“الميدان” و”قديتا” يحتفيان بحنا أبو حنا: شاعرًا ومربيًا وطلائعيًا

في حفل كبير في حيفا غصت قاعة مسرح “الميدان” بالمحبين والأصدقاء والتلاميذ، أتوا جميعًا للاحتفاء بالشاعر والمربي والاستماع إلى أغاني جوقة الناصرة، مكملة طريق جوقة الطليعة التي كان أبو حنا من مؤسسيها

“الميدان” و”قديتا” يحتفيان بحنا أبو حنا: شاعرًا ومربيًا وطلائعيًا

|خدمة إخبارية|

|صور الأمسية: وائل عوض|

غصت قاعة الميدان في حيفا، مساء الجمعة الماضية، بالكثير من مُحبي وتلاميذ وأصدقاء الشاعر والمربي والطلائعي الفلسطيني المخضرم، حنا أبو حنا، للاحتفاء به، والاستماع إليه في الأمسية الحوارية التي أدارها معه الصحافي هشام نفاع.

وتخللت الأمسية الاحتفائية أغان قدمتها جوقة الناصرة بقيادة يوسف الخل، وهي الامتداد التاريخي لجوقة الطليعة التي أسسها الموسيقي ميشيل درملكنيان مع حنا أبو حنا، حيث كتب وترجم أبو حنا أغانيها في تلك الفترة.

وتطرق أبو حنا إلى فترة الحكم العسكري والعمل السياسي بين الناس وفترة اعتقاله الإداري في نهاية سنوات الخمسين. وقال إنّ الشعر الذي كُتب في تلك المرحلة كان عليه أن يتوجه إلى عامة الناس ممّن بقوا بعد النكبة، وكانوا في غالبيتهم عمال وفلاحون بسطاء وقسم لا بأس به أميّون، ولذلك كان الشعر وقتها يُكتب شعرًا مباشرًا لا مكان فيه للغموض أو الإعجام أو المجاز. وجاء كلام أبو حنا تعقيبًا على اتهام شعر المقاومة بالمباشرة وعدم الفنية.

وتطرق أبو حنا إلى فترة عمله في الكلية العربية الأرثوذكسية وتنشئة الأجيال الجديدة، التي توجّه إليهم في نهاية الأمسية بضرورة الوعي والمعرفة والاطلاع والالتزام في هذا الوقت.

كما قدم د. عطا الله قبطي- باحث في التاريخ وأستاذ في الكلية الأرثوذكسية العربية، مداخلة حول تجربته مع أبي حنا مُدرّسًا في الكلية العربية وتحدث عنه بروح طيبة ومرحة، مستذكرًا قصصًا ونوادر جرت معه. وقرأ الممثل صالح بكري ومدير مسرح الميدان رياض مصاروة مقاطع من شعر أبي حنا وسيرته الذاتية.

.

حنا أبو حنا- سيرة ذاتية

• ولد في الرينة في 16/10/1928.

• تنقلت طفولته في فضاء فلسطين الواسع (كان ابوه مسّاح أراض وتنقلت العائلة معه من: الرينة إلى عسفيا إلى القدس إلى رام الله وجفنه، ثم إلى الجنوب: أسدود (التي أصبحت ميناء أشدود) حيث بدأ التعلّم في  ألكُـتّاب، وكما في الكتاتيب كان عليه أن يحفظ القرآن الكريم غيبًا فشارك في الاحتفال بحفظ جزء “عمَّ”، وقد أتقن التجويد ورسخ في حبّ اللغة العربية. بعد ذلك: إلى نجد ثم الشمال: إلى حيفا حيث درس في  المدرسة الإبتدائية.

• انتقلت العائلة إلى الرينه فالتحق بـ “مدرسة اللاتين” التي أضافت إلى تجربته الحياتية أبعادًا جديدة. بعد إنهاء مدرسة القرية عاد إلى مدرسة المعارف في الناصرة يمشي يوميًّا إلى المدينة ذهابًا وإيابًا مع تقلّب الفصول. هناك فتح عينيه على مظاهرات الطلاب في ثورة 1936. وقد وصف في “ظل الغيمة” تلك المشاركة التي بذرت في نفسه الحسّ الوطني الحيّ.

