العيد، في البلد…/ إشراق حجو

أطفال الحارة اللي لما بسمعوا كلمة “عيد” بروح راسهم لـ”بدي فرد”، “بدي طقيع”.. العيد بالنسبة للطفولة صفّى شيء عنيف وغير مسالم، صار العيد هو الي يقضي ع براءة الطفولة.

العيد، في البلد…/ إشراق حجو

|إشراق حجو|

العيد في البلد، عامل مثل قُفة الهم.

لا حدا طايقه ولا حدا طايق الساعة اللي أجا فيها، وما مصدقين وينتا يحلّ عنّا، حاملينه على اكتافنا وماشيين ومش قادرين نتحمل ولا أي يوم من أيامه، وجع قلب ووجع راس، باختصار الناس بنفسها تقوله “إشلحنا وإلبس غيرنا” !

العيد في البلد، خُزق في الجيبة.

“سلميّة.. سلميّة…”

ما بين دفع مي، وكهرباء ونشتري أغراض للبيت، مهو بيحلالناش تنظيف حيطان البيت الا بالعيد، وما بنرتاح الا لما السجاد بينتشر على السطح فرجة لكل العالم، ولازم نغير نُص أثاث البيت مهو “عيب” الناس تشوف نفس أثاث العيد اللي مرق، وكيف ما بدنا نتباهى بمليون نوع من الحلو ؟ مع انه مش للأكل، بس مش لايقة بس نوعين حلو نحط عَ الطاولة، شو بدها الناس تقول عنا؟

العيد في البلد، أكل لحمة.

يعني أكثر ريحة ممكن تشمها بأيام العيد هي ريحة اللحمة المشوية، بكونش عيد إذا بكونش لحمة بالبيت، وإذا بنولعش الكَنون، اللي بامكانه يشتري اللحمة واللي مش بأمكانه لازم يجيب لحمة عَ البيت، بهمش بتقدر تروح تتديّن مش كثير بيعنيني الموضوع، كيف بدنا نحسّ بالعيد إذا ما أكلنا لحمة … وإذا ما زدنا بالوزن بين اثنين لثلاثة كيلو ؟؟ وإذا ما انتفخ بطنا وبطلنا نقدر نركزّ من كثر ما أكلنا لحمة وهبر؟

العيد في البلد، زيارات نميمة.

فيش حدا بروح يعايد على حدا لأنه حابب يروح يعايد عليه، ولا عشان مشتاقله ولا عشان بحب يروح عنده، زيارة العيد تأدية واجب، يعني بكلمات أخرى “اللي عليك عليك”، “خلينا نقوم نروح نعايد ونفتك عاد”، “يلا شو بدنا نسوي ساعة زمن”، “عَ السريع”، زيارة العيد نميمة من الدرجة الأولى، إذا ما كنت إلك خص بكل البلد بزيارة العيد بصير إلك خص ومجبور تشارك بهاي النميمة، إذا ما كان كلاميا بكون سماعيا. وأخبار البلد بتعرفها بلفة صغيرة عَ كم من بيت…

العيد في البلد، إحضر تلفزيون.

أول اشي بنعملوا بس نصحا الصبح بنفتح التلفزيون، التلفزيون عادة كثير أساسية ومهمة حتى نشعر بالعيد وبجو العيد، لازم نعرف مين من الدول العربية معيّدة ومين لأ، واهم الأشياء اللي لازم نحضرها بالتلفزيون هي المسرحيات، اللي صرلها بتعيد عَ نفسها شي عشرين سنة، وحفظناها عن ظهر قلب، “مدرسة المشاغبين”، “كاسك يا وطن”، “غربة” … والخ، بس للأسف وبعد عشرين سنة ومع اندلاع الثورات نكتشف انو الممثلين اللي آمنّا فيهن بالمسرحيات، كانوا شيء مزيف لا أكثر، وصار عنا نفور من مسرحياتهن، لأنهن هني أبطالها…

العيد في البلد، طاخ طيخ.

في الصورة: احتفالات عيد الفطر في قرية عين ماهل.

