صباحٌ جميل!

الحادي عشر من سبتمبر– صباحٌ جميل
سأشربُ قهوةً عربيةً هذا الصّباح،
وآكل كعكةً بالحلاوةِ،
وسأحتفلُ مع المحتفلينَ في كلّ مكانْ.
سألعبُُ مع كلبي الشرس الذي وضعتُ له في الزاوية
خرقةَ العلم الأمريكيّ

صباحٌ جميل!

التوأمان في نيويورك. بريشة الرسّام الأمريكي غاري سميث

التوأمان في نيويورك. بريشة الرسّام الأمريكي غاري سميث

..

|شربل عبّود|

..

الحادي عشر من سبتمبر– صباحٌ جميل

سأشربُ قهوةً عربيةً هذا الصّباح،

وآكل كعكةً بالحلاوةِ،

وسأحتفلُ مع المحتفلينَ في كلّ مكانْ.

سألعبُُ مع كلبي الشرس الذي وضعتُ له في الزاوية

خرقةَ العلم الأمريكيّ

ليبولَ عليه بولَه المنساب بغزارة كشلالٍ.

كلبي الشرس – ليحْمهِ الربّ!

..

صباح الحادي عشر من سبتمبر أحتفلُ

لا أُعنى بالحسابات الحويطةِ. تلكَ يتقنها الساسة المُرتّبو الشّعرِ

والدبلوماسيّون المجرورون بربطات العنق.

..

لأنّي أحبّ الناسَ جميعًا

ولا أتمنّى الموتَ لإنسان

كانَ منْ كان،

حين أرى الأطفالَ العراقيين يموتونَ

وحينَ أرى أطفال أفغانستانَ يموتونَ

وطفلات أفغانستانَ يُغتصبنَ

تحتَ تأثير المُخدّر الأمريكيّ

أتمنّى موتَ المغتصب

وأفرحُ ملء قلبي حين تسقط الطائرةَ التي تحمل الغزاة إلى المعركة.

أتمنّى أن لا يبقى جنديّ في أرض مُحتلّة

وأن ينصرفَ القتلةُ إلى بيوت أمّهاتهم من جديد

لكي يرضعوا حليبًا آخرَ هذه المرّة

أتمنّى للرئيس المزيدَ من الأحلامِ المُرعبة

وأن يرى في منامِه شابًّا عراقيًّا وسيمًا

يقذفه بحذاءٍ قذفةً متقنة.

..

باسم تمثال الحرّية وحرّية التّعبير

سأحتفلُ اليوم في الحادي عشر من سبتمبر

وسأدعو أصدقائي جميعًا لاحتفالٍ بهيجٍ

على ضفّة النهرِ

أو على أحد السّطوحِ المُطلّة على البحر!

..

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

3 تعقيبات

  1. الحادي عَشَرَ من سبتِمْبر – صباحٌ عاديٌّ جدًّا
    لا يذكُرُ المَوتى سِوى أَصحابِهِم
    وتُجّارِ الدّكاكينِ الحِزبِيّةِ،
    يَبيعونَ المَواقِفَ وأرطالَ الكلام..

    مرفوعةٌ نَجْماتُ أمريكا في سماءِ الشّرقِ
    فوقَ كلّ بيرِ نِفْطٍ، وعاصمةٍ، وقاعِدَةٍ، وصحراءَ، وميناءَ..

    لا وقتَ للبُنِّ،
    لا شيء سوى الدّماء نشربها،
    ولا كعك،
    فحقلُ القمحِ محروقٌ، ودمعي ذَوَّبَ السُّكَّرْ..

    لا كَلْبَ في بيتي لينبحَ على الضّيوفِ الغريبينَ القادمينَ من وراءِ البَحْرِ،
    ففي الشّرقِ، لا يحبُّ الكلبَ سوى البَدَوِيِّ الأَصيلِ، يخلّيهِ يَسْرَحُ بينَ الخِيامِ حُرًّا، لا يأبهُ ” للنّجاسَةِ “!!
    وقد انقَرَضَ الأَصيل…

    في الحادي عشر من سبتمبرَ سأضحكُ عاليًا،
    ثمّ أبكي
    على خوذَةٍ تلتهبُ تحتَ شَمسِ بغدادَ
    لا يعرفُ الرّأسُ تحتَها لما هوَ هُناكَ،
    يرى عدوّهُ في كلِّ وجهٍ
    في كلّ شكلٍ
    ويطلِقُ..

