ااااااااااااااااااع، صرخة أنثى!/ تمارا ناصر

(مقالة مروزق الحلبي النقدية في الأسفل) . |تمارا ناصر| 1 […]

ااااااااااااااااااع، صرخة أنثى!/ تمارا ناصر

(مقالة مروزق الحلبي النقدية في الأسفل)

.

|تمارا ناصر|

1

أجمل ما في مرح مؤخرتها- ملخصا لكيف وصفت النساء في الأدب والفن والحياة منذ البدء وحتى اليوم، تقريبًا. أجمل ما في مرح، عدا عن مؤخرتها، مخيّلتها وشغفها الكبير للقراءة والكتابة، فهذا يفسر الساعات الكثيرة التي تقضيها مرح جالسة، ممددة، مسطّحة، منبطحة، تقرأ لا تتزحزح تربّي عقلا متنورا وكرشا مكورا ومؤخرة ممتلئة.

من أقرب الناس إلى قلب مرح، ابنة عمها هديل. هديل لا تحب الكتابة والقراءة، لكنها تقرأ ما تكتب عنها مرح. تقرأ جملة فتقرصها ثم تضحك وتلوي يدها قائلة: “وليييييي، بس أنا محكيتش هيك، ليش بتبهري؟” فترد عليها مرح: “وك وجعتيني، هاي كتابة بهدف الكتابة، مبالغة بغرض التجميل، اييييي”.

مرح تعرف كل صغيرة وكبيرة عن هديل، هي لا تخفي عنها شيئا، تسرد لها احداث يومها بالكامل، تغذي شهوتها لمعرفة أدق التفاصيل، فأصبحت هديل بطلة مرح الدائمة في القصص القصيرة والنصوص. هديل تعيش وتختبر، ومرح تكتب وتدوّن ما جربته الأخيرة، بروح فكاهية إبداعية.

كانت أجمل لحظة في حياة مرح، لحظة زفّتها هديل بالخبر الجديد: “إسمعي، بدي اقولك اشي  بنفعش تكتبي عنه، اوعديني.”

“قوليلي يللا.”

” احزري.”

“شو احزري، بعرفش، قوليلي، صعب أحزر.”

“وك احزري احزري.”

“يللا يختي قوليلي، تحمست.”

“عملنا سكس..”

“عنجددد؟ وينتا؟”

“اليوم، اليوم.”

لكن حالما بدأت هديل بسرد التفاصيل الحميمة والأكثر سخونة، أدركت مرح انه لا يمكنها عدم الكتابة عن الموضوع، الحدث متوفر والتفاصيل اوفى والبطلة هنا. سأغير اسم البطلة واكتب بوحي قصة هديل، انشرها في مدونتي الالكترونية فقط، فلا أثير تساؤلات احد، فكرت مرح.

لقي نص مرح الجديد في مدونتها اقبالا كبيرا، كبيرا وغير متوقعا. فخطر لها ان تنشره في إحدى المجلات الالكترونية، تغض النظر عن موقف ابنة عمها الحساس، تتجاهل الوعد الذي ليست اكيدة بأنها قطعته عليها. ومثلما حظي باقبال في المدونة لاقى نجاحا في المجلة الاكترونية هذه. تزايدت وتيرة تداول ونشر النص، هذا ينصح به لذاك، هذه تقرأه على مسامع تلك. انتهى النص بين ايدي وعيون عائلة مرح وهديل.

عقّب والد مرح بأنه لا يفهم اصرارها على كتابة كلام مثل هذا، لا يفهم لماذا يجب ان تكتب اصلا. اصيبت والدة مرح بجنون عصبي: “ولك انت بدك تفضحينا. فكرناها انت بالاول، الحمدالله طلعت بنت عمك.. بدك تفضحينا بهل كتابة هاي”. حاولت مرح اقناعهم بأن البطلة ليست هديل، وبأنها شخصية من نسج خيالها، لكن مواصفات وميزات البطلة تنطبق تماما على عليها. لم تنجح مرح في اخفاء هوية هديل، فسقط القناع الرفيع الخفيف.

أسرعت مرح إلى منزل ابنة عمها المجاور، تدق باب بيتهم بقوّة وإصرار، فتحت اخيرا ام هديل تقول لمرح ان وجودها في بيتهم لم يعد مرحبا به، وان هديل لا ترغب في رؤيتها. دفعت مرح الباب وتسللت إلى غرفة هديل.

-هديل… متأسفة بس الكتابة بهدف الكتابة، الكتابة بهدف التغيير..

