ثلاث قصائد سُحاقيّة/ أدريان ريتش

لو استلقَينا على ذلك الساحل فلن نستطيع المكثَ * لأن الريح تدفع رملاً ناعماً علينا * كأننا ضدّها * أو كأنها ضدّنا

ثلاث قصائد سُحاقيّة/ أدريان ريتش

أدريان ريتش

 

| ترجمة: سعدي يوسف |

كنتُ أتابع أدْرِيان ريتش، شاعرةً، ومناضلةً، وشخصيـةً أكاديميّـةً مرموقة. المصادفةُ أتاحت لي فرصة لقائها. سارة ماغواير قالت لي إن ريتش في لندن. هكذا رأيتها مع سارة، في مقهى بْرَيرا عند «المسرح الغنائيّ» بهامرسمِثْ حيث أفضِّلُ أن ألقى قومي الفنّانين… قلتُ لعالية ممدوح في باريس إنني أريد نقل قصائد ريتش السحاقية إلى العربية. استعجلتْني. قالت: أنت كنتَ نقلتَ كافافي اللوطيّ إلى العربية… ما المشكل في ريتش إذاً؟

(سعدي يوسف)

 

 

القصيدة الأولى

نائمتَين

مثل أجرامٍ سماويّةٍ

تدور في مرْج منتصف الليل:

لمسةٌ واحدةٌ تكفينا لنعرفَ

أننا لسنا وحيدتَينِ في الكون، حتى في المنام:

تهاويلُ أحلامِ عالمَينِ

يرودانِ تهاويلَ بلداتهما، كأنهما تتخاطبان.

لكنّ لنا صوتَين مختلفَين، حتى في المنام.

وجسدانا، متماثلان، لكنهما مختلفان

والماضي الذي يئزّ في عروقنا

محمَّلٌ بلغةٍ مختلفةٍ، بمعانٍ مختلفةٍ -

مع أن أيّ سجلٍّ للعالَم الذي نقتسمه

سيُكتَب بمعنىً جديدٍ

نحن كنا عاشقَين من جنسٍ واحدٍ

كنا امرأتَين من جيلٍ واحدٍ.

القصيدة الثانية

مهما حدثَ لنا،

سيظلّ جسدُكِ يسكنُ جسدي – رخيّاً، رقيقاً

وفِعْلُكِ الحـُبَّ، كالسعفةِ نصف المقوّسة

لسرخُسِ الغابةِ

الغسيلةِ توّاً بالشمسِ.

فخذاكِ المترحلتان، السخيّتان

اللتان جعلتُ وجهي كلّه، بينهما، مِراراً -

براءةُ وحكمةُ المكانِ الذي وجده لساني هناك -

الرقصةُ العنفوانُ العطشى، لحلمتَيكِ في فمي -

لَـمْستُكِ عليَّ، قويّةً، حاميةً، تستخرجُني

لسانُكِ القويّ، وأناملُكِ الرقيقةُ

تبلغُ ما كنتُ أنتظرهُ منكِ، سنينَ، في كهفي الرطب مثل وردةٍ

وليكُنْ ما يكون.

القصيدة الثالثة

لو استلقيتُ معكِ على ذلك الشاطئ

أبيضَ، خالياً، ذا ماءٍ أخضرَ، صافٍ، دفَّأهُ تيّارُ الخليجِ

لو استلقَينا على ذلك الساحل فلن نستطيع المكثَ

لأن الريح تدفع رملاً ناعماً علينا

كأننا ضدّها

أو كأنها ضدّنا

لو حاولْنا العنادَ وأخفقْنا -

لو ذهبنا بالسيّارة إلى مكانٍ آخر

لننام بين ذراعَي بعضنا

وكان السريران ضيِّقَينِ مثل مَهاجع السجناءِ

وكنا متعبتَين، فلم ننمْ معاً

هذا ما وجدناه، وهذا ما فعلناه -

أكان ذلك ذنْـبَنا؟

إنْ تشبَّثتُ بالظروف فبإمكاني الشعورُ بأنني لستُ مسؤولةً.

فقط، تلك التي تقول إنها لم تخترْ

هي الخاسرة في نهاية الأمر.

                                                                                 عن مجلة «الغاوون»، العدد 46، 10 كانون الثاني 2012

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>