شبّيحة الأسد تعتدي على قدسيّة يوم الأرض في سخنين/ يوآف بار

رأينا بعضَهم يرفع الأعلام ويهتف الشعارات الداعمة للنظام، ثمّ في أثناء المهرجان الختامي تجمّعت مجموعة صغيرة منهم على أبواب مقبرة الشهداء ليحصلوا على أبرز ظهور إعلاميّ فئويّ على حساب يوم الأرض ووحدة الجماهير

شبّيحة الأسد تعتدي على قدسيّة يوم الأرض في سخنين/ يوآف بار

httpv://youtu.be/wN7rmK17YrA

.

|يوآف بار|

الجماهير الغفيرة التي شاركت في مهرجان يوم الأرض الـ37 أمس (السبت 30\3\2013) في سخنين أكّدت على فلسطينيّة الأرض وعلى حتميّة التحرير.

كان يوم الأرض الأوّل 1976 أوّل إضراب عامّ في تاريخ العرب الفلسطينيين الذين بقوا في الأراضي المحتلة بعد نكبة 1948، وما يزال هذا التاريخ المفصليّ يعبّر عن وحدة الشعب الفلسطيني في كلّ أرض فلسطين وفي الشتات، ويشكّل أهمّ يوم نضاليّ سنويّ يرمز إلى تحرير الإنسان قبل تحرير الأرض… لكي تتحرّر الأرض.

يوم الأرض في سخنين هو يوم الجماهير… والجماهير ليست مجرّد جَمهَرَة، أي أنّها ليست مجرّد عدد كبير من النساء والرجال والشيوخ والأطفال، وإنّما الجماهير كائن سياسيّ فاعل في الواقع السياسيّ، كائن يخرج إلى الشوارع بمُشترَك الوعي الجماعي وديناميكيات الحراك وقوانين المواجهة. وكلّ يوم أرض جديد يظهر واقعًا جديدًا من تطوّر حركة الجماهير (وأحيانًا تَراجُعها). والآلاف المؤلّفة التي شاركت في المسيرة هذه السنة تبشّر بأننا بخير. لقد رأينا أيام أرض أكثر غضبًا تقاطعت مع مراحل من الحروب والمجازر، ومررنا بأيام أرض كانت الأحزاب تجنّد جماهيرها تحت أعلامها الحزبية… ولكن هذا اليوم تميّز بوحدة الجماهير من خارج التقسيمات الحزبية؛ كلهم رافعون علم فلسطين ويهتفون الشعارات الوطنية.

من المعروف أن قضية الموقف من النظام السوري ومن ثورة الشعب السوري قضية خلافية بين الجماهير الفلسطينية في الداخل. يعتبر البعض أن موقف النظام إلى جانب المقاومة اللبنانية والفلسطينية هو الأهمّ، وأن الثورة عبارة عن تدخّل خارجي لإسقاط هذا النظام بسبب مواقفه المعادية للاستعمار. ويعتبر آخرون –ومنهم “حيفا الحرة”– أنّ قمع الشعب السوري طيلة عقود هو أفضل خدمة للإمبريالية، وأن حرية الشعوب لا تتجزأ، وأن ثورة الشعب السوري لنيل حرّياته وكرامته هي مركّب أساسيّ في مسيرة الشعوب العربية وباقي شعوب المنطقة نحو التحرير.

أمّا “المتّفق عليه” بشأن سوريا فهو من جهة، أن يحافظ كلّ من الطرفين الفلسطينيين على مواقفه وأن ينشط لإبراز هذه المواقف، ومن جهة ثانية أن نحافظ معًا على وحدة الجماهير الفلسطينية في النشاطات الوطنية العامّة وفي مواجهة عدوّ شرس لا يرحم ولا يميّز بين فلسطيني وفلسطيني. ولكن يبدو أنّ هذه الأولوية للمصلحة الوطنية العامة، والتي يحافظ عليها الفلسطينيون مؤيدو الثورة السورية، لا تهمّ بعض مؤيّدي النظام؛ فقد رأينا بعضَهم يرفع الأعلام ويهتف الشعارات الداعمة للنظام، ثمّ في أثناء المهرجان الختامي تجمّعت مجموعة صغيرة منهم على أبواب مقبرة الشهداء ليحصلوا على أبرز ظهور إعلاميّ فئويّ على حساب يوم الأرض ووحدة الجماهير.

