الشريط الأخير لم يكن صامتًا/ حنين نعامنة

الى الشهيد أسيل عاصلة في يوم ميلاده المصادف 6 أيار

الشريط الأخير لم يكن صامتًا/ حنين نعامنة

.

|حنين نعامنة|

كعادتنا ونحن أطفال في لقم جهاز الفيديو أشرطة لا تنتهي حتى ينعس الليل؛ نضع الآن الشريط الأخير لنراهم على شاشة التلفاز يقلدون بهزالة كيف وضعوا بندقيتهم في عنقك وأنت تختبئ تحت زيتونة، ثم ركلوك بعدها على فمك لأنك (كنت) تتقن الكلام.

.

“هل كنت ستكون حزيناً كما أنت الآن في موتك لو أنك لم تفهم لغة الأعداء؟”

.

تضغط زرّ كاتم الصوت لأسمعك تهمس:

“رحمة هي أن نكون طرشانًا في زفّة الموت!”

في كل عام أعِدُ نفسي بأني سأتعلم أن أنسى لغتهم، أن لا أعود أتقنها، أن أتناساها كما أتناساهم أحياناً فقط لأتمكن أخيراً من أن أتذكرك دون أن يكونوا طرفاً بيننا. كم أتوق لأكنسهم من شوارع طفولتك وشبابك وأنت تروح وتأتي بين عوالم لم تمنعك حدودُ يومًا من أن تطأها. كم أريد للذاكرة أن تمحو ظلالهم الكريهة لنراك في كامل فتوتك اليوم مكمّلاً تسعة وعشرين عاماً؛ رجل بابتسامة طفل.

.

في هذا العام، أعدك حين أضيء لك شمعة كما فعلت في كلّ عام منذ رحلت، أني سأضحك معك وعليك بشغب وسنغني كما لم نفعل يوماً.. سنغني حتى ننسى ذلك الشريط الأخير.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. المشكلة تكمن في ان اسيل عاصلي الشهيد كان عضواً في معسكرات التطبيع السيدز اوف بيس مع الاحتلال
    وكونه عربياً يحمل الجنسية الاسرائلية
    هنا تكمن النعرة اي جانب كان يمثل
    ان مشكلة هذه المعسكرات هي مشكلة عويصة
    فكل الشكوك تدور حولها
    ومع ذلك يبقى اسيل شهيداً

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>