• أقبل على المطالعة في سنّ مبكرة، يقرأ التراث الأدبي العربي القديم من شعر المعلقات إلى الجاحظ وإلى جبران خليل جبران وباقي الرهط من أدباء المهجر.

• عند إنهاء الدراسة في مدرسة المعارف في الناصرة اختير لمتابعة الدراسة في “الكلية العربية” في القدس.

أقام في “الكلية العربية” أربع سنوات، حصل خلالها على شهادة الاجتياز الفلسطينية (المترك)، ثم شهادة “الإنترميديت” وإجازة التعليم.

• حاز على جائزة الشعر في المباريات التي أقيمت في “الكلية” على مدى ثلاث سنوات متتالية.

• بدأ في تلك المرحلة ينشر الشعر والمقطوعات النثرية في المجلات، مثل: “المنتدى” و”القافلة” (القدس) و”المهماو” (حيفا) و”الأديب” (بيروت).

• شارك في إعداد وتقديم “برنامج الطلبة” الأسبوعي من “دار الإذاعة الفلسطينية” في القدس.

• إشترك مع الأستاذ عبد الرحمن بشناق في إعداد برنامج الطلاب في “إذاعة الشرق الأدنى”.

• بإنهاء الدراسة في الكلية اختير لمتابعة الدراسة في بريطانيا ومُنح “بعثة” حكومية لذلك، ابتداءً من خريف 1947.

• لظروف عائلية اضطر إلى تأجيل البعثة سنة واحدة وأذنت له إدارة المعارف بذلك وتعيّن معلمًا في المدرسة الثانوية في الناصرة وبانتهاء السنة كانت النكبة وعُطِّلت كل المشاريع.

• بعد الإحتلال الإسرائيلي للناصرة سنة 1948 ظل يعلم في المدرسة الثانوية في الناصرة لكن النكبة أثارت لديه أسئلة مصيرية حول ما حدث وكيف حدث. رأى أن شعبه كان في حالة من الضياع: لا إطار له ولا تنظيم ، مصيره بأيدي الآخرين فدفعه هذا الواقع الأليم إلى العمل السياسي الواعي والمثابر.

• في تلك الفترة –أواخر 1948- أنشأ مع الموسيقار مشيل درملكنيان “جوقة الطليعة”، وقد تميزت بعملها الفني الدقيق. كتب لها الأناشيد ورعى مسيرتها. وقد حصلت على جوائز محلية وعالمية وشاركت في عدد من المهرجانات العالمية وانتشرت أناشيدها وأصبحت جزءًا من الوجدان الشعبي.

• سعى إلى إنشاء حركة للشبيبة في الناصرة سميت “اتحاد الشبيبة الديمقراطية” وإلى إقامة فروع لها في مختلف القرى في الجليل والمثلث. كان ذلك في ظروف الحكم العسكري الذي فرض على المتشبثين بالوطن، فقيد حركتهم وسلب أراضيهم.

• عندما أتحدت “عصبة التحرر الوطني” مع “الحزب الشيوعي في إسرائيل”، اندمجت “الشبيبة الديمقراطية” في إطار “اتحاد الشبيبة الشيوعية”.

• في خريف 1948، نشطت الشبيبة الديمقراطية في النضال ضد طرد العائدين إلى الوطن، الذين اعتبروا “متسللين” وقامت في الناصرة بمظاهرات وإضراب عام انطلق من المدرسة الثانوية ليشمل البلد كلها ويُبطل الترحيل. وعلى أثر ذلك استدعي المعلمون إلى الحاكم العسكري الذي هدد باتخاذ مختلف الإجراءات ضدهم.

• بانتهاء تلك السنة الدراسية بُلغ جميع المعلمين بالفصل من العمل. وبينما أعيد المعلمون الآخرون إلى العمل ظلّ مفصولاً هو والمرحوم الأستاذ فؤاد خوري.

• هكذا انتهت مرحلة التعليم وبدأت مرحلة احتراف العمل السياسي.

• اشترك في سنة 1949 في “مهرجان الشباب العالمي” في بودابست/ هنغاريا، وفي مؤتمر الطلاب العالمي في صوفيا/ بلغاريا.