    سأضحكُ عاليًا،
    ثمّ أبكي،

    على عُرسٍ في قندهارَ،
    سرعانَ ما صارَ جنازَة…

    على غزّة..

    على نفسي،
    وأنا الذكيُّ،
    كيفَ وقعتُ في مصيدةِ الكُرهِ،
    كيفَ سَقَطتُ في وكرِ الانتقامِ،
    في شَبَكِ الضّغينَهْ،
    وأنا الضحيّةُ
    وأنا السبيةُ
    وأنا الرّهينهْ..

    في الحادي عشر من سبتمبرَ،
    تستيقظُ صبيّةٌ تخرّجت حديثًا من كلّيّة فنون جامعة كولومبيا،
    تقومُ من بينِ الرّكامِ، تقول:

    لا تقتلوا باسمي أناسًا في البعيد،
    فمن دماءِ النّاسِ لا ميْتٌ يعودْ،
    ولا من وَليدْ..

    في الحادي عشر من سبتمبرَ،
    سأحزنُ على القتلى بأدنى البُرجِ، أصرخُ كيفَ باسمِ الله يُقتَلُ الحُلُمُ الشّريدْ،
    ثمّ باسمِ اللهِ يُصلى شعبٌ كامِلٌ بالنّارِ، يُذبَحُ تحتَ أسيافِ الحَديدْ..

    وَاللهُ يجلسُ في السّحابْ،
    تُغريهِ ألوانُ العَذابْ؟!!

    في الحادي عشرَ من سبتمبرَ،
    سأرسلُ وردةً للمقاوِمِ في الثّغورْ،
    ليثورَ، ثمَّ يثور، ثمّ يثورْ..

    ووردةً أخرى لقبرٍ فيهِ يغفو سيّدٌ ليسَ يعنيهِ كثيرًا ماذا تعني في بلادي، في بلادِ الشّرقِ أمجادُ أميره،
    ليس يدري عن جنودٍ، باسمِهِ، تغتالُ أزهارَ الحياةِ في مدائننا العتاق،
    عن مالِهِ منهُ الحكومةُ تدفَعُ للجاليسنَ في بلادي فوقَ العروش،
    والضّاربينَ شعوبَهم بالنّعالِ وبالرّفوش.

    في الحادي عشرَ من سبتمبرَ،
    لن أحتفلْ بأيّ موتٍ،
    بل بالحياةِ
    من أجلِ أحلامٍ عظامْ
    تحشُرُ المُحتلَّ في نعشِ السّلامْ،
    ولا انتِقامْ..

  2. جميل جدا استاذ شربل
    ولكن نحن كجماهير عربية نواجه ازدواجية في هذه الموضوع هل نحتفل بأكبر عملية ارهابة في التاريخ؟؟؟
    هل نحتفل من اجل الاحتفال ام من لأننا من ضحايا الارهاب
    والعديد من الاسئلة التي تواجهنا عند قرائة القصيدة

  3. أهو حقا نصّ جميل؟
    وهل يقصد الشاعر إلا أن يستفزّ هدوءنا المفتعل أمام ذكرى العملية الإرهابية؟
    هل يحق للضحية أن تتشفى على الجاني؟
    أسئلة صعبة، على المستوى الأخلاقي وعلى المستوى السياسي. ما تفعله هذه القصيدة -ببساطة بالغة يخالها القارئ غير المتمرس سطحية وعابرة- أنها تنكأ هذه الأسئلة، وتستزيد:

    باسم تمثال الحرّية وحرّية التّعبير
    سأحتفلُ اليوم في الحادي عشر من سبتمبر
    وسأدعو أصدقائي جميعًا لاحتفالٍ بهيجٍ
    على ضفّة النهرِ
    أو على أحد السّطوحِ المُطلّة على البحر!

    نحن نحتفل، كضحايا الإرهاب الأمريكي الأصولي، باسم تمثال الحرية. هل هو لهم؟ أم أنه لكل طالب للحرية؟
    أخال العراقيّ في بصرة يستحق تمثال الحرية الذي في نيويورك أكثر من أيّ أمريكي “متنوّر”. إجلبوا تلك السيدة الواقفة على مشارف نيويورك بكتاب ومشعل وهاتوها إلى دجلة، تقف بفخر ونجلس تحتها كي نشرب نخب موت الغزاة.
    هل هذا جيد؟
    لا يهم- القصيدة تفعل ما يجب أن تفعله: أن تصفعنا بالأسئلة!

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>