أبي لا مزيد/ مؤمن المحمدي

اكتشفت بعدها أن صوت أم كلثوم يستريح أكثر مع السّنباطي، وأنها كانت شابة عفية في ألحان القصبجي، وأنّ زكريا أحمد أجمل من أن أفوته

أبي لا مزيد/ مؤمن المحمدي

|مؤمن المحمدي|

.

(1)

صديقي الأوروبي، يزور مصر لأول مرة. كنت في العشرين وقتها، أجلس مع صديقي، نتحدث عن مصر، وعظمة مصر، وتاريخ مصر، وعظمة تاريخ مصر، إلخ إلخ إلخ، كما هو معتاد في مثل تلك الظروف.

أنتبه إلى أن المقهى يذيع، عبر جهاز الكاسيت، أغنية لأم كلثوم. ربما كانت “سيرة الحب”، فأجدها فرصة لإضافة ملمس إنساني على العظمة والتاريخ و”خلافه”، فقلت له:

This is our great singer.

فهز رأسه هزة المتقبل بإعجاب، وأصغى لصوتها نصف دقيقة، قبل أن أضيف المعلومة الأهم:

(her) name is Oum Koulthoom.

هنا انتبه صديقي، وأعتقد أنه نسي كل ما قلناه عن مصر، وعظمة مصر وتاريخ مصر، وقال بآخر ما لديه من دهشة:

You mean (his) name is Oum Koulthoom.

ولم أجد وقتها ردًا.

.

(2)

في طفولتي الأولى، لم أكن أخاف من حكايات الغولة والعنقاء والخل الوفي، لم يكن يرعبني أبو رجل مسلوخة. وكان ضعف نظري سببا في عدم الخوف من الظلام، بل ربما الألفة معه. لكن حصتي التي وهبتني الحياة إياها من الخوف، كانت تتركز في السّلطة؛ كنت أخاف من ملابس العساكر السّوداء. وأخاف من الشتاء لأنه كان المسؤول عن عدم خروجي من البيت، وأحيانا من السرير. وأخاف من أختي التي تكبرني بثلاث عشرة سنة؛ فقد كانت هي الأم والأب، رغم وجود الأم والأب. وأخاف من عم جرجس صاحب المخبز، لأنه كان صارما في تنظيم صف البشر الساعين إلى الخبز. وكنت أخاف من صوت أم كلثوم.

كان المذياع يطلق مطلع “هذه ليلتي”، بكل هذا العمق القادم من بئر، قرارها حيث لا هناك، فألتصق في الحائط، وتنتفخ أنفي وتحمر أذني، وأشعر بغليان في أماكن كثيرة من جسدي. ما هذا المارد الذي خرج من قمقه يسعى لالتهام الجميع؟

بينما كان سماع مطلع أغنية “ذكريات” سببا كافيا لغيابي من المدرسة وأنا في الصف الأول الابتدائي.

لم يكن صوت “الست” بالنسبة لي صوتا بشريا، كنت أتعامل معه باعتباره صوتا صنعته “الحكومة” (كما كنا نسمي الدولة)، ليكون هو الصوت المثال، كما صنعت لكل شيء مثالا.

.

(3)

صديقتي تحكي لي عن أيامها في فرنسا، حيث كل شيء له طعم مختلف، بل يمكن القول إنّ كل شيء له طعم.

في حكايات صديقتي مشاعر ودراما وشعر ومسرح، فصديقتي تجيد الحكي، على عكس الكثيرين منهم، ممن يفضلون الاستماع.

الحكي عندي علامة مهمة على أنك تعيش ما تمرّ به، وأنه يمرّ بك كما تمرّ به، وصديقتي من جماعة محبي الحياة.

حكايات صديقتي عن باريس، شملت كل شيء، لم يكن في أية حكاية ما يتصل بأختها، فقط كان صوت أم كلثوم هو الحاضر في كل الحكايات.