• شارك في سنة 1951 في إنشاء مجلة “الجديد” التي صدرت أولا ملحقا لجريدة “الاتحاد” ثم حصلت على رخصة خاصة بها.

• كما أصدر في سنة 1953 مجلة “الغد” وقد اختصت بشؤون الشبيبة- ثقافة وتوعية اجتماعية وسياسية. وشارك في تحرير جريدة “الاتحاد”.

• نظم العديد من المهرجانات الشعرية في المدن والقرى، واهتمّ بالمواهب الشابة يشجعها ويدعمها. وكان ينشر شعره ومقالاته في مجلة “الجديد”.

• سنة 1957 كان في قيادة الوفد إلى “مهرجان الشباب العالمي” في موسكو، ثم في مؤتمر “اتحاد الشبيبة الديمقراطية العالمي” في كييف/ الاتحاد السوفييتي.

• أنشأ في جريدة الاتحاد زاوية “وحي الأيام” يعلق فيها –شعرا- على الأحداث والهموم اليومية.

• أعتقل في أيار 1958 اعتقالا إداريا وتنقل بين سجون الناصرة والجلمة ويافا والرملة والدامون، ومنها بعث بشعره إلى مجلة “الجديد” وجريدة “الاتحاد”، بينما قام عدد من الشعراء بالمساهمة في زاوية “وحي الأيام” بأسماء مستعارة.

• عاد في أيلول 1959 إلى سلك التعليم، وانتسب إلى أسرة المعلمين في “الكلية الأرثوذكسية العربية” في حيفا، وكانت تخطو خطواتها الأولى، فعلم فيها: اللغة العربية وآدابها والأدب العالمي؛ وقد رأى في التعليم رسالة وطنية هامة فتعاون مع زملائه لتطوير الكلية التي أصبحت معهدًا قطريًا يؤمه الطلاب من مختلف أنحاء البلاد، وقد امتاز طلاب هذا المعهد بوعيهم ومستواهم العلمي والثقافي.

• ظل يعمل في هيئة تحرير مجلة “الجديد” وهيئة “الكتب المختارة” التي أصدرت عددًا من الكتب لمؤلفين محليين ومن العالم العربي.

• في نيسان 1960 اقترن بسامية فرح وأنشأ بيتهما في حيفا، وعُمر البيت بالأنجال: أمية وأمين ورباب.

عُين سنة 1974 مديرًا للكلية الأرثوذكسية العربية، وتابع تطويرها مع اهتمام بالنشاط الثقافي-المسرحي والغنائي والرياضي.

• علم في دائرة اللغة العربية في جامعة حيفا بين السنوات 1973-1993، حيث أكد على التعليم باللغة العربية، وكان من المواضيع التي استحدث تعليمها: “الأدب العربي في فلسطين”.

• كان مستشارا للجنة المنبثقة عن قسم المناهج في وزارة المعارف التي أقرت منهاج تعليم اللغة العربية وآدابها للمدارس العربية، ورغم كل العوائق أفلح مع زملائه في إدخال موضوع الأدب الفلسطيني في المنهاج، وذلك من منطلق تعميق هوية الطالب العربي ووعيه بانتمائه وتراثه.

• إشترك في العديد من اللجان الوطنية الثقافية، ومنها “لجنة متابعة التعليم العربي” التابعة للسلطات المحلية العربية، وغيرها من اللجان الرسمية لوضع منهاج لتدريس “الحضارة العربية”.

• وقد راجع بطلب من “لجنة الكتاب المقدس العالمية” الترجمة الحديثة لسفر “المزامير”، وأدخل عليها الكثير من التعديلات، وقد عمل في هذه اللجنة بالتعاون مع الشاعر المرحوم يوسف الخال.

• أنشأ مع المرحومين الدكتور سامي مرعي والشاعر فوزي عبدالله مجلة “المواكب” سنة 1984.

• في 1987 خرج إلى التقاعد المبكر من إدارة الكلية الأرثوذكسية العربية.

• علم في “كلية إعداد المعلمين العرب بحيفا” بين 1987-1995.

• أدار “مركز الجليل للأبحاث الاجتماعية” بين 1990-1993.

