كاهنة/ خليل ناصيف

الحلزوناتُ الحلزوناتُ تظلُّ تخرجُ تحت المطر/ والسماءُ تظلُّ تمطرُ/ والغولُ لا يشبع.

كاهنة/ خليل ناصيف

 

| خليل ناصيف |

 

خليل ناصيف

 

(1)

يا كاهنةَ الشاطئ البعيد

محارتُكِ الفارغةُ ليست سخريةَ البحر مني

ليست هي الأحجية أو حلّ الأحجية

ليست أكذوبةَ الأمل على طفولةِ الحب

المحارةُ الفارغةُ كائنٌ صغيرٌ

سَلَبَه طمعك بالدانة السوداء حقّ الاختيار..

(2)

الحلزوناتُ تخرج كلّ مرةٍ لتغسل صدفتها تحت المطر

يلتقطها الصغارُ

يبيعونها لمطابخِ الغيلان.

فرحةُ السماء

صدفةُ الكائنِ الصغير

ملابسُ الأطفال المبتلة

تصير بهجةً مدفونةً في بطن الغول

الحلزوناتُ الحلزوناتُ تظلُّ تخرجُ تحت المطر

والسماءُ تظلُّ تمطرُ

والغولُ لا يشبع.

(3)

التفاحةُ..

لم تعد تفاحةً

لا أحدَ يستمتعُ بمذاقها

لا أحد يهديها لصديقٍ

التفاحةُ أصابها العفنُ

أكلها الوقتُ

حين انشغل الجميعُ بالتفتيش تحت جلدها وحساب نسبة السكّر.

(4)

شجرةٌ

تنتظرُ جنونَ النهر أن يسكبَ نفسه في الكؤوس ويندلقَ على جذورها

شجرةٌ تشبهني في انتظاري لك.

الظمأ غولٌ يشرب الزمنَ المنسلّ بيننا.

(5)

شجرةٌ حيّة تخرجُ من تمثالٍ ميّت

تصفعُ النحّات

تستردُ امكانيةَ الرقصِ تحت المطر.

(6)

شمسٌ مبتلةٌ تتسللُ للقلب

من حبّة البندقِ تخرجُ شجرة

كسارةٌ البندق يكسرها الصدأ.

(7)

في الحديقةِ العامة هناك تمثالٌ يعشقُ آدمية

عندما ترمقه حبيبتُه تحت المطر يخفقُ قلبه

يلوّح بيده

يسري الحبّ في شقوق وجهه

يصير إنسانًا.

(8)

في حفلة القرية

نزعت المعلمةُ وشاحها ورقصت بجنون

مع كلّ حركةٍ كانت تتساقطُ عن روحها القيودُ وتلمعُ عيناها أكثر.

أيها الحلمُ الصاخبُ ليتك تستمر حين لا يبقى من الموسيقى سوى رنين أجراس الصباح

وضجيج تلميذات المدارس.

(9)

ضياعٌ في لحظةٍ بين نبضةٍ ونبضة

في مسافة بين ولادةِ فكرةٍ وتجسيدها كلمة

في كلّ الاشياء الغريبة التي يكوّنها العطر

ما بين انسكابه من قارورةٍ وموته الساحر على الثياب.

(10)

ساعةُ الحائط

قطةٌ استهلكت أرواحَها السبعةَ

تلعقُ مخالبَها في النزع الأخير وتراني أمامها روحًا ثامنة.

 (13)

حبيبتي فتاةٌ طيبة لا تنسى أن تطعم النّمل حين تنثرُ القمحَ لليمام

مجنونةٌ مثلي تعانقُ الشجرةَ حين تقطفُ البرتقالة

حبيبتي تشبهني كثيرًا

حتى في سخريةِ المسافاتِ مني

في الصورِ التي تكسرُ المرايا

في بحثها المستحيل عني

في بحثي المستحيل عنها.

انتهت.

                                                                                                               (رام الله)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

3 تعقيبات

  1. التعليق.خليل . بساطة الطرح ، جمالية الصور ، العفوية ، واقعية المواضيع، حرفية التشكيل،كلها ادوات تمتلكهاجعلتني انتشي الى حد الإستمتاع المفرح،دام نبضك الجميل صديقي…

  2. شكرا للوقت وللهدايا التي تأتي على شكل صدف تحمل الاصدقاء ….

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>