صدقتها عندما قالت إنّ أم كلثوم في باريس لم تكن هي أم كلثوم القاهرة، ونسيت أن أقول لك إن صديقتي لا تفضل سماع “الست”، صديقتي تحتفظ في سيارتها بأغنية حورية حسن: “من حبي فيك يا جاري”. لكن باريس لم تكن صالحة بدون “أغدًا ألقاك؟”.

صديقتي تحب السؤال، وتخشى الفقد، وأهم شخص في حياتها هو أبوها، أبوها الذي لم يكن في باريس. وفي باريس كانت أول مرة لا يكون هناك.

“أغدا ألقاك؟”.

سألتني صديقتي: لماذا لا تُعتبر “أغدا ألقاك” أهم أغنيات أم كلثوم بالنسبة لأغلبية البشر؟ أجيبها بتحليلات فنية، أو هكذا تبدو، لكنني أكتشف أنّ ما أقوله كلام فارغ، وأنّ كل ما هنالك هو أنّ “أغلبية البشر” لم يزوروا باريس، ولا يحبون الأسئلة، ولا يخشون الفقد، وليس لهم آباء هم أهم ما في الحياة.

.

(4)

عندما وصلت الثامنة عشر، كنت نموذجا للشباب الذين وصفهم جاهين بأنهم “مش عاجبهم لا ملك ولا أب”، كنت أعتبر تعلق “الكبار” بأم كلثوم نوعا من الاستسلام للقدر والدولة والنظام.

كنت أروي بحماس، كيف أنّ عبد الناصر كان يهتم شخصيا بالتليفزيون والحشيش والكرة وأم كلثوم، وأنه أشرف بنفسه على صناعة عدد من أغانيها، أهمها “إنت عمري”، الذي اكتسب صفة “لقاء السّحاب” قبل البدء في الإعداد للأغنية.

كنت أعتبر لقاء الخميس الأول من كل شهر، الذي كانت العائلة تجتمع فيه حول الراديو لسماع “الست”، مجرد خلق ارتباط بإذاعة “أم كلثوم” التي كان يتم بثها من مكان مختلف عن مبنى ماسبيرو الشهير، وذلك حتى يجد “الزعيم” مكانا يبث فيه خطبه لـ “الإخوة المواطنين” في حال جرى تدبير انقلاب ضده.

كنت أحاول الاستغناء كليًا عن كلّ ما أنتجته بتبني فيروز، ولما كان لديّ جانب شوفيني لم أتمكن من تجاوزه، فقد فشلت في اعتبار السيدة فيروز سلطة غنائية يمكن الاستظلال بظلها. كانت “نجاة الصغيرة” بديلا في فترة ما، مطربة رقيقة رومانسية حميمية إلى أبعد حدّ. كنت أجمع أغنيات نجاة، وكان أهم من سماعها هو الترويج لها، وإقامة النقاشات حول أحقيتها بأن تكون هي “الست” الحقيقية. غير أنّ “الصغيرة” كانت أرقّ ممّا حاولت تحميلها إياه.

انتقل العطاء في مسيرة البحث عن إله إلى عبد الحليم حافظ، قلت: “هذا ربي .. هذا أكبر”. كانت مسيرة حليم في الغناء “الوطني” مساعدًا له في أن يكون المغني الصديق، بديلا عن فكرة المغني الأب.

لكن حليم كان معتمدا بالكلية في صناعة نجوميته على ضعفه، كنت أصدق حليم حين يغني الانكسار. كان أجمل ما يكون وهو منسحق أمام حبيبه أو أمام وطنه، أو أمام القدر.

ولذا، كانت أغنيته عن المسيح الذي “خانوه نفس اليهود” هي تاج أغنياته الوطنية، في مقابل البندقية التي أصبحت تمتلكها أم كلثوم، وتطالب بالذهاب إلى فسلطين بصحبتها.

