Cairo Calling: عندما يمتزج “البزنس” بالثقافة/ محمود حسني

Cairo Calling: عندما يمتزج “البزنس” بالثقافة/ محمود حسني

Cairo Calling يفتح باب “التبادل الثقافي التجاري” بين الناشرين العرب والأجانب. هناك تقصير واضح من الناشرين العرب في التواصل مع ناشرين أجانب على الرغم من الاهتمام الذي يلقاه الأدب العربي

cairo-calling

.

|محمود حسني|

انطلقت منذ أيام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعد من أبرز الأحداث الثقافية في العالم العربي. المعرض، الذي استقبل في العام الماضي أكثر من مليوني زائر، وبلغ عدد الناشرين المشاركين فيه حوالى 755، فتح أبوابه في ظل أجواء من الحذر نتيجة الحالة الأمنية المضطربة التي تعيشها مصر.

أهم ما تقدّمه معارض الكتب الكبيرة هو برنامجها المهني للنشر، الذي تسير فعالياته بالتوازي مع أحداث المعرض، وحيث تُعقد أهم صفقات بيع حقوق النشر بين الناشرين والوكلاء، ويتمّ اكتشاف المواهب الجديدة. حاول معرضا أبو ظبي والشارقة البدء في تطوير هذا الجانب التسويقي في العالم العربي، وها هو معرض القاهرة الدولي للكتاب قد دخل الركب. إذ سعى الناشر شريف بكر، صاحب دار العربي ورئيس لجنة التطوير المهني والنشر الإلكتروني في اتحاد الناشرين المصريين، إلى تطوير برنامج مهني لمعرض الكتاب هذا العام، يساهم في تفعيل دور القاهرة في عالم النشر، أطلق عليه اسم Cairo Calling.

الهدف الأساسي من هذا البرنامج هو خلق حال من “التبادل الثقافي التجاري” بين الناشرين العرب والأجانب. يحاول البرنامج إيجاد قناة تواصل على أرض الواقع بين الناشرين الأجانب المهتمين بالسوق المصرية/العربية وبين الناشرين العرب، في محاولة لمساعدة الجانبين، لا سيما الذين تتقاطع اهتماماتهم، على التعاون. تمكّن قناة التواصل هذه الناشر الأجنبي المهتم بترجمة أعمال عربية من شراء حقوق العناوين التي تستدعي اهتمامه، وكذلك الأمر بالنسبة للناشر العربي الذي يرغب في أن يضيف إلى عناوين داره أعمالاً مترجمة إلى العربية. تعمل لجنة يشرف عليها شريف بكر على تسهيل اللقاء بين الطرفين، وعلى تذليل الصعوبات التي قد تواجه هذا النوع من التعاون التجاري، مثل اللغة، وضعف المعرفة باختصاصات الناشرين المختلفة، وما يرتبط بكل هذه التفصيلات. تطلّب الوصول إلى ذلك وضع ورقة عمل تشمل عشر نقاط من شأنها أن تساهم في جذب الناشرين الأجانب إلى معرض القاهرة للكتاب، وجعلهم يدركون أنه سيمنحهم المفتاح السحري للناشرين المصريين والعرب.

لا يهتم Cairo Calling بعقد الندوات، فهدفه ليس تنظيم فعاليات ثقافية، بل متابعة التفاصيل التي تدور حول “بيزنس” صناعة الكتاب. هذا البرنامج وما سيترتب عليه من إقامة وتوطيد علاقات بين دور النشر العربية والأجنبية سيسهم في إيجاد معيار إحصائي لعدد الكتب المترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، وبالعكس. وهو أمر يصعب العثور على تفاصيل في شأنه من الجهات الحكومية أو من الجهات الخاصة في مصر، كما في أي دولة أخرى في العالم العربي، لا سيما مع تراجع حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى. تشير لجنة Cairo Calling إلى معوقات عدة أدت إلى تراجع حركة الترجمة في المنطقة، وهي معوقات يحاول البرنامج معالجتها، وعلى رأسها ضعف المجهود الذي تبذله دور النشر العربية. يمكن لكل من دخل عالم النشر في المنطقة أن يلاحظ تقصير معظم الناشرين العرب في التواصل مع ناشرين أجانب على الرغم من الاهتمام الكبير بالأدب العربي في أنحاء العالم، وهو ما يمكن ملاحظته في معرض فرانكفورت للكتاب.

لاقى البرنامج حتى الآن ردود فعل إيجابية من الناشرين والوكلاء الأدبيين الأجانب. صممت اللجنة أوراقاً تعريفية بعنوان  Cairo Calling تم توزيعها في معرض “فرانكفورت” الدولي للكتاب على الناشرين والوكلاء الأدبيين والمعاهد الثقافية المهتمة بالعالم العربي، فحظيت باستجابة كبيرة من أطراف أعربوا عن اهتمامهم في المشاركة في معرض القاهرة. وقد وجد العديد من الناشرين الأجانب في المبادرة فرصة تساعدهم على الدخول إلى سوق نشر كبيرة مثل العالم العربي، وتدلهم على مفاتيحها. وهم راغبون في التعرف على ما يوفره العالم العربي من إمكانات ولكنه لا يسهّل عليهم الوصول إلى المعلومات مع غياب أي منصة للنشر فيه، أو صلة وصل بينهم وبينه، وهذا توفٰره مبادرة Cairo Calling.

على الضفّة الأخرى، يأتي دور المبادرة في العمل مع الناشرين العرب المهتمين ببيع وشراء حقوق نشر كتب أجنبية. وذلك عبر دفعهم للاستعداد للقاء المهتمين بكتبهم وإصداراتهم، وإعداد نبذات بالإنجليزية عن أعمالهم بشكل احترافي، واكتساب الحد الأدنى من  مهارات التواصل مع الناشرين القادمين لمعرفة حاجاتهم ولبناء شبكة علاقات قادرة على الاستمرار بعد المعرض.

يرى شريف بكر أن سير المبادرة يبعث على التفاؤل، لكنه تفاؤل مشوب بالحذر، فمعرض القاهرة الدولي للكتاب يأتي كل عام مع ذكرى ثورة يناير، ويبقى التخوف حاضراً من أن يؤثر ارتباك الحالة الأمنية على قرار الناشرين الأجانب في القدوم إلى مصر، بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بالقدرات التنظيمية للمعرض والمواعيد والتنقلات والتفاصيل اللوجيستيّة التي تلعب دوراً مهماً في تشجيع الناشرين الأجانب على حضور الدورات المقبلة، أو ثنيهم عن ذلك.

(عن “رصيف 22″)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>