لم ترغب هديل في سماعها، وطلبت منها ان تغادر، فهي سببت اذى لن يندثر عما قريب. استجابت مرح وخرجت محبطة من غرفة هديل تبحث عن الباب الذي سيؤدي بها إلى خارج هذا البيت وخارج هذا المأزق لكنها اصطدمت بعمها، فقال لها: بس سؤال واحد، هذه اللي في قصتك هديل صح؟ فردت مرح على الفور: “لا يا عمي مش هديل، والله مش هديل”، فهزّ رأسه وقال: “بكل الاحوال مش راح تشوفي هديل هاي الايام اللي جاي”.

خرجت مرح مسرعة من عندهم، تركض باتجاه منزلهم، تصوّب نحو غرفتها، فهي الآن تعرف كيف بإمكانها إنقاذ ابنة عمها. جلست إلى كرسيها، شمّرت عن ذراعيها وبدأت تدون قصة هديل من البداية. تحكي قصة هديل الجبارة، هديل البطلة التي لم تضعف عندما تم الكشف عن علاقاتها الحميمية، هديل التي قامت ووقفت أمام والدها، وقالت له انها هي ذاتها الشخصية من قصة مرح، وانه بامكانه قمعها وتقييدها في الواقع، لكنه لن يستطيع ذلك في الروايات والأدب، وأن مرح ستحرص وتؤكد على هذا، دائما وابدا.

.

2

أمشي كل صباح طريق “الدولوروسا” صوب مكتبة الجامعة. هذا سلاحنا الوحيد، تقول امي.

أحمل شنطتي معذبة، تتنقل بين كتفي الايمن المنقبض وكتفي الايسر المشوه. يلسعني شاحن اللاب توب، يجلدني، تقذفني شحنة الكتب، أترنح يمينا ويسارا، تعزز الشمس من أشعتها، تصوّبها ببرودة نحوي، فأذوب.

أقف لأطمئن على أكل أمي. اكل امي الفلسطيني يبعث بروح القُدُس الى انفي- يتجلى ابي في السموات:

“يا ابنتي، طَعميني”..

اهرب من ابي في السموات. يشتمني وينعتني بالحواء الناكرة للجميل:

“سأبعث لكِ ببني اسرائيل”..

أزيد من سرعتي، ابحث عن ملاذ. لن أفرّط في ورق الدوالي، ولا في ورقة! تقضي امي الساعات في لفّها وتحضيرها، ثم يطوفون هذه الارض المقدسة بأكملها كي يصلوا الى داري في تل ابيب.

أخطو خطوتي الأولى داخل حرم الجامعة، اجدني في ساحة محاطة بالقدر والمصير، جمهور من اليهود يطالب بتسليم ورق الدوالي، أو الموت بحقنات ابدية من الشنتيتسل. اصطاد وجوهًا فلسطينية تذرف الدموع في الخلفية.

لطالما عرفت أن هذه ستكون نهايتي، لطالما ميزت بين القلق والورق، بين العفوية والتلفيق، بين الخلاص واللذة.

يصرخ الشعب المختار:” جيبي الدوالي اسا”…

عرفت نهايتي منذ البداية، لم تذهب سنين مضغ الاكل والبلع سدى. انا جاهزة الآن.

اندفع إليّ الجمهور الغفير. تناولت علبة الورق، فتحت الغطاء كمقاتلة جبّارة، رفعت العلبة إلى الأعلى معلنة عن اللحظة الحاسمة، تدحرجت إلى فمي أوراق الدوالي، استسلم لسان المزمار ولم يقم بعمله، مخلصا للقدر. انزلقت ورقة الى القصبة الهوائية، فاختنقت اختناقا لذيذا، ومتّ لأجلكم- بجانب الصليب.

.

3

عند وصول العادة الشهرية، أحاول الصمود قدر الامكان داخل التيار العقلاني الانساني المطروح على جدول البشرية المعاصر. لكن وأحيانا، تتنافى هرموناتي مع الإنسانية، عندها، أكون من أكون خلال ايام العادة.

أنظر إلى نفسي في المرآة، صدري يؤلمني، صدري اكبر هذه الايام، لا بد انني ازددت في الوزن، طبعا ازددت في الوزن- أخبّص في الاكل قبل اسبوع من العادة (بهمّش بدها تيجيني)، واخبّص في الاكل خلال الأسبوع (بهمّش جاييتني)، واخبّص أكلا وشربا بعد الاسبوع (لانه بطّلت جاييتني). نعم. آه، صدري.

أمام المرآة، أتذكّر كيف كنت اخجل من صدري في طفولتي، في الصف السادس تحديدا- عندما بدا كل شيء ينمو ويكبر من الاسفل إلى الاعلى. هكذا كانت تنضج حبتا البطيخ دون ادراكي وأنا جالسة امام التلفاز اشاهد بحماس وتقدير اجسام أشخاص آخرين.

