بالعِلمِ والمالِ يَبني النّاسُ مُلْكَهُمُ/ لم يُبنَ مُلْكٌ على جهلٍ وإقلالِ/ أسعد موسى عودة

|أسعد موسى عَودة| إنّ ما حقّقته الأقلّيّة العربيّة الفِ […]

بالعِلمِ والمالِ يَبني النّاسُ مُلْكَهُمُ/ لم يُبنَ مُلْكٌ على جهلٍ وإقلالِ/ أسعد موسى عودة

|أسعد موسى عَودة|

إنّ ما حقّقته الأقلّيّة العربيّة الفِلَسطينيّة الأصيلة الأصلانيّة المتأصّلة في ذرّات تراب هذه الأرض ومائها ونارها وهوائها، من إنجازات أخلاقيّة وعلميّة وماليّة وملكيّة، لا يعدو كونه إنجازات أفراد أو جماعات، مهما عظم شأنهم وطال باعهم وأشير إليهم بالبَنان. وشتّان بين ذلك شتّان.. وبين أن تكون هذه الإنجازات كلّها لحساب مجتمع كامل متكامل متحابّ متجانس واحد، وما أحوجنا إلى ذلك.

أصابعُ كفِّ المرءِ في العدِّ خمسةٌ / ولكنّها في مقبِضِ السّيفِ واحدُ

وأمر الحضّ على ذلك والتّحريض عليه لا بُدّ أن يضطلع به أولو الأمر منّا، المعلّمون والمربّون، المثقّفون والمبدعون، رجال العلم ورجال المال، رجال الدّين، وقادتنا الجماهيريّون والسّياسيّون، وذلك أوّلًا، من خلال تبنّي هذا الوعي ونشره بين النّاس، وثانيًا، من خلال الإزواج الحقيقيّ بين المال النّظيف الحلال وفكرة إنشاء مؤسّسات لنا، علميّة وثقافيّة، زراعيّة وصناعيّة وتجاريّة، جامعة لا مفرّقة، كلّيّة لا فئويّة؛ عسانا – في يوم ممّا تبقّى من الأيّام – نكون أصحاب ملكٍ حقيقيّين، لا أجيرين تابعين، نحتال ألف مرّة في النّهار، على أنفسنا وضمائرنا وغيرنا في سبيل لقمة عيش. وكفانا أنانيّةً، وكفانا بخلًا.

وفي هذا الشّأن، هل تعلمون أنّ كوريا قضت أو محت – باصطلاح النّاصر عبد النّاصر – على أمّيّة شعبها في غضون عام واحد، وأنّ الاتّحاد السّوڤييتيّ قد أصاب الولايات المتّحدة الأمريكيّة بالذّعر عندما أطلق القمر الاصطناعيّ الأوّل عام 1957، حيث قامت هذه الأخيرة بإطلاق برنامَج أسمته “أمّة في خطر”، تمّت فيه مضاعفة ميزانيّات البحث العلميّ. وليست العبرة في حجم النّشاط الّذي مارسته هاتان الدّولتان كأنموذج وغيرهما، بل العبرة في الهدف الدّافع من وراء ذلك كلّه، أن يكونوا مجتمعات متقدّمة لا متقهقرة متخلّفة، أن يكونوا سادة لا عبيدًا، أن يملكوا أسباب وجودهم المعنويّ والمادّيّ، أن يكونوا. ولنا أن يكون لنا ذلك إذا أردنا، وأن نكون، حتّى في مملكة صِهيون.

إليك أمّي.. أرفعُ عمري..!

أمّي، اليوم، في الثّانية والسّتّين، ولكنّها بجمالها في السّادسة والعشرين.. وبنشاط نحلة لا تلين.. فإليك يا من وهبتِنيَ الحياة.. وحملتِني ثِقْلًا.. ووضعتِني كُرهًا وألمًا.. أرفعُ عمري.. فهل ترضين..؟!

تجلّيات لغويّة.. في التّرجمة / תִּרְגּוּם / Translation..!

هي في العربيّة والعبريّة من الجذر السّاميّ نفسه: “رجم”، رغم أنّها تظهر في المنجد في اللّغة في باب الرّباعيّ: “ترجم”، من الأصل “ترج”، بينما أوردها ابن منظور في لسانه في باب: “رجم”. وترجمَ الكلامَ؛ أي فسّره بلسان آخر، ولا غرابة ولا استغراب في أن يُشتقّ هذا الفعل من هذا الأصل الّذي يعني، إجمالًا، الرّمي أو الإلقاء بالحجارة، إذا ما كنّا نُقرن – في تراكيبنا – الكلام بالإلقاء، فنقول: ألقى فلان كلمته، وكأنّه ألقى حجرًا.. لكن يكون الإلقاء – هنا – في الرّؤوس لا على الرّؤوس.. ثمّ أوَلَم يقُلْ الأستاذ جوزيف الهاشم، المشهور بزغلول الدّامور: “وْقوافي الشِّعِرْ بَعْمِلْهُنْ حْجارة…”. كانت هذه إطلالة خاطفة على علم العلامة أو السّيميائيّة العربيّة؛ على رمزيّة اللّفظ ومدلوليّة المعنى.

أمّا الملاحظة الأهمّ فهي في التّرجمة الإنچليزيّة لكلمة “ترجمة” العربيّة: “تْرانْسْلِيشِن”، فكما أنّ حرفَيِ التّاء والرّاء هما ركيزة الكلمة في العربيّة وعمادها، هما كذلك في الإنچليزيّة، والأصل عربيّ / عبريّ / ساميّ، طبعًا؛ لكن، أيضًا، أرى أنّ الكلمة في الإنچليزيّة “نحت” أو “اشتقاق كبّار” من ثلاث كلمات هي: “تْرانْس”؛ أي تحويل، “لِي”؛ وهي اختصار لكلمة “لانْچْوِيدْج”؛ أي لغة، العربيّة الأصل، و”شِن”؛ وهي اختصار لكلمة “نِيشِن”؛ أي قَوْم، وأرى أصلها في كلمة “إنس” العربيّة؛ حيث يكون المعنى “الإجماليّ” للكلمة في الإنچليزيّة: التّحويل من لغة قوم إلى لغة قوم آخرين. فما رأي علمائنا؟!

 

فلسفة غاندي، حكمته، وعظمته..!

جاء عن المهاتما (النّفس الكبيرة) غاندي أنّه قال: كلّ ما نفعله في هذه الحياة ليس مهمًّا، لكن من المهمّ أن نفعله..!

 

الصّيّاد..!

سيعود إليكم الصّيّاد في الحلْقة القادمة بحول الله، وفي جَعبته الكثير.. وقد صحا من صدمة المستشار..! وحديثنا، أبدًا، عن لغتنا ونَحْن!

(الكاتب دارس عاشق للّغة العربيّة، مترجم ومحرّر لغويّ؛ الكبابير/ حيفا)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>