اِصحُوا يا عرب فحاجز الحسم لهب / أسعد موسى عودة

اِصحُوا يا عرب فحاجز الحسم لهب / أسعد موسى عودة

بناء على المعطيات الّتي جاءت في البيان أعلاه، وباستباق البيان الّذي قد يصدر، قريبًا، عن الدّائرة نفسها وفي الشّأن نفسه، قُبيْل الانتخابات البرلمانيّة الوشيكة والشّائكة للكنيست العشرين، لنا أن نقدّر عدد أصحاب حقّ الاقتراع لهذه الانتخابات بنحو خمسة ملايين ومِائتين وخمسين ألف (5,250,000) مواطن.

F130131MA33
| أسعد موسى عودة |

على هامش معركة الانتخابات البرلمانيّة الوشيكة والشّائكة (2)

كان سبق أو لحق درسَ حياتي لعلم الإعراب درسيَ الجامعيّ الأوّل لعلم الإحصاء والحساب، وليس بين العلمين من أضدادٍ ولا اغتراب، بل يجمع بينهما الرّاسخون في الحبّ وأولو الألباب. ولا أخفيكم سرًّا أنّه نمت لديّ – ولا تزال – على ضفاف مملكة العشق والطّاعة والولاء الّتي أقمتها لعروسيَ العربيّة، علاقات حبّ شرعيّة وغير شرعيّة، سرّيّة وغير سرّيّة، ومنها لعلوم أخرى غيرها، تراني – بين الفَيْنة والفَيْنة – أختلس طريقي إلى مخدعها، لتكشف لي عن بعض أسرار قلبها، ثمّ أعود إليها، مملكتي ومليكتي. فإليكم ما جنتْه، هذا الأسبوع، ساعتين، خيانتي لحبيبتي.

يُفيد البيان الصّادر للصِّحافة عن دائرة الإحصاء المركَزيّة الإسرائيليّة، من يوم 26 كانون الأوّل/ديسمبر 2012 – قُبيْل الانتخابات البرلمانيّة للكنيست التّاسعة عشْرة، الّتي أجريت يوم 22 كانون الثّاني/يناير 2013 – أنّ عدد أصحاب حقّ الاقتراع في إسرائيل خمسة ملايين ومِائة ألف (5,100,000) مواطن، تكون تجاوزت سنّهم، يوم الانتخابات، ثمانية عشَر ربيعًا وخمسة وأربعين يومًا (كما تعلّمنا، يومًا، في درس المدنيّات). وبناء على المعطيات الّتي جاءت في البيان أعلاه، وباستباق البيان الّذي قد يصدر، قريبًا، عن الدّائرة نفسها وفي الشّأن نفسه، قُبيْل الانتخابات البرلمانيّة الوشيكة والشّائكة للكنيست العشرين، لنا أن نقدّر عدد أصحاب حقّ الاقتراع لهذه الانتخابات بنحو خمسة ملايين ومِائتين وخمسين ألف (5,250,000) مواطن. هذا علمًا أنّ بيان دائرة الإحصاء المركَزيّة في هذا الشّأن أدقّ من معطى سجلّ النّاخبين (الذّي يُعدَّل مرّة كلّ أربع سنوات، غالبًا)؛ حيث يتطرّق بيان دائرة الإحصاء المركَزيّة إلى تَعداد السّكّان الثّابت الّذين يعيشون في الدّولة دون المغتربين عنها، مثلًا، بَلْهَ (دعك من) سجلّ السّكّان الّذي يشتمل على تَعداد من ليس لهم حقّ في الاقتراع، أيضًا، من السّكّان غير المحسوبين على الدّولة مواطنين، مثل عرب القدس الشّرقيّة ودروز هضْبة الجَوْلان (كما يُسمَّوْن، رسميًّا)، وهم – عندنا – للقدس أنصار وفي الجَوْلان أحرار.

هذا، ونحو 15% من التَّعداد المقدَّر، أعلاه – أيّها السّيّدات والسّادة – منّا بني قحطان، عربًا عُرَباء ومستعربين، أي حوالي سبعمِائة وسبعة وثمانين ألفًا وخمسمِائة (787,500) مواطن عربيّ (صوت عربّي)، إذا ما اجتمعوا، اليوم، على قلب رجل واحد، أو حزب واحد، أو امرأة واحدة وحولها رجال، حصّلوا نحو 28 مقعدًا في البرلمان، ولكن، وما أدراك ما لكن، الّتي لنا أن نتناولها في مقالات قادمة.

وبناء على معطيات آخر ثلاث دورات انتخابيّة برلمانيّة، وفي ظلّ خيبة الأمل والإحباط المصاب بهما النّاس في الشّارع، لنا أن نقدّر أنّ نسبة التّصويت ستحوم حول الـ 65% (والأدهى والأمرّ أن ترتفع هذه النّسبة؛ فكلّما ارتفعت ارتفع معها تَعداد أصوات حاجز الحسم والضّدّ صحيح، وثمن كلّ كرسيّ في البرلمان ارتفع أو انخفض معها، طبعًا) وبانتقاص معدّل الأصوات غير الصّالحة (نحو 40,000 صوت) يكون تَعداد أصوات حاجز الحسم (تَعداد الأصوات الصّالحة مضروبًا بنسبة الحسم (0.0325)) نحو مِائة وعشرة آلاف صوت (110,000)، وبالتّالي يكون ثمن كلّ كرسيّ في البرلمان مساويًا نحو ثمانية وعشرين ألف صوت (28,000).

وعليه، وفي ضوء نتائج الانتخابات البرلمانيّة الأخيرة (كانون الثّاني/يناير 2013) الخاصّة بأحزابنا العربيّة (القائمة العربيّة الموحّدة: 138,450 صوتًا؛ الجبهة الدّيمقراطيّة للسّلام والمساواة: 113,439 صوتًا؛ التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ: 97,030 صوتًا)، وإذا ما ابتغينا أن يكون لنا تمثيل في برلمان إسرائيل، ما من فردٍ أحد أو حزبٍ مفرد، قلبُه على هموم أبناء وبنات شعبه وأمّته، يستطيع أن يخاطر بخوض معركة الانتخابات هذه وحدَه. فمطالَبةٌ أحزابنا، إذًا، الخالصة العروبة وغير الخالصة العروبة منها، أيضًا (الخالصة، أصلًا، بمعناها المعنويّ الأعمق والأبعد)، بأن تَرشُد إلى اتّحاد؛ فما يجمعها غالب على ما يفرّقها، إذا ما خلُصت النّوايا وحُيِّدت الخَطايا؛ ومطالَبون نحن بأن نهبّ بقَدّنا وقديدنا وبنارنا وحديدنا لنُصرة هذا الاجتهاد، وإلّا فسلام على البلاد والعباد في هذي الوِهاد. فهَلُمُّوا وهَلْمُمْنَ يا أهل الرّشاد، وحيّ على الجهاد، جهاد العقل والسّداد، ومواسم ورد دونها جَنْيُ القَتاد.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>