تكرار… قراءة… كتابة/ حنّا نور الحاجّ

|حنّا نور الحاجّ| * حين يتذكّر حَمَلةُ الأقلام أنّ القر […]

تكرار… قراءة… كتابة/ حنّا نور الحاجّ

|حنّا نور الحاجّ|

حنا نور الحاج

* حين يتذكّر حَمَلةُ الأقلام أنّ القراءة لا تقلّ أهمّيّة عن الكتابة، بل أنّ الكتابة ذاتها تستدعي قبلها قراءات وقراءات… وحين سيصبح مَن يقرأون أكثر عددًا ممّن يكتبون… حينذاك أظنّنا سنشهد نهوضًا في دُنَى الأدب.

- سـمـعـتـك مـن قـبـل تـقـول هـذا. مـا بـالـك تـكـرّر نـفـسـك؟

* وبِـمَ يضيرك التكرار؟

- فـي الـتـكـرار إمـلال. ألـيـس كـذلـك؟ ألا تـخـشـى أن تـصـبـح مـمـلاًّ؟!

* أخشى. لكن ما قد يطمئنني هو أنّ الواقع أكثر إملالاً! والحديث عن الملل والإملال لا عجب إن كان هو نفسه مثيرًا للملل. إن يكن قليلَ الإثارة للملل، فقد يُعتبَر -بحسب “مبادئ” النسبيّة- مثيرًا للاستحسان أو للإعجاب!

- هـاااااااه… هـاااااااه… هـاااااااه…

* تتثاءب؟!

- عـذرًا…

* مقبول. على أيّة حال، في شأن التكرار، تعال نتذكّر أنّه حين تلحّ على المرء فكرةٌ ما، أو شعورٌ ما، أو حين يستهويه هذا الشعور أو تلك الفكرة، أو حين يستبدّ به شعورٌ ما، تجده مُنساقًا إلى التكرار. في أحيان غير قليلة، قد يكون هذا غير متعمَّد ودونَما وعي أو انتباه.

- أهـذا سـبـب مـقْـنـع؟!

* وحين يجد المرء أنّه لم يوضّح نفسه قدْر الكفاية، قد ينساق إلى التفصيل. والتفصيل قد يرافقه تكرار.

- هـل ثـمّـة لـديـك الـمـزيـد مـن الـدوافـع؟! أدوافـع أم تـبـريـرات؟!

* سخرية أم سؤال؟

- سـؤال سـاخـر. سـخـريـة سـائـلـة.

* وإليك المزيد من الإجابة غير الساخرة…

- هـات، أيّـهـا الـجـادّ الـمـتـجـهّـم…

* حين يكرِّر الواقعُ نفسَـهُ، ليس بمستغرَب أن يكرِّر الكلامُ نفسَـه.

- إذًا، أنـت لا تـنـفـي أنّ الـتـكـرار يـولِّـد الـضـجـرَ.

* وكذلك من الضجر قد يولَد التكرارُ.

- ضـجـر فـي ضـجـر! أفٍّ!

* في الصلوات كذلك تكرار، بل تكرارات.

- كـلامـك لـيـس صـلاة! لا تُـغـالِ، ولا تـتـمـادَ!

* حاضر. لن أخوض في “المحرَّمات”! دعنا من ذلك!

- اتّـفـقـنـا! الـمـهـمّ… أمـا زلـتَ تـرى أنّ مَـن يـكـتـب أكـثـر مـمّـا يـقـرأ مـدّعـي كـتـابـة هـو وواهـمٌ ومـغـرور؟

* لم أقل ذلك بمثل هذه الحِدّة، لكنّي لا أعترض على “تحريفك” أو توصيفك. لو اقتنعتُ بخلاف ذلك، لارتددتُ.

- لـكـن… ألا تـرى أنّ هـؤلاء قـد يـكـونـون مـعـذوريـن؟

* وما عذرهم؟

- الإغـراء! الـكـتـابـة مـغـريـة.

* الكتابة جهد وعناء وموهبة.

- مـغـرية، رغـم الـجـهـد والـعـنـاء. مـغـريـة رغـم كـلّ شـيء.

* مغرية، لكنّ القراءة أشدّ إغراءً.

- أراك مُـعـانِـدًا…

* فـي أمـر الإغراء؟

- أجـل.

* يا أخي، دعك من مسألة “الدجاجة والبيضة”!

- أيّ “قـفـص” هـذا الـذي تُـدخـلـنـا إلـيـه الآن؟

* كتابةُ ما هو جميلٌ صادق عميق تجعل القراءة رحلة من المتعة والإفادة. حين تكون الكتابة مجْدية، وحين تكون الكتابة إمتاعًا، تكون القراءة متعة. كلّ هذا مشروط بأن يكون القارئ مفتوح العين متفتّح العقل.

- وأَنّـى يـتـأتّـى لـه هـذا الـتـفـتّـح؟

* بوسائل عدّة. من بينها -بل ربّما من أهمّها- القراءة، والمزيد من القراءة.

- عـدنـا؟!

* وسنعود!

- لـوحـدك عُـد! أسـتـودعـك الـلـه!

* ماذا دهاك؟

- هـارب مـنـك.

* من الحديث عن القراءة!

- صـواب.

* إلى أين؟

- هـارب مـن الـحـديـث عـن الـقـراءة… إلـى الـقـراءة.

* دمتَ قارئًا مشاكِسًا مستفِزًّا مستفَزًّا.

12.10.2011

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. لا امل من القراءة لك :) الى الامام

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>