كانت تظهر على الشاشات مراهقات اجنبيات يتمنيْنَ صدرا ممتلئا كبيرا، أقول لنفسي انظري، هذه لا تخجل، لماذا تخجلين انت؟ اسحب اللحاف من ورائي واتجه نحو امي، اخرج اصبعي من فمي متسائلة:

- ماما ليش بزازي اكبر من باقي البنات؟

- قولي صدري!

- شو يعني صدري؟

- يعني بزازك.

- ليش؟

- عشان عيب تقولي بزاز.

- لا، ليش تعوني اكبر؟

- عشان كل بنت بتكبر شكل..

اااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

أغلق الصدرية، بلوزة اولى، بلوزة ثانية، بنطلون، حذاء، جاكيت، جاييتني. درسي سيبدأ بعد خمس دقائق، أسرع، الهث، ماذا! سأبدأ ريجيما قاسيا ابتداء من اليوم. لا، ليس اليوم، ربما غدا؟ لا، غدا لا يناسبني. أتعثر بحجر، يضحك شابان يمشيان جانبي، ثم يكملان حديثهما:

- المهم، شو كنت عم بقول؟ آه، مبارح، انه البنت وجها حلو بس ناصحة..

- اه؟ خلص لكان شو بدَّك فيها.

“آه.. شو بدو فيها”، فكرت، وفاجأتهم بسؤالي:

- بس خيّا… بزازها كبار؟

.

تمارا تكتب ما تُريد!/ مرزوق الحلبي

مرزوق الحلبي

سأحذر في نقدي نص تمارا. فلا أطبّق عليه كل ما أعرفه من تنظيرات، ولا أستعمل في الحفر كل الأدوات ولا أحمّله ما لا يحمل. والحذر من هذا الموقع مهمة غير سهلة خاصة وأن هناك نسقا ثقافيا قابضا اعتاد فيه الناقدون أن يستعرضون النص فيقولون لنا ما فعله الكاتب الكاتبة دون أن يحكموا في فنية أو جمالية العمل أو أن يغدقوا على العمل ما يستحق ولا يستحق فلا تتعرّف على النص الذي قرأته ويصير الكاتب/ة من العظماء وأنت لا تدري.

سأكون محكما أو زاهدا كالنص الذي اخترته على الأقل.

عن طبقات من الجرأة ـ لصالح النص أنه يتحرك إلينا من تلك المساحات المغطاة بالمحاذير من كل صنف ونوع، من شؤون نعيشها ونحكيها لكننا نبقيها خارج دائرة التداول المنصوص. جرأةٌ أن تفشي أسرارا معلنة وأن تكتب عن الطبيعي الممنوع.

في النص جرأة في مستوى آخر وهو هذا البوح الذاتي الخفيف الظلّ. كأن تمارا تصرّح: لي الكتابة في كل شيء فيّ ولكم الحكم على جمالية ما أقدّم!

أما الطبقة الثالثة من الجرأة فهي تلك المتصلة بموضوع التداول. فالنصّ ينأى بنفسه عن ثيمة الهمّ الجماعي بصيغتها المألوفة والممجوجة لصالح الهم الذاتي بمعناه الوجودي الذي يعود من خلال طريقة عرضه ليتصل بنا كأفراد نؤلف هذه الجماعة. تمارا تكتب ما تريد وليس ما هو متوقع منها!

الطبقة الرابعة من الجرأة هو هذا التدوال كأنه الطبيعي للكلام المحكي في متن الكلام المكتوب. فتمارا تأتي بالتراكيب المحكية المألوفة وتفسح لها مكانا في النص وتمنحها جنسية غير مشروطة. ربما أن موضوع النص يحدد لغته ومفرداته. نص طبيعي المفردات بغير إنشاء أو إغراب أو تكلّف هو نصّ يختصر المسافة بينه وبين قارئه.

عن المفارقة وعن الدهشة ـ لا تكفي الجرأة وحدها مهما تعددت طبقاتها في جعل النص فنيا أو أدبيا أو باهيا. أو هي وحدها غير كافية لضمان السحر الذي في النص الأدبي.

تعتمد تمارا في النص عنصر المفارقة لكن بدون دراماتيكية. مفارقة تقوم على غير المتوقع أو على سخرية مرّة. تفعل بشكل يصير النص في منتهاه مسلّيا ومضحكا وموجعا إلى حدّ ما يجعلنا سعداء بما اكتشفناه أو قرأناه أو بما أحدثه النص فينا من مرح وخربشات تجعلنا نبتسم أو نغتبط علنا أو بيننا وبين أنفسنا.

الدهشة الطالعة من النص تأتينا من ذكاء فطري وكتابي، من لغة تنفذ عميقا في تفكيك الحالة المحكية. وهي تفعل ذلك بيُسر دون تكلّف أو عناء وبإصرار مُدرك لضرورة التفكيك والنسف والاستئناف.

