ما هي أكثر لحظات حياتك جُبنًا، وما أكثرها شجاعة؟/ “أهرب باستمرار من أمام صديقات أحببتهن بصمت لسنوات، أقف بشجاعة دفاعًا عن طفل فقير يتعذّب، أو يبكي جوعًا…

الاستجواب: زياد خدّاش
يناير05

الاستجواب: زياد خدّاش

ما هي أكثر لحظات حياتك جُبنًا، وما أكثرها شجاعة؟/ “أهرب باستمرار من أمام صديقات أحببتهن بصمت لسنوات، أقف بشجاعة دفاعًا عن طفل فقير يتعذّب، أو يبكي جوعًا…

المزيد...

|زياد خدّاش| كان يحدثُ وأن يفصلها بهدوء عن ساعده الصّلب […]

يد برتقالية/ زياد خدّاش
مايو01

يد برتقالية/ زياد خدّاش

|زياد خدّاش| كان يحدثُ وأن يفصلها بهدوء عن ساعده الصّلب، وهو مستلق على ظهره، ويسلّمها لي أيامًا، موصيا أيّاي بشدة: “دير بالك عليها يا سيدي إوع تجرحها”. ويغفو؛ طويلا يغفو جدّي. كانت يده بمثابة لعبتي وتميمتي وجائزتي وحكايتي وسرّي، أقدّمها لأصحابي في الحارة ليصافحونها بهيبة، مندهشين من عروقها النافرة وتجاعيدها القاسية. في الليل وبعد نوم العائلة، أنهض، أسحبها من تحت الوسادة، أحكّ بها خدّي، أعضها متذوقا طعمًا غريبًا قريبًا من...

المزيد...

|زياد خدّاش| قالت البنت لنفسها: أريد أن أبكي، ولكني لا […]

أسبابٌ رائعةٌ للبكاء/ زياد خدّاش
يونيو27

أسبابٌ رائعةٌ للبكاء/ زياد خدّاش

|زياد خدّاش| قالت البنت لنفسها: أريد أن أبكي، ولكني لا أعرف لماذا، فذهبت إلى صديقتها، وفوجئت بأنها هي، أيضاً، تريد أن تبكي ولا تعرف لماذا، فاتفقتا على اختراع أسباب للبكاء حتى يصبح للبكاء معنى مريح، جلستا في الشرفة المطلّة على الناس والسيارات، قالت إحداهما: - هل ترين ذلك الرجل الذي يمشي ببطء وكأنه مريض؟ - نعم، نعم أراه. - هو أبي الذي مات قبل عشرين عاماً، كنت في سنتي الأولى حينها، منذ تلك اللحظة وأنا بلا أب، وانفجرت ببكاء مريح. - وهل...

المزيد...

|زياد خدّاش| أمام عمارة قيد الإنشاء، في صباح مبكر، كانت […]

أطفال ونوافذ/ زياد خدّاش
مايو20

أطفال ونوافذ/ زياد خدّاش

|زياد خدّاش| أمام عمارة قيد الإنشاء، في صباح مبكر، كانتا تنتظران حافلة الرّوضة، جالستين ملتصقتين إحداهما بالأخرى، بثبات مؤدّب وجمّ على الرصيف، تشيران بالسّبابة نحو نوافذ العمارة، تعدّانها بصوت صامت: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8… وأسمعهما تختلفان على العدد؛ تقول إحداهما: (ثماني)، وتقول الأخرى (تسع) ولا ينهي خلافهما الهامس سوى وصول الحافلة. ما الذي كنت أفعله هناك في صباح مُبكر أمام طفلتيْن كانتا تختلفان على عدد نوافذ عمارة قيد الانشاء؟...

المزيد...

أظنّ أنّ الله يحبني، وإلاّ فلماذا كلّما خرجت من البيت ابتسمت في وجهي أشجار ونساء وأطفال الوطن؟ أنا إنسان سعيد، سعيد، سعيد

رجلٌ سعيدٌ يرغب في البكاء!/ زياد خدّاش
فبراير03

رجلٌ سعيدٌ يرغب في البكاء!/ زياد خدّاش

أظنّ أنّ الله يحبني، وإلاّ فلماذا كلّما خرجت من البيت ابتسمت في وجهي أشجار ونساء وأطفال الوطن؟ أنا إنسان سعيد، سعيد، سعيد

المزيد...

|زياد خدّاش| تجادلت طويلاً ـوبلا نتيجةـ مع صاحب محل فوا […]

كان الكون أزرق!/ زياد خدّاش
ديسمبر24

كان الكون أزرق!/ زياد خدّاش

|زياد خدّاش| تجادلت طويلاً ـوبلا نتيجةـ مع صاحب محل فواكه حول لون التفاح الذي أريده، قال لي: “كما ترى التفاح أحمر، كما تريده تماماً”. قلت له: “هل أنت مجنون؟ هذا التفاح أزرق، قلت لك أريد تفاحاً أحمر”. غضب البائع الذي ظن أنني أسخر منه؛ وطردني من محله. مشيت طويلاً قبل أن أعود إلى البيت. هاتفت صديقي خالداً وسألته عن سبب دهن السيارات في المدينة باللون الأزرق؟ صرخ صديقي في وجهي: “لا تكلّمني وأنت سكران أو في حمى...

