ذاكرةٌ رمليةٌ/ فرحات فرحات

ذاكرةٌ رمليةٌ/ فرحات فرحات

وأسيرُ من يافا إلى بغدادَ ثُمَّ الشّامِ/ دونَ بطاقَةٍ/ وأهيمُ لا أدري فيوصِلُني الرّبيعُ/ لأرضِ مصّرَ

سبهان آدم، "الصحوة"، 2012

سبهان آدم، “الصحوة”، 2012

.

|فرحات فرحات|

فرحات فرحات

فرحات فرحات

أعندَكَ ما يُسعِفُ الذاكرةْ؟

لا. وماذا يُفيدُكَ نبشُ القبورِ

وعَدُّ الرّمالِ في هذهِ اللّيلةِ الماطرةْ؟

عُدْ إلى مرايا الخيالِ، إلى الصمّتِ

دعّكَ من مسارِ الفُراتِ والنيلِ ودجلى

دعّكَ منْ بردى،

أليسَ أجدَرَ أنْ تبدأَ من النّاصرةْ؟

.

“جئتُ لا أعلمُ منْ أينَ”

وُلِدتُ على رملِ القوافي

تَحتَ فيْءِ النخيلِ،

في الجزيرةِ، في الشّامِ، رُبما في السّامرةْ

لا بأسَ

لا يَذكُرُ التاريخُ أينَ

ولمْ يَشأْ توثيقَ ميلادي،

قالَ إنّي لحظةٌ عابِرةْ

.

هامِشٌ لا يَصلحُ الترّسيمُ فيهِ

فلا تُدوّنُ كنيتي أو بُنيتي

وأسيرُ من يافا إلى بغدادَ ثُمَّ الشّامِ

دونَ بطاقَةٍ

وأهيمُ لا أدري فيوصِلُني الرّبيعُ

لأرضِ مصّرَ

ويأخُذُني العساكِرُ دونَ شَرّطٍ، قيّدَ قيّدٍ

ثُمَّ أُحْكَمُ ميتَتةً

شَنقاً بِأرضِ القاهِرةْ

.

قالت الأقدارُ: حُكمُكَ جائِرٌ،

عادَتْ إليكَ الرّوحُ هيّا فانطلقْ

أعدو،

فيأخُذُني المكانُ إلى زمانٍ

كالِحٍ، لا وجهَ فيهِ ولا طعامْ

أحتارُ

يأخُذُني الزّمانُ إلى مكانٍ غابِرٍ

لا ماءَ فيهِ ولا غُبارْ

أشكو،

فتَلمَسُني أصابِعُ عاهرةْ

>

أبكي وأرحَلُ كالطّريدِ تَجُرُني

أصقاعُ مملَكَتي لِرَحمِ عشيرَتي

يتساءَلُ الرّحمُ الرّخيمُ

لِمَ الهُروبُ

أدَرتُ وجهي لا أُجيبُ

فأنا حِزامٌ عاطِلٌ في الخاصِرةْ

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>