الجَلْطة

يزمُّ شفتيه على غضبٍ
لم يعُد يذكر سببَه
ينامُ عميقاً
الكفّان تسندان الرأس
فيُشبه جنودَ الأمن المركزيّ،
في عربات آخر الليل
حين يغمضون الأعينَ على رُكامٍ من الصُّوَر
تاركينَ الروحَ…

الجَلْطة

|إيمان مرسال|

(إلى أبي)

 

مجرّد نوم




إيمان مرسال

إيمان مرسال

يزمُّ شفتيه على غضبٍ

لم يعُد يذكر سببَه

ينامُ عميقاً

الكفّان تسندان الرأس

فيُشبه جنودَ الأمن المركزيّ،

في عربات آخر الليل

حين يغمضون الأعينَ على رُكامٍ من الصُّوَر

تاركينَ الروحَ للدورانِ المنتظِم

ليصيروا ملائكةً فجأة.


رسمُ القلب

كان يجب أن أصيرَ طبيبة

لأُتابع رسمَ القلبِ بعينيّ

وأؤكدَ ان الجَلْطة مجردُ سحابة،

ستنفكُّ إلى دموع عادية،

إذا توفر قليلٌ من الدفء

لكني لستُ نافعةً لأحد

والأبُ العاجز عن النوم خارجَ سريره الشخصيّ

ينامُ عميقاً، فوق طاولةٍ

في بهوٍ واسع.


صراخ

نساءٌ صامتات

مَلأن الطُّرقةَ التي تؤدّي إليك

وجهّزْن الأجسادَ لطقسٍ

سيزيح الصدأَ المتراكمَ فوق حناجرَ

لا تُجرِّب نفسها

إلا في الصراخ الجماعيّ.


هذا جيّدٌ

أكتافُ المتطوعين

حملتْ رجلاً من السرير المجاور

إلى المقابر العمومية.

هذا جيّدٌ لأجلِك

لا يُمكن أن يكرّر الموتُ فِعلتَه

في نفس الغرفة، في مساءٍ واحد.


بورتريه

لم يكن قلبُه المرهونُ بخطوتي كافياً

سوى لتذكره كرائحةٍ حميمةٍ وعطنة،

ربما كان يكره بناطيلي الصيفية

والشِّعرَ الخالي من الموسيقى

ولكني ضبطته أكثرَ من مرّة

يَدوخ في ضجّة أصدقائي

وينتشي من الدخان

الذي يتركونه خلفهم.


تشابُه

من أجل أن أشتري “الشَّعرَ المُترجم”

أقنعني هذا النائمُ عميقاً

أن خاتمَ زواجه يُحدِثُ ضغطاً على بِنصرهِ

وظلَّ مبتسماً ونحن نغادِر حيّ الصاغة،

بينما أنا أخبره برفضي للتشابه

بين أنفِه وأنفي.

مصر/ كندا

 

(قصائد من مجموعة “ممرّ معتِم يصْلح لتعلّم الرقص” الصادرة عن دار شرقيات- القاهرة. طبعة أولى 1995، طبعة ثانية 2004)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

5 تعقيبات

  1. صباح الفل،
    وأؤكدَ ان الجَلْطة مجردُ سحابة،
    ستنفكُّ إلى دموع عادية،
    إذا توفر قليلٌ من الدفء

    يا استاذ مقروف، ابحث عن الدف~

  2. قصائد رائعة تنقل حالات انسانية بشكل شاعري حميم ولغة شعرية مكثفة…للأسف تعذر علي قراءة ديوانك الجميل لإقامتي في الإمارات…شكرا لشاعرتنا الرقيقة، دمت ودام التواصل والمحبة

  3. أحب هذه القصيدة كما أعيد قراءة ديوان ممر معتم من سنين وسعيد باختياراتكم

  4. مع كل الإحترام عابد. هذا الموقع هو موقع ثقافي وفني، والفن مش مفروض يكون خاضع لآراء سياسية. وثاني إشي، العبرية مش عدو، هي لغة زي كل اللغات. ومش غلط الوصول بالفن لشعوب وثقافات مختلفة.

  5. حسنا, هذا الموقع فلسطيني؟ فلسطيني بالاسم فقط, ولو كان فلسطيني صميم لرفض نشر أي حرف لهذه الكاتبة التي كانت المبادرة بترجمة أدبها للعبرية.. مطبعة لدرجة القرف.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>