يقوم النص على ذكاء كاتبته التي تقطّع الكلام وجُمله متى شاءت وتترك بينها فجوات غير اعتيادية وتثق بالقارئ أن يوسع خطواته لغرض الوصل بين ضفاف الكلام والأفكار.

عن البساطة في الكتابة ـ يُمكننا أن نعتبر النص شكلا موفقا للكتابة الزاهدة. النص متصوف مكثّف قادر على الإيصال الحميم. النص في بعض فقراته اختزالي حتى يخيّل لي أحيانا أنها تجعل من النثر شيئا أقرب إلى الشعر أو منزلة بين المنزلتين. والنص الاختزالي يحتاج إلى فنية عالية.

يبدو من مفردات النص أن تمارا تكتب كما تتكلم وتتكلم كما تفكّر. يظهر هذا في المفردات وجِماعِها وعلاقاتها ببعضها. كأن تمارا نفخت فيه روحا من روحها فأتى إلينا باشا وضاحكا وشقيا ومقهقها أحيانا. نص هو الحياة وليس عنها.

استطاعت تمارا أن تكتب نصا حيويا مفعما بالحياة دونما حاجة إلى بناء حبكة معقدة أو ضاجة. فتحولت شؤون حياة صبية إلى ثيمة مثيرة وهامة وذات معنى. فعلت بجمالية وببساطة وخفة ظلّ.

على العموم تستهويني تلك الكتابة التي تبدأ من الذات كأنها محور الكون، مبتداه ومنتهاه، وتستهويني أكثر عندما يتم ذلك دون تحويل الذات إلى بطل أو أسطورة أو ثيمة غارقة في الرائع المتمنى. وهو ما فعلته تمارا عندما اختارت الكتابة عن الذات كما هي في تجربتها بريشها وعراميشها. تفعل بكتابة محررة من أهداف وغايات والتزام، متمرّدة على مألوف الثقافة واللغة. وهذا ما جعلها أخف حركة وأكثر نفاذا إلى القلب والعقل. إنه ذاك الجانر من الكتابة الذي انتظرناه وننتظره ونرى بشائره في جيل جديد من الكتاب والكاتبات. ولكل واحد أن يُحبّ هذا الجانر أو لا يُحبّه.

تُعلن تمارا في نصها هذا، وفيما قرأته لها من قبل، طريقتها في الكتابة وتكشف لنا أدواتها وما بلغته من حرفية وفنية في هذا الباب. وستشرق نصوصها أكثر وتنضر لو هي زادت من معارفها اللغوية.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

14 تعقيبات

  1. خيا ابدعتي.

  2. المشكلة ان العار يسير في مجتمعاتنا عاريا، لكن الفن والأدب لا بد له أن يلبس جلباب الحشمة والحياء.
    تمارا كتاباتك ثورية وراقية، لا تتوقفي عن الكتابة.

  3. تُمتِعني هذهِ النصوص الغير اعتياديّة.

  4. تمارا انت بتجنني :)

  5. لم أعجب بالنص كما اعجبت فيه عندما القيته البارحة, تمنيت ايضا سماع النص الاول والثالث ايضا. على كل الاحوال, كنت رائعة.

  6. رائع وهادف يا تمارا
    انيس…انت تافه

  7. استمتعت كتير بطريقة سردك للاحداث وقدرتك على توصيل الفكرة بشكل مشوق

  8. عزيزتي منى,
    اذا فِهمك مغلوط او مشلول لا يعني ان النص غير هادف.
    حسب ما فهمت لما قريته, الهدف جدا واضح وجلي بثلاثة النصوص, مغلّف بتكتيكات ادبية عالية جدا في الذكاء (لا ادري حقيقة ان كانت الكاتبة توافق معي).
    وحسب ما رأيت ايضا, ان “الكلمات الغير اعتيادية” لم تات الّا عند نهاية النص مما يعني ان النص لم يقرا بسبب هذه الكلمات (حسب ادعائك).

    نعم لرفع مستوى فهم مقروءنا,
    مودّتي.

  9. رائعة جريئة مميزة..

  10. كتابه غير هادفهه…لولا الكلمات الغير اعتياديه ما حدا بيقرا

  11. amazing
    amazing
    amazing

  12. ههههه ، امتعتيني جداا .. (مع انو مش كتير صعب بتالت ساعة من المحاضرة !) .. ووصّلتي افكار اجت عالوجع.. استمري !

  13. كالعاده, تمارا متالقة ونصوصها جميله جداااا

  14. لا يعدو أن يكون هذيان عابر، أو حشرجة، لن تلبث أن تنتهي… بانتهاء مداد قلم صاحبها.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>