عزيزي عمر سليمان، انت جواك طفل كبير صدقني/ نائل الطوخي

لماذا لا نتخيله وصاحبته تنظر في عينيه وتقول: انت “من جواك طفل كبير يا بيبي”. ولكنه يحرق جميع من حوله بنظراته، ولهذا فمن الصعب أن نتخيل هذا. مسكين عمر سليمان

عزيزي عمر سليمان، انت جواك طفل كبير صدقني/ نائل الطوخي

.

|نائل الطوخي|

ولقد، ويطيب لي، بأن أتصور عمر سليمان في ثوبه الطفولي، عمر سليمان الحقيقي، الذي لم تلوثه السلطة ولا المال ولا الجاه، وهو يحادث مامته. لا تندهشوا، عمر سليمان بالتأكيد له ماما. غريبة صح؟ ولكن هذه هي طبيعة الأشياء.

ولماذا لا نتخيل عمر سليمان شخصا بائسا، متهدلاً، يقف أمام قبر أمه ويقول: “يا ماما، انا كبرت يا ماما، أنا توقفت عن أن أكون سو كيوت، ظهرت لي أشياء في وجهي، لا يا ماما، ليس حب الشباب يا ماما، لقد ظهر لي شنب عملاق، انا تعبان يا ماما وعاوزك تحضنيني جامد. يا ماما، أصحابي لا يحبونني، حين مر النسيم وداعب شنبي غاروا وثاروا عليا وثاروا عليكي، فماذا صنعت لهم لهم يا ماما”؟

لماذا لا نتخيل أن لدى عمر سليمان قدرات خارقة. يستطيع من وراء النضارة التي يلبسها أن يحرق كل من يصادفه، وأن هذه القدرة جاءته من احتكاكه بحشرة غامضة وصلته من كوكب كريبتون مثلاً، وأنه من يومها لا يستطيع النظر إلى الأشياء بوضوح خوفا من أن يحرقها، وأن الجميع أصبحوا يكرهونه بسبب هذه الخاصية، وأنه مصاب باكتئاب بسبب كراهية الجميع له لسبب ليس له دخل به. عمر سليمان ليس له أصدقاء، لأنهم يخافون من اللعب معه، أصدقاء عمر سليمان لم يموتوا من التعذيب، وإنما ماتوا من الرعب لدى النظر إليه. عمر سليمان يشعر بالوحدة. عمر سليمان يحتاج لحضن دافئ والكثير من الحنان.

ولماذا لا يجلس عمر سليمان على حجر سيدة كبيرة مثلا، تداعب وجنتيه وتهتف: “يوغتي يا خلاصي، حبيب ألبي إنت. كبرت يا عمر وشنبك كبر وبقى طولي”. ولماذا لا نتخيله وصاحبته تنظر في عينيه وتقول: انت “من جواك طفل كبير يا بيبي”. ولكن عمر سليمان يحرق جميع من حوله بنظراته، ولهذا فمن الصعب أن نتخيل هذا. مسكين عمر سليمان. حقيقي مسكين.

عزيزي عمر سليمان. الجو في الأيام الماضية لم يكن صيفا ولم يكن شتاء، كان متذبذباً وحائراً كحالنا بعد الثورة، ولكن فور أن أعلنت ترشحك تحول الجو إلى صيف صريح. هل تصدق هذا. الجو احترق فقط بمجرد إعلان عزمك على الترشح. الجو وقف “انتباه” لتحيتك عسكرياً.

عزيزي عمر سليمان، طيلة العام الماضي تساءلنا أين أنت، بل ولقد ساورت البعض الشكوك في وجودك بمصر، وتحدثوا عن عقد عمل في السعودية وما إلى ذلك، عزيزي عمر سليمان، إن كان هذا عقابك لمن تشكك في وجودك، فكيف تأخذ المحسن بالمسيء. لطالما أيقن المؤمنون أنك منا وحوالينا، لا يحدك مكان ولا زمان، لا تدركك الأبصار وأنت تدرك الأبصار. نستغفرك ونتوب إليك. نعدك باللعب معك طول الوقت، ولكن سامحنا واغفر لنا.

عزيزي عمر سليمان، أنا لم أكتب هذه الفقرات. لقد تم نسبتها إليّ دون علمي. وهذا للإيضاح ليس إلا.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. أحااااااااا يا نوووول ايه المقال الفشيخ ده :)
    رائع ومتألق كالعادة يا صديقي

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>