صبي الدراجة: قصة طفل ضائع / وائل قبيسي

صبي الدراجة: قصة طفل ضائع / وائل قبيسي

يتناول فيلم “صبي الدراجة” قصة سيريل البالغ 12 سنة والذي يتمرّد على كل من حوله بحثاً عن والده ودراجته المفقودة. يهرب سيريل من بيت الرعاية محاولاً البحث عن والده في شقّته القديمة ليلتقي عن طريق الصدفة بسامانتا التي تعطف عليه وتعيد شراء دراجته وتأخذه ليقضي نهاية الأسبوع لديها.

wael

| بيروت – وائل قبيسي |

يتناول فيلم “صبي الدراجة” قصة سيريل البالغ 12 سنة والذي يتمرّد على كل من حوله بحثاً عن والده ودراجته المفقودة. يهرب سيريل من بيت الرعاية محاولاً البحث عن والده في شقّته القديمة ليلتقي عن طريق الصدفة بسامانتا التي تعطف عليه وتعيد شراء دراجته وتأخذه ليقضي نهاية الأسبوع لديها. تتطور العلاقة بين الاثنين حيث يجد الواحد في الآخر ضالته، تجد فيه سامنتا حاجتها إلى طفل في حياتها وتضحي بكل شيء من أجله بينما يجد فيها الحنان الذي يفتقده من أم متوفاة وأب غير مسؤول لا ينفكّ يطلب منه الخروج من حياته.

بين انجرار الطفل إلى دائرة العنف ورفاق السوء وتمرّده على النقص العاطفي ونبذ والده له، تحاول سامنتا تأمين حياة طبيعية له وتمنحه العطف الذي

وائل قبيسي

وائل قبيسي

يفتقده فيضيع بين حالة الاستقرار التي يعيشها معها وواقع التمرّد الذي يطغى عليه والذي يجرّه إلى حياة الشوارع فيرتكب الخطأ تلو الأخر بينما تحاول سامنتا جهدها لإعادته إلى طريق الصواب.

أكثر ما يلفت في الفيلم هو الأداء الصادق والطبيعي للطفل الذي اختير بين مئة صبي تقدموا إلى تجربة الأداء حيث وقع اختيار المخرجين عليه بعد اختبار 4 صبية قبله، يبدو أداء الصبي تلقائياً وعفوياً في تجربته التمثيلية الأولى، وتتجسد تعابير الحيرة والتخبّط على وجهه، بينما تبرع الممثلة المخضرمة سيسيل دي فرانس في أداء دور سامنتا وتجسّد شخصية المرأة العاطفية والطيبة من خلال تعابير وجهها ولغة جسدها.

يتخلل الفيلم الكثير من اللحظات المؤثرة والحزينة كتلك التي يدخل فيها سيريل شقة والده السابقة محاولاً عبثاً البحث عنه في الغرف الفارغة، أو المشهد الذي يخبره فيه والده أنه لا يرغب في رؤيته أو الاتصال به مجدداً، أو المشهد الذي يليه والذي يثور فيه الصبي في السيارة ويضرب نفسه فتحاول سامنتا تهدئته واحتضانه وحتى المشهد الذي يقود فيه سيريل دراجته مع سامنتا إلى جانبه والذي يمثّل الأمل في حياة جديدة لا يخلو من نفحة من الحزن الجميل.

يبرع الأخوان البلجيكيان داردين في صنع فيلم يرتكز على القصة والممثلين في إبراز شخصية الصبي والمرأة حيث ابتعد المخرجان عن الدخول في السرد المطوّل لماضي وسيكولوجيا الشخصيتين مركزَين على إبراز ما أراداه أن يشبه القصة الخيالية المجسّدة في إنقاذ امرأة طيبة لصبي ضائع من دائرة العنف والنقص العاطفي.

لاقى الفيلم حفاوة نقدية عالمية واعتبره النقاد من أفضل الأفلام التي تتناول الطفولة وحصل على الجائزة الكبرى لمهرجان كان السينمائي لعام 2011 كما رشّح لجائزة أفضل فيلم أجنبي في الغولدن غلوب في السنة نفسها.

الفيلم: صبي الدراجة

Le gamin au velo

إنتاج: بلجيكا – فرنسا – إيطاليا 2011

إخراج: جان بيار ولوك درادين

كتابة: جان بيار ولوك درادين

تمثيل: توماس دوريه – سيسيل دو فرانس

المدة: 87 دقيقة

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>