من وقت ما يتم الإعلان عن إنو في عيد أو حتى قبل بشي كم من ساعة، كل البلد وكأنها تحت القصف، طقيع ومفرقعات وألوان بتضوي سما البلد وكأنك بشي مدينة ملاهي، بس بدون ألعاب، وممكن تمتد هاي المفرقعات لساعات متأخرة جدا من الليل، ما بهم إذا في ناس بتنام بكير أو إذا في ناس بتدرس، أو إذا في ناس ما بتحب الإزعاج، كل هذا ما بهم، أنا بعمل الي بدي اياه وما حدا الو دخل فيي، ناهيك عن أطفال الحارة اللي لما بسمعوا كلمة “عيد” بروح راسهم لـ”بدي فرد”، “بدي طقيع”.. العيد بالنسبة للطفولة صفّى شيء عنيف وغير مسالم، صار العيد هو الي يقضي ع براءة الطفولة.

العيد في البلد، مش عيد !

لأنه ما حدا بعرف شو يعني عيد .. حتى أنا ما بعرف شو يعني عيد، وكيف شكل العيد، شو مواصفاته وشو بختلف عن باقي الأيام، ليش لازم أتظاهر بالفرحة وأنا مش فرحان ؟ أو ليش لازم استنى هاليوم حتى أفرح ؟؟ ليس لازم استنا هذا الإشي اللي اسمه عيد حتى أنظف البيت، أو اشتري حلو، أو اعمل كعك وأسميه “كعك عيد”، شو بفرق طعم اللحمة بين يوم العيد وبين اليوم اللي مش عيد، ليش لازم أزور ناس ما بستلطفها ولا مخّي بيركب عَ مخها، وبتصفي زيارتي لألهن عادة وتقليد لا أكثر مش اشي اللي ممكن يحسسني مليح ويبسطني؟ هل العيد طقس من طقوس دينية، والي مش من هاي الديانة ما بينفع يشاركني هاي الفرحة، طب ليش هل الفرحة حكر على ناس دون ناس ؟ وشو مع انو بدنا القصف ينتهي على غزّة وإحنا عم نقصف أنفسنا بدون ما نحسّ ؟ شو مع الازدواجية اللي بنعيشها بالعيد، ما بين شو إحنا وشو العيد ؟ عنجد شو يعني عيد ؟

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

7 تعقيبات

  1. إشراق.. بدايةً حلو كثير إنك عم تكتبي بالعامية وهادا سر تميزك واختلافك.. هادا بالإضافة للعين الناقدة يلي بتملكيها.. بتذكر نصك مش فارقة بالبلد كمان كان رائع.. واصلي على هادا الدرب.

  2. بدون أي علاقة للموضوع أعلاه، شعرت بحزن شديد جدا عندما بدأت بقراءة هذا المقال أو الخاطرة المكتوبة باللغة العامية، يحزنني أحيانا أن أرى تطبيع العامية المكتوبة …

  3. like kbeer! 2eed sucks

  4. اشراق مشكلتي معك هي نظرتك السلبية للبلد, والطريقة يلي بتشوفي فيها نص الكاسة الفاضي. ما بصير التجارب الشخصية تتعمم بهاي الطريقة الخالية من الموضوعية للأسف! اولا بديتي بدير حنا كبلد, وكملتي بنقد لعاداتها وتصرفات العالم فيها. انا ما بقول انو يلي عم تحطي خالي من الصحة, بس بحب اقولك انو في ناس بتحب العيد كيف ما هوي, في ناس بتستنى العيد علشان تشوف حبايبها, في ناس بتستمع بعملان كعك العيد وكل لحظة فيو! وخصوصا الصغار. طبعا انا ضد كلشي عنيف بصير بسبب العيد بس ما بنفع نضل ننتقد عادتنا وبلدنا وناسها وبالاخر نتهرب من المسؤولية ونهرب من البلد. العيد محبة, فرح صلة رحم وكرم! بلاش تفرجي بهاي الطريقة الكثير عاطله!! للعملة وجهين…

  5. معبر جدا عن الوضع الي عايشينو ……

  6. jesus christ, I thought this kind of philosophy was supposed to be outdated this season.
    Happy people love Eid as simple as that:D sadly if you’re sad and miserable even if you have shows in las vegas you will still think it’s not good enough, so it’s you , fix you and leave el Eid alone.

    and yes I wrote in english so spare me the get-in-touch-with-arabic lectures, you get in touch with islam holidays first, wala it’s only cool to say merry christmas??

  7. اشراق اللي كتبتيه مؤثر جدا..أنا حاسة معك بكل اللي حكيتي وبوافقك جدا جدا!!

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>