نابلس، 1967/ ألموج بيهار

ها فدوى طوقان تصمتُ قَصائدَ
على عتبة بيتها النّابلسيّ.
بينما ضبّاط الجيش يقفون في باحتها خائفين
متسائلين:
أَلن ينطلق بيتُ قصيدٍ واحدٍ

نابلس، 1967/ ألموج بيهار

|ألموج بيهار|


ألموغ بيهار. تصوير: موطي كيكيون

ألموج بيهار كاتب وشاعر إسرائيلي ولد عام 1978. تحتل ثقافة عائلته اليهودية- العراقية وما واجهته كعائلة شرقية جزء من أقلية في المجتمع الإسرائيلي، مكانة مركزية في كتاباته. ينشط بيهار ضد المخططات الإسرائيلية لتهجير سكان حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية، وضد إخلاء حي دهمش غير المعترف به، وضد جدار الفصل العنصري وغيرها، وذلك من خلال الاحتجاج السياسي والثقافي ومن خلال كتابة قصائد مناوئة لهذه الانتهاكات. صدرت له أربعة كتب ومجموعات شعرية، جميعها حظيت بترجمة عربية، كما ترجم شعره إلى الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية والصينية والفرنسية والرومانية.



نابلس، 1967

|ترجمة: ألطّيّب غنايم|


ها فدوى طوقان تصمتُ قَصائدَ

على عتبة بيتها النّابلسيّ.

بينما ضبّاط الجيش يقفون في باحتها خائفين

متسائلين:

أَلن ينطلق بيتُ قصيدٍ واحدٍ

من قلم فدوى طوقان

فيجابهنا؟

شهرٌ يعقبه آخر

صَمْتُها يَسْتَطِيلْ

وفي كلِّ بيتٍ وحقل

من المساحات التي احتلّها الجيش

فإنّها تَصْمِتُ قصائدَ

أمام فوّهات البنادقْ.

توجِّهُ كَلِمَاتٍ مِنْ مدادٍ أَبيضَ

صَوْبَ فُوَّهَات البنادقْ.

ها فدوى طوقان تصمتُ قصائدَ

داخلَ بيتها النّابلسيّ.

يَقِفُ الجيش في باحتها

وهي تلوّح من شُبَّاكِها

قصائدَ من مدادٍ أبيض.

لا تلملم أغراضها وتسافر نحو الغربة

لكن قصائدها قد صارت غريبةً عنها.

شهر يعقبه آخر

صَمْتُهَا يَسْتَطِيل

والكثير من أبيات القصيد التي لم تُولَد

تُغْرِقُ قَلْبَهَا بمِدَادٍ أَبْيَضَ.


لا نهر للقدس

|ترجمة: روجيه تابور|


لا نهرَ للقدس

ولا للنهرِ روافد

وللروافدِ لا ضفافَ خضراء

تتبختر على امتدادها صبايا مبعثرةُ النظرات

شعرهن الطويل لا يظلل

من وطيسِ شمس ٍحارقةٍ فوق القدس.

والنهرُ الذي ليس للقدس لا اسمَ له

وللاسم لا أناسَ يسمّون به

وللناس لا لحظةَ يُنادى فيها الاسمُ

ومثل اسم مدينته يضمد جروحًا

ويفتح أخرى

مترددًا كالصوت بين الجبال حوال القدس.


الشعراء الأموات

|عن العبريّة: ساسون سوميخ|


ألشّعَراءُ الأَمواتُ

أشْعَرُ مِنِّي

أَشْعَرُ مِنَ الشعَراءِ الأحْياءِ

أَشْعَرُ مِنْ أُولئكَ الذينَ لَمْ يولدوا بَعْد

عِنْدَما أَغْدو شاعِرًا

شاعراً مَيِّتا

فَرُبَما سَأكُونَ أشْعَرَ

مِنِّي

أشْعَرَ من الأَحْياءِ

أشْعَرَ مِنَ الشُّعَراءِ الذينَ لَمْ يُولَدُوا بَعْد.


سنتان قبل الصَّخب

|عن العبريّة: الطيّب غنايم|


“إمّا أن تكون الكعكة لجميعهم، وإمّا ألاّ تكون كعكة”

سعاديا مرتسيانو (1950-2007) فهد أسود ومقاتل من أجل العدل


كُتِبَت هذه القصيدة سنتين قبل الصَّخَبْ

بينما جلسنا في البيوت، ولفتراتٍ

متباعدة خرجنا للتظاهر، وعلى الغالب

لم نغلق الشّوارع، لم نُقْتَدْ للأسر، لم

نشوّش حياة أحد. لن يعاود

تيدي كوليك بالصّراخ نحونا: “أيّها المخربون

ابتعدوا عن النّجيل”، وعنّا لن تقول جولدا:

“هم ليسوا بلطفاء”، ومعنا

لن يتكلّم أحد. بعد أربع سنوات

تقريبًا، حينما نكون بعد الصّخب بسنتين،

لن نذكر لماذا وَاصَلْنَا الجُلوسَ في البيوت،

لِمَ لَمْ نَقُلْ شَيْئًا فظًّا، لِمَ

لَمْ نَصْرُخ، لَمْ نحاول التّظاهر قبل الوقت،

قبل الصَّخَبْ. الآن بالذات يَسْهُلُ الحُبَّ،

سنتين قبل، سَهُلَ الابتسام للحياةِ، سَهْلٌ

حتّى أن أَعِدَ باحْتِمَالِ لِقَائِنَا

بَعْدَ انْتِهَاءِ كلّ شيء، سنتين أو أكثر

بَعْدَ الصَّخَبْ.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>