وكمثال “بندقية تشيخوف” (لو ظهرت في الفصل الأوّل من المسرحية بندقيّة، فمن المحتّم أن تطلق نارها في الفصل الأخير)، بعضُ العصيّ إذا ظهرت ترفع العلم خلال المسيرة فالمتوقع هو أن تهوي على رؤوس الناس نحو ختام المهرجان. فبعض من مؤيدي نظام الأسد لم يكتفِ بإبراز موقفه الفئويّ وإنما أكمل “المسرحية” واعتدى على الصحفي إلياس كرام وعلى طاقم الجزيرة وعلى كلّ من حاول أن يمنع هذا الاعتداء.

وقام العديد من المشاركين في المسيرة بالواجب ودافعوا عن حرية الصحافة وعن قدسيّة يوم الأرض وتصدَّوا للاعتداء، كما ختمت اللجنة الشعبية في سخنين المهرجان بالاعتذار أمام طاقم الجزيرة وباستنكار الاعتداء باسم المنظمين وباسم الجماهير المشاركة.

ويا للعجب! بعد وصولنا إلى البيت رأينا بعض مؤيّدي النظام السوري يظهرون على شاشات التلفزيون الإسرائيلية ويبرّرون الاعتداء قائلين إنّهم يرفضون وجود الجزيرة في سخنين بسبب موقفها “الموالي للاستعمار والمناوئ للنظام السوري”. نحن لا نَدينهم على التعامل مع الإعلام الإسرائيلي؛ فاستخدام الإعلام –حتى إعلام العدو– وسيلة شرعية للنضال. ولكن أتمنى أن يعرف الجميع كيف يميّز بين الصديق والعدوّ، وأن يحافظ على النقاش الحضاري رغم الاختلاف في المواقف.

(عن مدونة “حيفا الحرة”)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. … ” الواجب ” اها ” الواجب ” ! معرفتك لل “واجب” تحتم عليك ان تكون موضوعيا وتسمي الاشياء بمسمياتها, من يريد ان يسمي نفسه “شبيحا” له مطلق الحرية في ذلك أما انت فليس من “واجبك” أن تسمّي احدا ! وان اردت أن تتحدث عن القمع “يجب” و” واجب” عليك أن تذكر القمع في البحرين رائدةالثورات و في السعودية و قطر الاردن .. “ليبيا الثورة” , “تونس الثورة ” و”مصر الثورة ” !!!!!!!!!!!!!! أم أن منبر قديتا يضيق عن قضايا الأرض جميعها ليتّسع فقط للقضية السورية؟ , !!!!!!!!!!!!!! و أخيرا وان اردت ان تطرح مستقبلا قضية ما ادأب أولا أن يكون قراؤك غير” قارئين ” !

  2. لن أتطرق الى مسألة طرد فريق الجزيرة من يوم الأرض، والذي برأيي قد انقض عليه أنصار التمرد الوهابي في سوريا لاستغلاله لصالحهم بعد أن أصبحت حقيقة ما يحدث في سوريا واضحة للجميع، ولم يبق في صف المتمردين سوى الحركات الاسلاموية وأقلية صغيرة من النيو-يساريين الذين لا يعرفون كيف ينزلون في الشجرة التي تسلقوها.
    المضحك في هذه التدوينة هو أن الكاتب يقسم الناس الى أنصار النظام (الشبيحة) وأنصار الحرية (الثوار)، وهو في ذلك يضع نفسه مع حمد والقرضاوي في خانة واحدة. فليهنأ في تلك الخانة مع هؤلاء الرفاق.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>