كان حليم إذًا أضعف من تحمل مسؤولياته تجاهي، وفكرت: لماذا ينبغي أن يكون الإله الموسيقي مطربا؟ لماذا لا يكون موسيقيا؟ وهكذا ظهر في حياتي ملحن اسمه بليغ حمدي، الذي صمد حتى الآن كربّ الموسيقى المصرية.

غير أنّ بليغ كان نقطة الضعف التي فرضت من خلالها أم كلثوم سلطتها الغنائية عليّ.

بدأت القصة ببليغيات أم كلثوم، التي حولت خوفي طفلا من صوتها، إلى حالة رهبة لا تلبث أن تتحول إلى طمأنينة.

وتبع بليغيات أم كلثوم وهابياتها، كنت ولا أزال أرى أنّ عبد الوهاب في مرحلة ما كان يقلد بليغ حمدي، “ينحته” كما نقول بالمصري. كان يدرك أنّ هذا هو القادم، فأراد تزويج بليغ لابنته “إش إش”، ولما فشلت الزيجة قرر أن يصاهره في ألحانه.

اكتشفت بعدها أن صوت أم كلثوم يستريح أكثر مع السّنباطي، وأنها كانت شابة عفية في ألحان القصبجي، وأنّ زكريا أحمد أجمل من أن أفوته، وأنّ أدوراها القديمة تحف لم تتكرّر. باختصار، عندما وصلتُ الثلاثين من عمري، بدأت البحث عن وسائل لتحسين علاقتي بأبي رحمه الله.

.

(5)

“الست”!

هو التعبير المصري الذي يعني السيدة، لكن علينا أن ننتبه، فهذا التعبير ليس مقابلا لمفهوم الرجل، على الأقل ليس دائما. “الست”، خاصة عندما نستخدمها هكذا بألف ولام العهد، تشير إلى السيدة صاحبة السلطة، صاحبة العصمة، فـ”ست البيت” هي ربته وملكته وإلهته. والمصريون عرفوا معارك ضارية في بيوتهم، بين الحماة وكنتها، والسلفة وسلفتها، والضرة وضرتها، على من تفوز بلقب “ست الدار”. وغالبا ما يقف الرجال في تلك المعارك عاجزين، بل إن بعضهم يضطر لترك المنزل نهائيا، والنجاة من تلك المعركة.

لم تكن تحية عبد الناصر تظهر في المحافل، ولا في صور الجرائد، وأحمد فؤاد نجم اعتبر ذلك دليلا على نبوة الزعيم، وهكذا كانت أم كلثوم هي “الست”.

وعندما جاءت جيهان السادات كان أول ما فعلته هو استدعاء سامي شرف، مدير مكتب الرئيس، وتعنيفه على أن الصحف نشرت صورة لمؤتمر شاركت فيه، بعد قصها من الصورة ليظهر الرئيس منفردا.

وعندما استمرت “ثومة” تنادي أنور السادات كما كانت تناديه قبل الرئاسة، يا “أبو الأنوار”، قررت “سيدة مصر الأولى” أن تبحث عن بديل لأم كلثوم، وهكذا ظهرت ياسمين الخيام ودفعها ودعمها لتصبح ضرة “الست” في البلد.

في تقديري أن نصف جيهان السادات الإنجليزي منع نصفها المصري من فهم المصريين، فالألوهية ليست شعوذة معجزات، والنبوة لا تأتي بكلمات تبدو إلهية، والسلطة تحتاج القدرة، و”الست” ليست صوتا، وإنما تاريخ.

استسلمت كثيرا لشائعات تمس أنوثة أم كلثوم، لم أحمل لها إدانة، فبالنسبة لي لا توجد أية إدانة على أي سلوك جنسي مهما كان، لكن هذا الاستسلام ناتج من كون الأمر متسقا تماما مع صورة أم كلثوم في ذهني، تلك الصورة التي جعلت صديقي الأوربي، يقول بمنتهى الدهشة:

اسمـ(ـها)؟ ربما تقصد اسمـ(ـه).

