأشواكها في قلبي..


مكنسة سيزيف

سوف يرقص على ايقاعها القلب في كل الازمنة
الى الابد
كثيرًا ما نسهر ليلةً كاملةً نكنسُ شوارعَ المدينةِ من التعويذات الشريرة وبقايا اللعنات المكسورةِ في قصائد الليل.

قبيل الفجر في الشارع الأخير نكتشف بأننا نحمل مكنسةَ سيزيف..

في مدينةٍ ترقص التانجو على إيقاع ألف ساعةِ منبه عصرية، من الأفضل أن نكسر المكنسة، نزرع غابةً صغيرةً على الرصيف، ونجلب بعض الوجوه المألوفة للصور.


إشارة

مساءَ السبت عثرتُ على نصفِ “قلب حب” فضيٍّ محفور عليه نقشٌ لساعةٍ تشيرُ عقاربها للخامسة والثلث مساء.. عندما نظرت إلى ساعتي الرقمية كانت تشير للخامسة والثلث.. وبضع ثواني..


المقهى على الناصية

في المقهى على الناصية

تحت الأضواء الخافتة

ربيعٌ زائفٌ يسكنُ المكان

يشبه كلمات رفيقتي المراوغة

أغادر المقهى بعد نصف ساعة ولا أندهش حين أمشي في الشارع البارد

لا ترافقني المدافئ

ولا وعودُ الصديقات..


عندما يركبون التيار

أحبُّ من حَلُمَ بالغابةِ قبل أن يكون هناك الشجر.

أحبُّ من قام بالخطوة الأولى قبل أن تكون هناك الطريق.

أحب من كتب نفْسَه كلمةً حرة قبل أن تزدحم الكتبُ بالحبر والكلمات وتطبعُ في ملايين النسخ.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>