المزيد...

. |زياد خدّاش| مات طه محمد علي، الشاعر والقاصّ الفلسطين […]

مات فنانان: أحدهما يشبه فلسطين والآخر يحبها/ زياد خدّاش
أكتوبر04

مات فنانان: أحدهما يشبه فلسطين والآخر يحبها/ زياد خدّاش

. |زياد خدّاش| مات طه محمد علي، الشاعر والقاصّ الفلسطيني الذي كان يشبه بلاده أيّما شبه؛ هرماً مات. مات في ذات اليوم الفنان فرانسوا أبو سالم، أحد أهم مؤسسي المسرح الفلسطيني؛ فرانسوا الفرنسي الذي أحبّ فلسطين فمنحها وقته وموهبته وقلبه وبقايا شهقات جسده- انتحاراً مات. رأيت طه مرتين في ندوتين أدبيتين، لم أكلمه، لم أحاول ذلك؛ هيبةً من شبهه الكبير بفلسطين (إذ بأي لغة سأكلّم فلسطين؟) ومن يديه الخشنتين القاسيتين الطويلتين اللتين تشبهان عرق...

المزيد...

|زياد خدّاش| 1 كلّ صباح أصحو على يد جثتي تهزني من كتفي، […]

الموسيقى أرى.. بالموسيقى ألمس/ زياد خدّاش
أغسطس10

الموسيقى أرى.. بالموسيقى ألمس/ زياد خدّاش

|زياد خدّاش| 1 كلّ صباح أصحو على يد جثتي تهزني من كتفي، كل صباح أحقن جثتي بإبرة موسيقى؛ فأصير أنا. 2 أخاف أن أموت، ليس خوفاً من الموت أو حسرةً على شبابي أو حزناً على حزن أصحابي وأهلي علي، بل خوفاً من التوقف عن سماع الموسيقى. 3 لو كنت جندياً في جيش يحارب جيشاً آخر، في معركة وجودية شرسة، ورأيت جندياً عدواً يسمع الموسيقى في قاعدته، لانتظرت ريثما تنتهي الموسيقى، سأسمعها معه، ثم أقتله بحزن. 4 الموسيقى يدي. يظنني الناس مخبولاً حين أقول لهم...

المزيد...

|زياد خدّاش| ذلك هو نهاري: … رزيناً، وجديّاً، ومل […]

زيادان/ زياد خدّاش
مايو25

زيادان/ زياد خدّاش

|زياد خدّاش| ذلك هو نهاري: … رزيناً، وجديّاً، وملتزماً بهندام “محترم”، ممشطاً شعري وأفكاري، عقائديّ الابتسامة، مضبوط الضحكة والخطوة، مفتعلاً دور حارس القيم، كاتباً باجتهاد تاريخ كل يوم على السبورة، صارخاً في وجه طالب يمدّ رجله (باسترخاء وقح) من تحت المقعد، مراقباً ألفاظي، محتشداً بتقطيبات؛ وجه حفاظاً على هيبتي، محتفظاً بدفتر علامات، يقيس تفوّق طالب وعدم تفوق طالب آخر. أمامي مسطرة، أقيس بها حدود ضحكات الطلاب وأصواتهم...

المزيد...

|زياد خدّاش| تذكُر الأساطير الإغريقية لـ (ديدالوس) أنه […]

شتاء يجلس في غرفتي/ زياد خدّاش
مايو04

شتاء يجلس في غرفتي/ زياد خدّاش

|زياد خدّاش| تذكُر الأساطير الإغريقية لـ (ديدالوس) أنه أوّل من حاول الطيران في التاريخ، مستخدماً جناحين من شمع؛ فتحمّس ابنه (إيكاروس) لهذه الفكرة وطار، فاقترب من الشمس أكثر من اللازم، فذاب الجناحان وسقط إيكاروس وغرق في المحيط. أما أسطورتنا معاً فتذكر أنني أوّل من حاول لمس الشمس في العالم، مستخدماً سلماً من ابتساماتك التي أهديتني إياها ذات رضا دافئ عني. وعند أول غضب منك عليّ توقفت عن الابتسام وهوى السلم بي إلى الأرض. ■ فوجئت بها في...

المزيد...