“الناصريين عاوزين كده”

|تعليق إخباري: علاء حليحل| نشرت صحيفة “الأخبار […]

“الناصريين عاوزين كده”

|تعليق إخباري: علاء حليحل|

جمال عبد الناصر في مؤتمر صحافي عام 1956 في القاهرة

جمال عبد الناصر في مؤتمر صحافي عام 1956 في القاهرة


نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، في عددها الصادر صباح اليوم الأربعاء، عن الضجة التي تثور في أروقة الإعلام والسياسة في القاهرة، حول نية تعاقد صحيفة “الأهرام” مع وزير الحربية أثناء نكسة 1967، شمس بدران، “على كتابة مذكراته، ويعرّج خلالها على الحياة الخاصة لجمال عبد الناصر وبعض أقرب معاونيه” كما ذكرت الصحيفة (“إنهم يتلصصون على الريس”، محمد عبد الرحمن).

وأضافت الصحيفة: “ونقلت “العربي” (لسان حال الناصريين في مصر) عن الإعلامي يسري فودة أن مذكرات بدران لن تكون سياسية أو عسكرية فقط، بل ستشمل الأسرار الشخصية التي يدّعي أنه يعرفها عن الرئيس جمال عبد الناصر والضابط عبد المنعم رياض ووزير الدفاع السابق محمد فوزي. كذلك، أضاف فودة أن المذكرات ستشمل الأسرار الجنسية لـ “ناصر”، والعلاقات الخاصة للرموز العسكرية المصرية في القرن العشرين… ثمّ تردّد أن صحيفة «الأهرام» التي تملك «وكالة الأهرام للإعلان» قد تنشر المذكرات على صفحاتها. ويأتي ذلك بعدما بات مؤكداً أن رئيس تحرير جريدة «الأهرام المسائي» طارق حسن رفض نشرها.”

ولكن عَلام الضجة؟ فباستثناء عدم جدوى نشر التفاصيل الجنسية عن عبد الناصر (ومعاونيه)، نحن بحاجة لمعرفة ما أمكن من التفاصيل السرية التي أحاطت بأكثر تجارب العروبة إثارة وفشلا في ذات الوقت. كما أنّ النفور من نشر تفاصيل عبد الناصر الجنسية أثناء قيادته لمصر يتقلص وينتفي ونصبح معه مئة بالمئة إذا كانت هذه التفاصيل مرتبطة بمؤامرات أو خيانات أو سحب لمعلومات، وفقما تفعل أجهزة المخابرات عادة. إذا كان سرير عبد الناصر (أو معاونيه) مرتبطًا بالنكسة وفشل الوحدة العربية والاصلاحات الزراعية والاقتصادية فنحن نريد أن نعرف! وإذا كانت كل الأسرار المنوي نشرها ستدمر الرمز فليتدمر؛ على أنقاض الرموز تبني الأمم مستقبلها الواعي، خصوصًا إذا اتضح وهن هذه الرموز فيما بعد.

وفي الخبر الذي أورده محمد عبد الرحمن من القاهرة كتب عن مطالبة عبدالله السناوي، رئيس تحرير “العربي”، “بتوضيح ما تردّد عن دفع «الأهرام» مليون جنيه (170 ألف دولار) لبدران مقابل الحصول على مذكراته، رغم «حجم الإهانات الذي تحتويه لرموز وطنية وفي مقدّمتها جمال عبد الناصر»… ولم يقف عند هذا الحدّ، بل قال إنّه إذا أرادت «الأهرام» نشر المذكرات تحت لواء حرية الرأي والتعبير، فعليها أن «تتحمل النتيجة، وسيكون الرد صاعقاً…”.

إنها محاولة لربط كتابة المذكرات بمبلغ مالي كبير، أي التلميح إلى الفساد وشراء الذمم بالفلوس، ولكنها أيضًا تصب في خانة مزاودات اليسار التافهة حول كل مبادرة أو عمل يُدفع للقائم به، خصوصًا أنّ كتاب مذكرات عن حياة عبد الناصر السرية يمكن أن يباع بملايين الدولارات في الغرب، أي أنّ الرجل يتقاضى مبلغًا متواضعًا نسبيًا للمعمول به في هذا المجال.

