العملُ عِبادة.. والإسلامُ هو العمل..!/ أسعد موسى عودة

|أسعد موسى عَودة| لا، ليس هذا شعارًا انتخابيًّا على شاك […]

العملُ عِبادة.. والإسلامُ هو العمل..!/ أسعد موسى عودة

|أسعد موسى عَودة|

لا، ليس هذا شعارًا انتخابيًّا على شاكلة “الإسلام هو الحلّ”؛ بل الإسلامُ أعلى وأولى وأكبر؛ بل إنّه عليُّ بْنُ أبي طالب – رضي الله عنه – قال، مرّةً: “لَأَنْسُبَنّ الإسلامَ نِسبةً لم يَنسُبْها أَحَدٌ قَبْلي: الإسلامُ هو التّسليم؛ والتّسليمُ هو اليقين؛ واليقينُ هو التّصديق؛ والتّصديقُ هو الإقرار؛ والإقرارُ هو الأداء؛ والأداءُ هو العمل”.

وفي حديثنا عن “العمل”، لا بُدّ لنا أن نعرف أنّ لهذا “العمل” دوريْن: أن يُحقّق للإنسان كيانه المعنويّ؛ فيُغذّي روحه ووِجدانه؛ وأن يُحقّق للإنسان كيانه المادّيّ؛ فيُغذّي مَعِدته أو مِعْدته. و”العمل” المفتقِر إلى أحد هذيْن الدّوريْن، يُفقِد الإنسان إنسانيّته؛ ويكونُ جَهلاً وعَبَثًا ونَِقْمةً وضَياعًا. وطوبى للّذي يعرف كيف يُحدِث التّوازن بين المعنويّ والمادّيّ؛ بتغليب الأوّل على الأخير تارةً، وتغليب الأخير على الأوّل طَوْرًا، ويظلّ إنسانًا!

وإليكم شَذَراتٍ (واحدتها: شَذْرة؛ أي القطعة من الذّهب) ممّا قِيل في “العمل”:

قال عمرُ بنُ الخطّاب – رضي الله عنه -: “واللهِ لِئن جاءتِ الأعاجمُ بعملٍ؛ وجئنا بغير عمل، لَهُم أولى بمحمّد {صلّى الله عليه وسلّم} منّا يومَ القيامة؛ فإنّ من قصّر به عملُه لم يُسرِع به نَسَبُه”. وقال أمين الرّيحانيّ: “العملُ الصّالحُ أصحُّ الأديان”. وقال الكُونْت لِيڤ نِيكولاياڤيتش تُولِسْتُوي: “العملُ شرط محتّمٌ للحياة، والمصدر الحقيقيّ للرّفاهيّة الإنسانيّة”. وقال مَكْسيم چُورْكي: “متى كان في العمل لَذّة غَدَتِ الحياةُ جميلة! ومتى فُرِض علينا أصبحتِ الحياةُ عبوديّة”. وقال ڤُولْتِير: “يُبعدُ العملُ عنّا ثلاثَ سيّئات: الضَّجَر، والرّذيلة، والحاجة”؛ وقد جاء في المثل المصريّ: “إلْإيد البَطّالَة نِچْسَة”. وقال پاسْكال: “عندما أضيّعُ ساعة عمل، يُخيَّلُ إليّ أنّي ارتكبتُ سرقةً نحو الإنسانيّة”. وقال ناپوليون بوناپَرت: “الحياةُ بلا عمل، عِبءٌ لا يُحتمَل”. وجاء  في المثل الصّينيّ: “عندما أعملُ أعلَم”. وقال هِنْرِي – فريديريك أمييل: “العمل غير المكتمِل، لا يُساوي شيئًا”. وقال النّبيّ العربيّ محمّد – صلّى الله عليه وسلّم -: “إنّ الله يُحبّ إذا عمل أحدُكم عملاً أن يُتقنه”. ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!


الصّيّاد

يسمعهم الصّيّاد يقولون ويقرأُهم يكتبون: “رَزان” (بفتح الرّاء)؛ في حين أنّ الكلمة هي: “رِزان” (بكسر الرّاء)، وهي أحد جموع “الرَّزْن” و”الرِّزْن”؛ أي المكان المرتفع وفيه طُمأنينة – أي مُنخفَض – تحبس الماء!

ويسمعهم الصّيّاد يقولون ويقرأُهم يكتبون: “للتَّوّ”! والصّحيح: “تَوًّا”؛ باعتبارها حالاً منصوبة!

ويقرأُهم الصّياد يكتبون: “أبَتي”! فاعلموا – يا إخوتي! والله أعلم – أنّ التّاء في “أبَتِ” إنّما تأتي عِوَضًا عن الياء في “أبي”؛ ولا منطق لغويًّا ولا رياضيًّا في الجمع بين المعوَّض به والمعوَّض عنه؛ فإمّا أن تكتبوا: “أبَتِ”، وإمّا أن تكتبوا: “أبي”؛ أمّا “أبَتي” هذه فلا تسويغ لها ولا تخريج!

ألا هل بلّغت؟ اللّهمّ فاشهَدْ!


حِواراتٌ من زمن مضى.. هلاّ يعود..!

سأل أعرابيٌّ آخَرَ: ما اسمُك؟ قال: فيّاض. قال: ابنُ مَن؟ قال: ابنُ الفُرات {الفُرات: الماء العذب جدًّا، أو البحر}. قال: أبو مَن؟ قال: أبو بحر. فقال: لا يُمكننا أن نلقاك إلاّ في زورق، وإلاّ نغرق!

قال المنصور {عبد الله أبو جعفر المنصور، الخليفة العبّاسيّ الثّاني؛ تُوفّي سنة 158 هجريّة/775 ميلاديّة} للفضل بنِ ربيع {حاجب أبي جعفر المنصور، ووزير الخليفة العبّاسيّ السّابع، عبد الله المأمون} وَيْحَكَ {كلمة ترحّم وتوجّع، وقد تأتي بمعنى المدح والتّعجّب؛ تُرفع على الابتداء، وتُنصب بإضمار فعل} يا ربيع..! ما أطيبَ الدّنيا لولا الموت..!

فقال له الفضل بنُ ربيع: واللهِ يا أميرَ المؤمنين، ما طابت الدّنيا إلاّ بالموت!

قال المنصور: وكيف ذلك يا أبا الفضل؟

فقال: لولا الموتُ لَمَا وصل المُلْكُ إليك..!

اِستدعى أميرٌ لُقْمانَ الحكيمَ {لُقْمانُ نبيٌّ من الحكماء الّذين يُتمثَّلُ بهم، لُقِّب بالمُعمِّر أو بالمُعمَّر لطول عمره} وأعطاه شاةً وأمره بأن يذبحها ويأتيَه بأخبث ما فيها… فذبحها وأتاه بقلبها ولسانها… ثمّ أعطاه شاةً أخرى وأمره بأن يذبحها ويأتيَه بأطيب ما فيها… فذبحها وأتاه بقلبها ولسانها… فسأله عن ذلك فقال: يا سيّدي ليس أخبث منهما إذا خبُثا.. ولا أطيب منهما إذا طابا..!

(الكبابير/ حيفا)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. أمرعت’ فانزلْ !!

  2. رائع.. في سطورك فاكهة الدنيا

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>