حدث في النّص/ محمود أبو عريشة

.. |محمود أبو عريشة| .. بسمات الموتى الصّائمون لا يفكرو […]

حدث في النّص/ محمود أبو عريشة

فكرة وتصميم: كايد أبو لطيف

..

|محمود أبو عريشة|

..

بسمات الموتى

الصّائمون لا يفكرون بالجوْعى الذين ينشرون ابتسامةً على جسدهم الهزيل ظنّاً أنهم يُخْفون جوعهم عن شبح الموت  ألا يختطفهم، من المسلمين من يفكرون في سائلهم المنوي فقط وكيف سيأكلون ويأكلون ويأكلون ثمّ يفتحون السيفون على أخلاقهم/ شفقةً يرحل الصوماليون مبتسمين في وجه هذا العالم النّتن.

..

منفوش الرّيش

مع كل قانونٍ عنصريٍ جديد، مع كل مشهدٍ تل أبيبي أنا ضحيّته المنتقاة..

أصيرُ أخشى على الكناريّ الذي في داخلي،

في الأمس بلّل فراشه.. اليوم رأيته يسنّ أظافره الصغيرة خلسةً

ويعبث في دُرْجِ المطبخ..

..

أزمة المساكن

جئتم منذ مئة حول أو بدأتم تجيئون من حيث أتيتم مسوخاً تريّل وتستمني وتبول على أرغفة القمر. وعمّرنا لكم البيوت من عمرنا ومن إسمنت وصمت وسكنّا الأقفاص لا كي نُسكت عواءكم أو نتقي شرهكم أو شهوة دباباتكم، بل كي نأكل الخبز. ولما ضاقت بكم أرضنا والبيوت التي بنيناها ظننتم أن تتخذوا من أجسادنا جسورا  لتعبروا من ضفة ضيقكم.. وها نحن نحتشد كما تطلبون وتفعلون لكن لا لنعمر لكم بيوتًا من عمرنا ولا لنمدّ لكم أجسادنا جسوراً لتعبروا من ضفة ضيقكم، بل كي نبني لحقوقنا ومطالبنا وكرامتنا أبراجاً من نضال.

..

اِستعارة مجترّة

والحياة فيلمٌ قصيرٌ ورتيبٌ: ثلّةُ من الممثلين والأماكن التي تستحق أن تلتقطها الكاميرات… مونتاج بسيط يزيل غشاوة الصورة، شركة إنتاجٍ ليست بالضرورة إلهاً… صوت ماكنة معطوبة يكفي للموسيقى التصويرية وفحيح ثعابين وهَمس أمهاتٍ خلف الشبابيك المعتمة. القليل من الكومبارس المتبسّمين، والكثير الكثير من المتفرجين المصفقين وبراميل المساحيق الثقيلة الثقيلة التي تكفي لتغيّر وجه هذا الكون.

..

الصغار الحقيقيون

كم كنت أشفق على الكبار في صغري فقد كانوا كباراً في نظري لدرجةٍ مؤلمة…

الآن أكتشف وأنا أقرأ في ساعديّ أني كنت على حق في شفقتي عليهم فنحن

صغارٌ جداً وممرغون بالخراء،

لدرجةٍ مخجلة.

..

أفراحنا التي لن تتمّ

يسقط الدكتاتور فنضحك كثيراً وننسى أن نشكر الله.. ثم نشكره

ونعود لنضحك كثيراً كثيراً وننسى أن نستمع للشيخ إمام ثم نسمعه…

ونعود لنضحك كثيراً كثيراً كثيراً ثم نسمع في الراديو

عن حرب مدمرة تدقّ قلب غزّة.

..

أضواء رمضان

الأضواء المتلألئة على عتبات نوافذ وأبواب البيوت في رمضان

أشبه بالحلى الفالسو والمجوهرات المزيفة

المستلقية على نهود السيدات

الحزينات.

(الفريديس)

 

 

 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>