لُبس/ خليل ناصيف

|خليل ناصيف| .. الجلوس في محاضرة مملة ليس سوى طريقةٍ سر […]

لُبس/ خليل ناصيف

"حلم"، بريشة أنجل أورتيز

|خليل ناصيف|


..

الجلوس في محاضرة مملة ليس سوى طريقةٍ سريعةٍ للغرق في النوم أو نقلك على جناح الأحلام إلى مكان آخر مختلف تمامًا.

الفتاة الجميلة في المقعد المجاور ترسم دوائر متداخلة باستخدام قلم الحبر على ورقة مفرودة على ركبتها. في الصف المقابل لي شاب بسكسوكة مع كدمة زرقاء حول العين. .

.. 

(1)

سامية

في عالم الكيمياء هناك بقعٌ مستعصية، ولكن يمكن إزالتها دائمًا بمسحوق ما.. يمكن ارتداء الفستان في اليوم التالي ونسيان أمر البقعة تمامًا. من المؤسف حقا أنك قد تنسى بقع الماضي في حين تلتصق تلك البقع في عيون المحيطين بك.. لن أسامحه أبدًا؛ فقد تجاهل حبي لأجل بقعة من الماضي، بينما يمتلك القدرة على ابتلاع البقع الحديثة بسهولة! هل يعشق رائحة العفن الطازجة؟ أحيانا أتمنى وجود مزيل للألسنة الوقحة وليس للبقع فقط. دوائر متداخلة على ورقة للتغلب على التوتر!  يا لها من نصيحة ساذجة حقا.

أووف، متى تنتهي تلك المحاضرة المملة كي أخرج وأمشي وأنسى بطريقةٍ ما.

..

(2)

بشير

إنها فتاةٌ مجنونة دون شك. لم أتجاوز مقدار السماجة المعهود الذي أمارسه مع غيرها كي أحظى بهذه الكدمة البشعة على وجهي، التي لا يمكن حجبها بأي نظارة شمسية.

سأكون حذرًا في المرة القادمة، ولكن كيف يمكن الحذر مع فتاة مراوغة متعكرة المزاج ولا يبدو عليها أيُّ ميل لاستعمال العنف ضد بائع حقائب نسائية وسيم وخفيف الظل مثلي.

يجب أن تنتهي هذه المحاضرة بسرعة، في الشارع يمكنني إخفاءُ نصف الكدمة، ثم أضيع في زحام المارة، ولكن اللعنة ماذا أقول لزوجتي.. صدمني قطار هذه المرة؟

..

(3)

أنا

انتهت المحاضرة لهذا اليوم.. بعد ضجة التصفيق المعتادة وجدت نفسي في الهواء الطلق أمام مشهد سينمائي.. لم أجد نفسي تمامًا، فقد بقي جزء مني مع الفتاة ذات الفستان الأزرق.. التي نهضت وألقت الورقة على الارض لألتقطها وأكتشف أنها ورقة فارغة، فقد كانت ترسم الدوائر باستخدام قلم حبر مغطى، لكنها رسمت دوائر متداخلة على قلبي وسددت إليه سهمًا ما.

من المؤسف أنني لم أتمكن من الحديث معها خاصة بعد المشهد المضحك الذي حصل أمامي.

لماذا غضبت يا ترى من مجرد تعليق بسيط وسمج بعض الشيء.. لن أعلم أبدًا.

..

(4)

بشير

ماذا يحصل للناس؟!

لقد قلتُ للفتاة إن هنالك بقعة حمراء على طرف فستانها، فطلبت مني ببرود أن أقترب منها وأريها البقعة، ثم طلبت الإنحناء كي أمسحها.. لأفاجأ بها تركلني بركبتها في عيني.. وهكذا حصلت على مكياج طبيعي كامل.. ماذا أقول لزوجتي؛ رفسني حصان هذه المرة؟

..

انتهت.


 

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>