• أنشأ في سنة 1993 مع عدد من الزملاء مجلة “مواقف” وهي مجلة أدبية وثقافية.

• شارك في ندوات ومؤتمرات ثقافية في العديد من المدن في أوروبا والولايات المتحدة والأردن وتونس.

• اهتمّ بدعم المسرح وتطويره في الوسط العربي في إسرائيل، فكان عضوا في الهيئة الإدارية للمسرح الناهض، ومسرح الميدان ورئيسا للجنة المراقبة.

• عضو مؤسس في “مجمع اللغة العربية”.

• منحته دائرة الثقافة في “منظمة التحرير الفلسطينية” وسام القدس في سنة 1991.

• حاز على جائزة الإبداع من وزارة العلوم والفنون في سنة 1995.

• حاز كتابه “ظل الغيمة” على جائزة بلدية حيفا في سنة 1998.

• حاز كتابه “ظل الغيمة” على جائزة فلسطين للسيرة الذاتية للعام 1999.

مؤلفاته

الشعر:

1. نداء الجرح- أصدر المجموعة الأولى في عمان الدكتور عبد الرحمن ياغي سنة 1969، وقدم لها الدكتور شوقي ضيف. ثم صدرت طبعة أخرى عن “دار العودة”- بيروت، 1970. وطبعة ثالثة –مزيدة- عن منشورات “الطلائع”، الناصرة، 1999.

2. قصائد من حديقة الصبر، عكا، 1988.

3. تجرعت سمك حتى المناعة، حيفا، 1990.

4. عراف الكرمل، حيفا، 2005.

5. راعي البراعم، حيفا 2005.

.

التراث الثقافي الفلسطيني:

1. ديوان الشعر الفلسطيني، حيفا، 1991. دراسة ونماذج شعرية لأربعة من شعراء فلسطين منذ ألف عام.

2. رحلة البحث عن التراث، حيفا، 1994.

3. ثلاثة شعراء، الناصرة، 1995. دراسات في شعر إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وأبو سلمى.

4. طلائع النهضة في فلسطين، 2005.

5. رواية مفلح الغساني، تأليف نجيب نصار، تحقيق ودراسة وتقديم، الناصرة، 1984.

6. روحي على راحتي، ديوان الشاعر عبد الرحيم محمود، الناصرة، 1985.

7. مذكرات نجاتي صدقي، بيروت، 2001.

.

مقالات وأبحاث:

1. عالم القصة القصيرة، عكا، 1978.

2. الأدب الملحمي، حيفا، 1983.

3. أوراق خضراء، حيفا، 2004.

4. فستق أدبي، حيفا، 2004.

.

ترجمة:

1. ليالي حزيران، تأليف بترو ديمتريو، حيفا 1951.

2. ألوان من الشعر الروماني، حيفا 1953.

.

سيرة

1. ظل الغيمة، طبعة أولى (الناصرة) 1997، الثانية (بيروت)، 2001.

2. مهر البومة، 2004.

خميرة الرماد، حيفا 2005.

.

جميع طلاب الكلية العربية والهيئة التدريسية سنة 1945

.

طلاب الصف الرابع الثانوي و الهيئة التدريسية في الكلية العربية في القدس سنة تقديم امتحان المتركوليشن سنة 1945

.

جواز السفر الفلسطيني استعدادًا للسفر إلى إنكلترا (1947). وقد قَصّت أطرافَه ”دائرة الهجرة عندما أصدرت شهادة سفر Laissez Passer سنة 1949 كتبوا في موقع الجنسية: ”غير مقررة“ Indetermine.

.

جوقة الطليعة الناصرية في مظاهرة أول أيار سنة 1952

.

يلقي خطابه من المنصة في "مهرجان الشباب العالمي" في بودابست/ هنغاريا

.

حيفا / آذار 1960 : في الحفل الافتتاحي لرابطة الأدباء والمثقفين. في الصورة من اليسار: محمود درويش وشكري الخازن وحنا أبو حنّا وصليبا خميس.

.

مع الموسيقار مشيل درملكنيان

.

وداع الفوج الثامن والثلاثين من خريجي الكلية الأرثوذكسية والتقاعد المبكر

.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>