الصحفي أيمن محيي الدّين كمثال: تساؤلات حول التّغطية الإعلاميّة الغربيّة لغزّة

الصحفي أيمن محيي الدّين كمثال: تساؤلات حول التّغطية الإعلاميّة الغربيّة لغزّة

غرينوولد: القناة سحبت محيي الدّين لأنّ قوّة تغطيته للحدث أثارت غضب المؤسّسة السّياسيّة المساندة لإسرائيل، وتقاريره كانت معتدلة بدرجات عن التّغطية المعهودة بانحيازها لإسرائيل في غالبيّة التّغطية الأمريكيّة

أيمن محيي الدين

أيمن محيي الدين

>

|ترجمة وإعداد: ياسمين حاج|

عاد مراسل شبكة “إن بي سي” الإخباريّة الأمريكيّة، أيمن محيي الدّين، إلى غزّة، بعد يومين فقط من استدعائه الغامض من شبكة “إن بي سي”، أثناء تغطيته للاجتياح الإسرائيلي هناك. وعلّقت شبكة “إن بي سي” عن إعادة تعيين محيي الدّين بأنّه “من الطّبيعي أن تعيد فرق الأخبار تقييماتها لتوزيع مراسليها في مناطق نزاع وحرب، وهو تمامًا ما فعلناه نحن”، مضيفةً بأنّها “تتطلّع إلى تقارير محيي الدّين في الأيّام المقبلة”.

ويذكر بأنّ “إن بي سي” كانت تحت حملة هجوم مستمرّة ليوميْن بسبب استدعائها الفجائيّ لمحيي الدّين، بعد تغطيته المؤثّرة والمباشرة لاستهداف القصف الإسرائيلي لأربعة أطفال فلسطينيّين قُتلوا على شاطئ غزة.

فالشّبكة كانت قد أعلنت عن مخاوف أمنيّة أدّت إلى اتّخاذها ذلك القرار، ممّا أثار شكوك البعض حول وجود انحياز حول تغطية العدوان المستمرّ.

وبحسب الصّحافي غلن غرينوولد، والذّي كان قد نشر في الماضي معلومات سرّبها له إدوارد سنودن حول وكالة الأمن القومي الأمريكي، جاء قرار “إن بي سي” المفاجئ باستدعاء محيي الدّين من غزّة تمامًا بعد تغطيته لخبر استهداف قوّات الاحتلال الإسرائيلي لأربعة أطفال فلسطينييّن وقتلهم أمامه. “وكتب غرينوالد بأنّه بعد وقتٍ قصير من استدعاء محيي الدّين، بعثت القناة بمراسلها الأجنبي ريتشارد إنجل ليغطّي العدوان الإسرائيلي المستمرّ على غزّة، مضيفًا بأنّ إنجل لم يزر غزّة من قبل وبأنّه لا يتكلّم العربيّة. ويعتقد غرينوالد أنّ القناة سحبت محيي الدّين لأنّ “قوّة” تغطيته للحدث كانت قد أثارت غضب المؤسّسة السّياسيّة المساندة لإسرائيل.

وكتب غرينوولد بأنّ “تقارير محيي الدّين خلال الأسبوعين الماضيين كانت معتدلة بدرجات عن التّغطية المعهودة بانحيازها لإسرائيل، والّتي تطغى على الغالبيّة العظمى من التّغطية الأمريكيّة… ممّا أسفر عن تهجّم عدّة مواقع محافِظة ومساندة لإسرائيل على الأخير، ناعتةً إيّاه بـ ‘النّاطق بلسان حماس’ ومدّعيةَ بأنّه ‘يرغي ويزبد بكلام مؤيّد لحماس’”.

وكتب النّاقد التّلفزيوني لصحيفة “بالتيمور سان” الأمريكيّة ديفيد زوراويك بأنّه رغم ما يراه كـ “افتقار إدارة ‘إن بي سي’ لعود صحفي صلب”، سيتنظر هو “تفسير القناة لـ ‘مخاوفها الأمنيّة’ والّتي استدعت بحسبها محيي الدّين، مستبدلةً إيّاه بإنجل”.

وكتب محلّل الأخبار الأمريكي المحافظ سكوت ويتلوك بأنّه من المحتمل أن يكون قرار القناة باستدعاء محيي الدّين ناجمًا عن بعض تعليقاته “التّهكّميّة” عن إسرائيل، والّتي نشرها الأخير على صفحته في الفايسبوك وقام بمسحها لاحقًا. وكانت إحدى تعليقاته كالتّالي: “أفادت النّاطقة بلسان #وزارة الخارجيّة الأمريكيّة للتّوّ بأنّ #حماس هي المسؤولة الوحيدة عن قصف وقتل #إسرائيل لأربعة أبناء عمّ، تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا، لأنّ حماس لم تقبل #مبادرة وقف إطلاق النّار. ناقشوا مع بعضكم البعض”.

وجاء تقرير غرينوالد بعد شبيهٍ له نشرته مدوَّنة إعلاميّة أمريكيّة، “تي في نيوزر”، والّتي أفادت ليلة الأربعاء الماضي بأنّ تعيين إنجل للظّهور أمام الكاميرا في الحديث عن قتل أربعة أطفال على أحد شواطئ غزّة رغم أنّ محيي الدّين كان هو الشّاهد على الحدث قد أثار غضب العاملين في شبكة “إن بي سي”.

ويذكر أنّه قبل التحاقه بالعمل في “إن بي سي”، كان قد أمضى محيي الدّين سنتين في قطاع غزّة، كان حينها لا يزال هو المراسل الأمريكي الوحيد في القطاع. وغطّى محيي الدّين نتائج الاجتياح الأمريكي للعراق بين الأعوام 2003 و2006. وأوردت مجلّة “تايم” اسم محيي الدّين كأحد أكثر 100 شخصيّة مؤثّرة في العالم لعام 2011.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>