أجمل نساء المدينة: ترجمة جديدة لمجموعة تشارلز بوكوفسكي

أجمل نساء المدينة: ترجمة جديدة لمجموعة تشارلز بوكوفسكي

المجموعة القصصية مكوّنة من ثلاثين قصّة مكتوب أغلبها بضمير المتكلّم وتتراوح ثيماتها بين التسكّع والجنون والفساد والخمر والنساء والحبّ وسباقات الخيل والعنف الفطريّ عند البشر المتمثّل في القتل والكراهيّة واللصوصيّة

Ajmal Nisaa Madina Cover

|خدمة إخباريّة| 

عن دار الجمل، صدر حديثًا (2015) مجموعة قصصية جديدة لتشارلز بوكوفسكي بعنوان “أجمل نساء المدينة” (372 صفحة) بترجمة الشاعرة والمترجمة الفلسطينيّة ريم غنايم. هذا العمل الأدبيّ لبوكوفسكي هو العمل النثريّ الثالث المنقول إلى العربيّة ضمن مشروع ترجمة أعمال بوكوفسكي النثرية، تعكف دار الجمل على تقديمه للقارئ العربيّ. سبق وأن نشرت له مكتب البريد ونساء ومختارات شعريّة بعنوان الحب كلب من الجحيم.

ريم غنايم

ريم غنايم

هذه المجموعة القصصية مكوّنة من ثلاثين قصّة مكتوب أغلبها بضمير المتكلّم وتتراوح ثيماتها بين التسكّع والجنون والفساد والخمر والنساء والحبّ وسباقات الخيل والعنف الفطريّ عند البشر المتمثّل في القتل والكراهيّة واللصوصيّة. تتعدد ثيمات ومضامين هذه القصص بين الوقوع في حب جميلة منتحرة، حكايات مواخير، مضاجعة فتاة ميتة، الوقوع في حبّ آلة نيك بشريّة اسمها تانيا، حكايات استمناء، أيام الملل في سباقات الخيل، الزواج من ساحرة يتحوّل فيها البطل إلى كائن صغير لا يُرى، العمل في مسلخ، البحث عن امرأة التقى فيها البطل صدفة في إحدى الحافلات: عالمٌ متكامل يعتمد مصادفات الواقع وعوالم الفانتازيا والبادوفيليا والنيكروفيليا والمتعة الجروتسكيّة التي يختلطُ فيها الرعب بالكوميديا، تختلف وتتشابه إلى حدّ كبير، ليؤكّد لنا بوكوفسكي من جديد أن الأدب يمثّل حركة الواقع واليوميّ والمألوف في كلّ زمان ومكان، يوميّ مهمّش لا يُفتَح بهذه الفوضى والضّوضاء إلاّ على يد كاتب قصّة محترف مثل بوكوفسكي.

بوكوفسكي يعرف كيف يختار عناوينه وكيف يشدّ القارىء بعِقد المتعة إلى عوالمه: أجمل نساء المدينة، الحياة في أحد مواخير تكساس،  آلة النّيك، ثلاث نساء، آلة عصر الحصى، 10 استمناءات، أمي صاحبة المؤخرة الضخمة، فرج أبيض وغيرها من العناوين التي تثير اهتمام أيّ قارئ وتُلمحُ بمضامين تأسرك بمرحها وعمقها وخفّتها دون قيد أو شرط.

هذه المجموعة لها نكهتها الخاصّة، سهلة وسريعة الإيقاع، مخيفة وساذجة وذكية، تمزّق الثابت، وتغوص في الهامش الفوضويّ المتحوّل الذي يعيشه البشر. كلّ ذلك ببنية سرديّة رشيقة وثريّة تؤكّد من جديد على أهميّة مشروع بوكوفسكيّ الأدبيّ وضرورة نقله إلى القارىء العربيّ.

.

مقطع قصير من المجموعة:

“يا الهي، يا بيل، كان رائعًا، رائعًا!”
“أنت مجنون! للتو جامعت امرأة ميتة!”
“وأنت تجامع نساء ميتات طيلة حياتك -نساء ميتات بنفوس ميّتة وفروج ميّتة- فقط لم تكن تعرف ذلك! آسف يا بيل، كان جماعًا رائعًا. لا أشعر بالعار.”
“هل كانت جيدة إلى هذا الحدّ؟” سأل بيل.
” شيء لا يصدق.”
مشى طوني إلى الحمام ليتبول.
عندما عاد، كان بيل فوق الجثة. كان بيل منهمكا. يتنهد ويتأوه قليلا. ثم تمدد، وقبّل الفم الميت، وقذف.

تدحرج بيل جانبًا، أمسك بطرف الملاءة، ونشف نفسه.

“أنت على حق. أروع جماع في حياتي!”
ثم جلس كلاهما على كرسيهما وتأملاها.
سأل طوني: “ترى ماذا كان اسمها؟ لقد وقعت في الحب.”
ضحك بيل. “الآن أعرف أنك سكران! وحده الأحمق يقع في حب امرأة حية والآن تولع بامرأة ميتة.”

قال طوني: “حسنًا، أنا عاشق.”

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>