من تدوينات ابنة طرابلس (2)

هو تناغم واندماج وافتتان.. هو سحر خاص بين النساء بلغة لا تفهمها غير النساء، وهي امرأة يجمعها كل هذا بامرأة

من تدوينات ابنة طرابلس (2)

|ابنة طرابلس|

ثلاثتهنّ

يسرنّ ثلاثتهن معاً نفس الطريق بنفس حجم الخطوات بنفس السكون والشرود، الاولى تفكر في الصديقة الحبيبة المحرمة والتي  لا تجد مفراً لا من صداقتها ولا من حبها فهي تقع وتهوي تدريجيا في حب صديقتها، التي كانت حبيبة صديقتها سابقاً، وهذا الامر جليّ لكلتيهما فإلى متى تنكران؟

الثانية: يهيم تفكيرها في السنين وفرق العمر الشاسع وما قد تنتجه علاقة كهذه ويحتار قلبها بين روعة المرأة وبين طرَقات العقل والمنطق. يرنّ هاتفها النقال فتفتحه، تقرأ وتلمع عيناها وتبتسم. حتماً هو القلب يهوى امرأة ضد المنطق والعقل.

الثالثة: تعشق الكتابة والحرف وملهمتها امرأة لا يتوجب عليها حتى أن تفكر بها. وكلما تورطت عاطفياً ازداد عدد كلماتها وتكدست أوراقها أمامها أكثر.. فتقترب، فينبهها قلبها قبل عقلها، فتهرب وتتذبذب بين عشقها وإلهامها.

فجأة ينظرن ثلاثتهن إلى بعضهن في ذات اللحظة وفي ذات التقاطع ويبتسمن إلى بعضهن البعض ويكملن الطريق.

شيء ما يجمع بين امرأتين

جلست إلى طاولتها تٌفكر، بعد مساء جمع بين اللهفة والدهشة وصحبة امرأة ممتعة. جلست تطرق الطاولة بقلمها تسرح وتتعجب الأسئلة التي تدور في ذهنها: ما الذي يجعل وجود امرأتين معاً يحيطه حدث غير عادي؟ ما سر هذا التناغم في الأفكار وفي المشاعر وكأنها امتداد لذاتها؟ حتى الصمت -وإن حّط لثوانٍ- كأنه يحرض على لحظة تواطؤ ما.

هذا التواطؤ الذي تواريه العيون والشفاه فتتحدث الشفاه بغير ما تقوله العيون، فتلتقي العيون لثوانٍ لتحرّض على لغة تفاهم وحوار من نوع آخر.

تحدق في القلم ثم في يدها وأصابعها وتتذكّر أصابع الأخرى… متناسقة طويلة وجميلة. كم تمنت لمرات عدة أن تكتشف أصابعها شفتيها وترسم بأصابعها خطوطاً ودوائر على جسدها، فأحياناً الأصابع قادرة أن تحاكي أكثر من الكلام نفسه.

تعتدل في جلستها وتسرح في أمسيتها في المرأة القادرة على تحريك مشاعرها بهذا الشغف والتي تثيرها بنظرة، بحركة غير مقصودة.. تزيح بها شعرها، برسم شفتيها وهي تتحدث، باقترابهما وهما تسيران معا.

لا تريد أن تضع أفكارًا مُسبقة عن الحب.. وفكرت طويلاً وأمسكت سماعة الهاتف.. أرادت أن تقول لها إنها تعشق ما يحدث بينهما وإنّ ما يحدث أبعد من شهوة جسد لجسد.. هو اندماج لأفكار وحوارات لا تنتهي وصحبة لأوقات تحبها.. هي لحظات تنتظرها لتحاكي صديقة بلهفة عن إنجازاتها ومفاجآتها.. هو لقاء وضمّة جسد يتوق لجسد مثله.. هو تلك المسحة الحانية لأم على طفلتها.. هو تناغم واندماج وافتتان.. هو سحر خاص بين النساء بلغة لا تفهمها غير النساء، وهي امرأة يجمعها كل هذا بامرأة.

أرادت أن تقول الكثير لكنها وضعت السماعة وأمسكت القلم وبدأت تكتب.

غَضب ورغبة

أتعرفين ما أريده حقاً؟

أريد أن أعتصر شفتيك في قُبلة،

أشعرك بشغفي وتوقي إليك وأصب كل جنوني بكِ… لا على الورق بل على شفتيكِ..

أقبض عليكِ في زاوية واستنطق شفتيكِ وفمكِ، تلك الشفتين المستفزتين واللتين تنفجران حٌمرة ممزوجة بشهوة.

أريد لكل خلايا وعضلات فمكِ أن تستنفر ويتدفق الدم بها بقوة.. وقتها يمكن أن تشعري بشغفي بكِ..

لا أريد أكثر من أن أُقبلٌكِ.. أقول كل ما قلته وما لا اقدر أن أقوله في قُبلة،

وبعدها فلتذهبي إلى الجحيم.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. ههههههههههههه حلوة النهاية

  2. so niceeeeeeeeeeeeeeeeeeeee

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>