.

(6)

لا أومن بالميتافيزيقا على أي نحو، لكنني أومن بأن عام 2010 كان نحسًا، لنقل إن كل ما أحمله من طاقة غيبية أخرجته تجاه هذه السنة المشؤومة.

ظهر اسمها إلى الوجود قبل أن تحل بستّ سنوات، عندما حصلنا على “صفر المونديال” الشهير، لم تكن النكسة كروية، لكن عدم حصولنا ولو على صوت واحد يثق بقدراتنا على تنظيم بطولة كروية كان محبطا للغاية.

أعقبها فشلنا حتى في أن نشارك في المونديال نفسه بفريق الكرة. ومنذ أن بدأت السنة التي بلغت فيها 35 عاما، والأزمات ظلت تلاحقني على كل المستويات، وعندما فكرت في اللجوء لأبي، رحل، توفي في منتصفها تماما.

وكان حزني له مظهر واحد، كتبت رواية، كتبتها، ولم أكتب سطرًا فيها من دون أن تكون السماعات على أذني وأنا أسمع أم كلثوم تردد:

كان لك معايا

أجمل حكاية بالعمر كله

وعندما تصل إلى:

كل العواطف الحلوة بيننا

تتساقط أمامي مشاهد عمري كلها، تتساقط مبعثرة دونما ترتيب، وتمر وجوه، وأسماء، ومشاهد، ورؤى، ومعارك ضارية، وخيانات عنيفة، وانكسارات ملهمة، وانتصارات قليلة مدوية.

تتساقط حياتي أمامي كما يتساقط مطر مجنون، ينعش ويكئب، يبلل ويجفف، فأبكي وأضحك لا حزنا ولا فرحا، مؤكدًا أنّ الأخطل الصغير عرفني في حياة ما فكتب هذا الشطر، أبكي وأضحك وأكتب، حتى انتهيت من الرواية، وعندما انتهيت منها، ماتت أمي.

.

(7)

لم يكن أبي نفسه يحبّ أم كلثوم، كان يفضل سماع المديح خاصة الشيخ محمد العجوز، وكان يحفظ السيرة الهلالية، ويغنيها. كان يشعر بأنّ التراث هو الفن الذي خلق لأمثاله.

ولم يكن أبي يتقبل مجرد الحديث عن أم كلثوم بعدم اكتراث، فضلا عن انتقادها، كان يراها على نحو ما شريكة لعبد الناصر في تجربته التي يعتبرها أكمل التجارب الإنسانية إلى جانب التجربة المحمدية الأولى في صدر الإسلام.

لم يستفد أبي من ناصر على أي نحو، كما لم يستفد من أم كلثوم ولو بسماعها، لكنه كان يتحدث بإجلال عن الجيش الذي قامت على أكتافه الدولة، وعن جهود أم كلثوم في إنقاذ هذا الجيش عن طريق حفلاتها التي تم تخصيص عائدها بالكامل للمجهود الحربي.

كان أبي يحب الشيخ كشك، وعندما شن هجمته المعروفة على “الست”، وقال: امرأة في سن الستين تقول “خدني في حنانك خدني .. أخذك المولى وهو أولى.”، أدرك أن هذا الرجل ليس جادا، حتى وإن كان مخلصا.

حكى لي أبي أساطير عن عبد الناصر الذي حاول الإخوان اغتياله، فأنقذه مصحف كان يضعه في جيبه الأيسر بجوار قلبه، أصابت الرصاصة مصحف عبد الناصر فارتدت حاسرة. وكان طبيعيا أن يحكي لي أساطير عن أم كلثوم.

