عصا موسى – عصا أيمن!/ أسعد موسى عودة

عصا موسى – عصا أيمن!/ أسعد موسى عودة

على هامش معركة الانتخابات البرلمانيّة البارحة والجارحة (7 والأخيرة)

ayman

|أسعد موسى عودة|

asaad-qلا تستطيع إلّا أن تحبّه هذا الأيمن، الّذي قُلنا فيه الكثير، والّذي سيُرغمنا على أن نقول فيه الأكثر، فمهما اختلفنا معه –إذا اختلفنا، أصلًا– لا نستطيع إلّا أن نحبّه.

هو في الأمس، الأخ والصّديق والرّفيق والمحامي والمناضل العتيق والإنسان، وهو، اليوم، الأخ والصّديق والرّفيق والمحامي والمناضل العتيق والإنسان، لكنّه، أيضًا، حضرة النّائب والقائد الرّائد، و”الرّائدُ لا يَكْذِبُ أهلَه” (حديث شريف). فإنّ ما بادر إليه وفعل، هذا السّاعي لحفر وجودنا أعمق فأخلد في صخر هذه الأرض، مثلما تحفر القصيدة لها سواقيَ في صخر اللّغة (بتعبير درويشيّ، بتصرّف) –وقبل جلوسه على الكرسيّ الوثير الخطير– إنّ ما بادر إليه وسار فيه من “مسيرة اعتراف” بقرى الجنوب وأخواتها في الشِّمال، غير المعترف بها حتّى السّاعة من عمر وثيقة استقلال دولة إسرائيل (اليهوديّة والدّيمقراطيّة)، مضمونًا ومعجونًا، وزمكانيّةً، صعبٌ أن تتفتّق عنه، حاجةً وتصوّرًا وموادَّ وتطبيقًا، إلّا ذهنيّةٌ ونفسيّة أيمنيّة، واعية وأصيلة وشجاعة ومنظّمة وتنظيميّة، ترمي في البعيد وفي المجيد. وقد جاءت هذه المسيرة نموذجًا لمنهجيّة أخرى في العمل وأسلوب في الطّرح جديد، بقدْر ما هو رشيدٌ وتليد، سنرى منه المزيد ثمّ المزيد.

وخارج سياق عيد الكذب في الفاتح من كلّ نَيسان، وإذا ما نضجت، يومًا، دولة إسرائيل “اليهوديّة والدّيمقراطيّة والدّيمقراطيّة واليهوديّة” –على حدّ تعبير رئيسها العاشر، اللّيبراليّ الحيروتيّ، رؤوﭬن ريـﭭـلين– إذا ما نضجت هذه لاستيعابك واستيعاب رفاقك وزملائك، نريدك –يا أيمن– فعلًا، وزيرًا للتّربية والتّعليم، لا وزير خارجيّة ولا ماليّة، بل وزير تربية وتعليم؛ فهذه هي المعركة يا صديقي، معنا ومع من عادانا، وهذا هو الميدان، في الأوّل والأخير وما بينهما.

“وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ● قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى” (قرآن كريم). وما تلك بيمينك يا أيمن؟ قال: هي عصايَ، أتوكّأ عليها من فِجاج النَّقْب، خاصرتي، إلى صدريَ، الجُلْجُلة؛ وأهشّ بها على ظالمي، فتكشّ منها الثّعالب وقطّاع الطّريق، ولصوص القرى؛ ولي فيها معارك أخرى.

فلْنحافظْ عليه هذا الّذي أيمنَ العودةَ، مشروع قائد ناجح، لا أكثر ولا أقلّ، لأزيَدَ من مِليون مستحيل في النَّقْب والمثلّث والجليل؛ ولْنحمِه من الّذين لا يعملون ويؤذي نفوسَهم أنّ النّاس يعملون ويعمُقون فيبرزون؛ فهؤلاء هم عدوّنا الأخطر لأنّه الأحقر.

أراه حبل غزلي فيك طويلًا يا أيمن، ولا أراها شهادتي فيك مجروحة، رغم القُربة والقُربى؛ فأنا الحرّ الموضوعيّ، وأنا أسعد العربيّ.

وفي سياق متّصل، أبدًا، ملحوظة ترجو المعذرة: في مقالنا السّابق سقطت في موضع، سهوًا، الواو من “ذوي” فجاءت “ذي”. إنّه جلّ من لا يسهو وقلّ من يعترف بسهوه، حرصًا وأمانةً وتواضعًا. وإنّما الكمال للخالق دون المخلوق.

كما أعتذر إلى قرّائيَ الأعزّة عن اقتضاب هذا المقال بعد طول انقطاع، فذلك لازدحام العمل وفرط الأمل.

(الكبابير/ حيفا)

 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>