الانتظار/ طارق الكرمي
أمضغُ قلبي كعلةِ الأطفالِ/ ألوكُ طرفَ السّماءِ مثلَ كُمِّ قميصِكِ/ سوفَ أنتظرُ حتى لو لمْ تجيئي (أو تجيئينَ كَذِباً)
الانتظار/ طارق الكرمي
"الانتظار"، بينوا كولسينت، زيت على قماش، 2008
|طارق الكرمي|
>
الانتظارُ
حينَ تقولينَ: انْتَظِرني “طارقُ”
سوفَ أرتعشُ مثلَ ورقةِ التّبغِ
كالطِّفلِ ينبُتُ زهرةً على غُسْنَةِ الرّعدِ
كجرسِ كنيسةٍ كافرةٍ
كخلاخلِ فتياتِ الغجرِ
سوفَ أكونُ في محطّةِ الباصِّ الذي سيُذهِبُني الجنّةَ (حسبَ توقيتِ القلبِ)
سوفَ أنتظِرُ القطارَ الذي مِنْ ريشٍ يطيرُ في الأعماقِ
هذا الصّباحَ سوفَ أظلُّ مُنتظِراً (والدّقائقُ ساعاتٌ)
أمضغُ قلبي كعلةِ الأطفالِ
ألوكُ طرفَ السّماءِ مثلَ كُمِّ قميصِكِ
سوفَ أنتظرُ حتى لو لمْ تجيئي (أو تجيئينَ كَذِباً)
أنا تحتَ شمسٍ تغمِزُ لي فاترةً ثُمَّ تنكسِفُ وجهاً لكِ
سوفَ أكونُ مِقعدي (الذي من دبابيسَ)
في حديقةِ الأنفاس
(صباحاً/ طور كرم)
..
عزيفٌ أسودُ
تهدُرُ الرّيحُ على المُعسْكَرِ
الرّيحُ تلعبُ بأصابِعِها على الأسلاكِ الشّائكةِ
آربيجاتٍ على أسلاكِ كهرُباءِ المُعسكرِ
كأنَّ الأسلاكَ أوتارٌ مِنْ مَسَدٍ
مَنْ يُصغي اللّحظةَ إلى
جيتارةِ الجحيمِ
(الظّهيرةُ/ طور كرم)
..
العضوُ
كالكوبرا الملكِ
واقفاً يروغُ
سألقي بهِ يسعى
هو مَن يهتدي السَّبيلَ (ولو اعمىً)
سوفَ يَتَلَمَّسُ طريقهُ الذي يضيقُ حَدقةٍ
ويَتَّسِعُ كالحدقةِ
ليبلغَ جُحرَهُ الذي مِنْ زَغَبٍ
يَنْدى
(صباحاً/ طور كرم)