ليست الأساطير هي المهمة، المهم هو امتداد تلك الأساطير لتشمل كلمات أغانيها، فقد كان أبي مقتنعا بأنّ جميع أغنيات أم كلثوم دينية، ربما سمع قصة أغنية: “أقول لك إيه عن الشوق يا حبيبي”، حيث يروون أن عبد الفتاح مصطفى كتب الأغنية، وأن أم كلثوم غنتها، وبعد أن سجلتها قالت لمصطفى إنها تشعر بأن كلمات الأغنية أغرب من أن يقولها حبيب لحبيبه. ولم يندهش الشاعر من توصل “الست” إلى المفهوم الصوفي الخفي في الأغنية، فأسر لها بالحقيقة، فالمخاطب في الأغنية هو الله:

أقول لك إيه عن الشوق يا حبيبي

أقول لك إيه و(مين غيرك داري بي؟)

قسم أبي أغانيها المشهورة على مشاعره الدينية الخاصة، فـ “فات الميعاد”، و”هاسيبك للزمن” هما أغنيتان على لسان الله يقولهما للعاصي، و”يا ناسيني” عتاب المحب لمولاه (ربما كان هذا تأثرا بجيراننا المسيحيين)، أما “إنت عمري” فهي لا تحتاج لتفسير حتى نعرف أنها كلمات تائب عائد إلى الله.

ما ساعد أبي على تبني هذه التأويلات هو غناء أم كلثوم لأغان دينية، لها هذا الملمح، فـ “القلب يعشق كل جميل” مثلا تختلف عن أية أنشودة دينية يمكنك سماعها.

ساعده كذلك ظهور مطربين شعبيين يغنون أغنيات دينية على ألحان أم كلثوم، كان أشهرها في جنوب مصر (الصعيد) أغنية يا ناشيني، على وزن يا ناسيني.

ويتوسع أبي في تأويل الكلمات، فيسألني:

وهات لي قلب

لا داب ولا حب

ولا انجرح

ولا داق حرمان

هل تعرف معنى هذه الكلمات؟

فأقول له ما أفهمه:

إنها تطلب قلبا لم يذب، ولم يحب ولم ينجرح ولم يذق حرمانا.

فيقول بأسى: ليتني ما أرسلتك للمدرسة، مدارسكم خربت عقولكم. يا ولدي، القلب المقصود هو قلب الطفل.

ومرة أخرى يسألني بغتة:

إذا كنت أنا سائقا، وأنت طالب، وعمك عطا تاجر، وخالك عبود طبيب بيطري، فما هي وظيفة الزمن؟

فلا أجيب.

فيرد بصيغة الحكيم:

وظيفة الزمن هي النسيان، يا ولدي: “الزمن بينسي فرح وحزن ياما”.

هل قلت إن أبي لم يكن يسمع أم كلثوم؟

أنا إذن كاذب.

.

(8)

لم يكن صديقي حازم شحاتة، رحمه الله، يعترض على شيء من اختياراتي الفنية، كان مؤمنا بأنني تحت الثلاثين، وعندما أكبر سأختلف، وستختلف اختياراتي.

لم يكن يقول لي هذا، فقد كان يعرف ماذا يعني الإنسان، كان أكثر ما يكرهه هو النصيحة، لكنه كان دائما ما يشير لي بطرف خفي إلى أمور يتمنى أن أعتني بها، مثل علاقتي بأبي، وعلاقتي بالست.

رحل حازم عندما بلغتُ الثلاثين، سرقته مني النار في بني سويف، وبرحيله كانت أم كلثوم قد تمكنت مني، وهرمت، هرمت، هرمت، هرمت حتى لم أعد بحاجة لشيء إلا حاجتي إلى أب.

.

(9)

أنساك؟

ده كلام؟

أنساك؟

يا سلام!

أهو ده اللي مش ممكن أبدا

ولا أفكر فيه

أبدا أبدا

.

(10)

أبي

أبي .. لا مزيد.

*شاعر وصحفي مصري

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. حتى اللى مش بيحب ام كلثوم … بيقولك تسلم ايدك يا ريس (Y)

  2. سيرة ذاتية خاصة ، مع تاريخ مصر بطرح خاص جداً ، جعلتنا أعرفك أكثر

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>