كما أنّ أقوال السناوي تنم عن عقلية التطرف الأصولي الإسلامي نفسها، ولكن من الباب الناصري هذه المرة. فالأقلية السياسية في مصر (اليسار السياسي) التي تحارب على حقوق حرية الرأي والتعبير تجد نفسها في أول مواجهة تتعلق برمز من رموزها خارجة ضد هذه الحرية، وهذا خطأ فادح وجسيم، لا ينحصر في المستوى المبدئي الأخلاقي فحسب، بل يتعداه إلى تسجيل سابقة يمكن للنظام أن يستغلها وقتما شاء مستقبلا، قائلا بما يشبه: “إنتو نفسكو خرجتوا ضد التعبير والكلام ده، عاوزين مننا إيه بأه؟”



المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

4 تعقيبات

  1. وحياة بودا
    كل اللي علقوا قبلي مبين غير ضليعين باللغة العربية

    واضح انهم استخدموا غوغل ترانسليت

    علاء كتب بالعربي يا جماعة وبيّن الخطأ الذي من الممكن أن تقع فيه المعارضة
    شو القصة؟

    كيف لو كتبلكم بلغة تانية؟

  2. لدي حاسه تقول أن هاذ الكاتب مازوشي.. ما هذه الرقه؟ أكره هذا النوع من الأقلام الدلعه, المائعه؟ عبد الناصر مش عاجبك؟ بتحب مين طيب؟
    عبد الله السناوي صحفي وكاتب من فوق السطح.. وعيب تتطاول عليه.. وتعال مصر وشوف مين الي بيناصر فلسطين.. انت والا الناصريين
    ولو أني عارف ان لا علاقة لك بفلسطين ..
    عقول مائعة, مدجنه
    أخصصصص على أمة تقتل رجالها وتمجد منافقيها وصعاليقها

  3. لطالما كانت الفترة الناصرية مثيرة للجدل و النقاش ما بين المؤيديين و المعارضيين للناصرية و الفكر القومي العربي المعاصر و نشر المذكرات في الفترة الحالية يثير الكثير من التساؤلات خصوصا بعد الانتخابات التي جرت مؤخرا في مصر و جهود الحزب الحاكم لترشيح جمال مبارك لخلافة والده و النشاط الدبلوماسي و الاعلامي لكسب التاييد العالمي رغم المعارضة الشديدة داخل اوساط المجتمع المصري المختلفة – يكمن الرهان على نجاح التجربة سابقا في الجمهورية العربية السورية و انتقال السلطة بهدوء و نجاح للرئيس بشار الاسد خلفا لوالده و لكن التجربة السورية تمت تحت ظروف مختلفة تماما و لا يمكن تعميمها لتشمل دول عربية اخرى كمصر

    يجب ان لا ننسى اطلاقا ان صحيفة الاهرام تعتبر من الصحف الموالية للحزب الحاكم حاليا و ان كانت ناصرية و قومية التوجه في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و خاصة خلال رئاسة محمد حسنين هيكل لتحريرها انذاك و مبلغ المليون جنيه قد يعتبر استثمار من جانبها لتحقيق سبق صحفي يتناول احد اكثر الشخصيات اثارة للجدل و النقاش في التاريخ العربي المعاصر

    نشر المذكرات مجرد مناورة اعلامية لتشتيت الانتباه عن مجريات و نتائج الانتخابات التي جرت مؤخرا و محاولة سياسية لتفريق جهود المعارضة و دب الفوضى في اوساطها خلال الفترة القادمة و التحضيرات لتوريث الحكم

    التيار الناصري سوف يستغل نشر المذكرات لحشد التاييد و الدعم لرموزه بعد المس باهم رمز وطني و قومي في مصر و العالم العربي بينما التيار الاسلامي سوف يجدها فرصة تاريخية لا تعوض للنيل من خصمه السياسي اللدود خصوصا ان المذكرات المنشورة لاحد رموز التيار الناصري

    و هكذا يتقدم الحزب الحاكم لتحقيق اهدافه في بث الفوضى و العداوة بين صفوف المعارضة على حقائق مضى عليها اكثر من خمسين عاما و اشغال المعارضة عن دعوات الاصلاح و التنمية التي هي في صالح الشعب المصري و الاحزاب المعارضة و الحاكمة على حد سواء

    نشر المذكرات مسمار اخر يدق في تابوت الفكر الناصري و الخاسر الوحيد هو الشعب المصري بكل طوائفه و تياراته الفكرية ة السياسية المؤيدة و المعارضة على حد سواء بينما يستمر النظام الحاكم في تحقيق المكاسب و تعزيز و بسط سلطته و التمهيد للخلافة الجمهورية

  4. خيبت املنا فيك، دايماً مندافع عنّك ودايماً بتخيب أملنا فيك بزيادة

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>