“ويكيليكس”، كل الاحترام

|هشام نفاع| ما الذي فعله جوليان أسانج، صاحب موقع “ […]

“ويكيليكس”، كل الاحترام

|هشام نفاع|

hisham-qadita

ما الذي فعله جوليان أسانج، صاحب موقع “ويكيليكس”، حتى يعتبره عضو في الكونغرس الأمريكي إرهابيًا؟

وما الذي يدفع الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس للقول: “ليكن واضحا ان هذه المعلومات تعرّض للخطر دبلوماسيينا والعاملين في اجهزة الاستخبارات وشعوب العالم التي تطلب من الولايات المتحدة مساعدتها لنشر الديمقراطية”. (لاحظوا كيف لبّت واشنطن طلب الشعبين العراقي والأفغاني بشحنات هائلة مفخخة من الديمقراطية جو-أرض!).

أسانج حصل على وثائق “سريّة” هي عبارة عن مكاتبات لسفارات أمريكية كشفت معلومات هامة، تدلّ على حقيقة الموقف الأمريكي من دول وقضايا وأنظمة عديدة. مما كشفته هذه الوثائق:

قيام زعماء دول عربية ترعى في الحظيرة الأمريكية بالضغط لمهاجمة إيران؛

حقيقة أن أثرياء سعوديين (مرضيّ عهم من واشنطن!) يموّلون منظمات مسلحة بينها “القاعدة”، أكبر بعبع Made in USA في الألفية الثالثة؛

“تقييمات” لرئيس الموساد الاسرائيلي بأنه لن يتم توقيع أية اتفاقية فعلية مع الفلسطينيين؛

طلب الخارجية الأمريكية من دبلوماسييها في السفارات الامريكية في الاردن ومصر والسعودية وسوريا، جمع معلومات شخصية واخرى متعلقة بالاتصالات عن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية وحركة حماس؛

جوليان أسانج

جوليان أسانج


الفساد داخل الحكومة الأفغانية، التي تلعب بها واشنطن كما تشاء، وضبط مسؤول أفغانيّ كبير يحمل 50 مليون دولار نقداً في رحلة خارجية؛

المساومة على إخلاء معتقل جوانتانامو غير القانوني، عبر الطلب من دبلوماسيين سلوفينيين استيعاب سجناء محررين منه، مقابل تنسيق مقابلة تجمعهم بالرئيس الأمريكي باراك أوباما؛

تهديد ألمانيا عام 2007 لمنعها من إصدار مذكرات توقيف ضد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) اختطفوا مواطنًا ألمانيًا؛

تعليمات من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمسؤولين دبلوماسيين أمريكيين بالتجسس على رئاسة الأمم المتحدة؛

اتهام واشنطن للحكومة الروسية بالعلاقة مع المافيا؛

موقف النظام الأمريكي من قادة عديدين، هم أصدقاء لواشنطن عمومًا – فالرئيس الافغاني حامد كرزاي “ضعيف للغاية ومصاب بأوهام نظرية المؤامرة”، رئيس الوزراء الإيطالي “عديم الجدوي والفعالية”، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي “القيصر العاري شديد الحساسية”، المستشارة الامريكية انجيلا ميركل “غير مبدعة”، الزعيم الليبي معمر القذافي “لا يسافر الا بصحبة ممرضات شقراوات من الاوكرانيات”.

وهناك معلومات أخرى يتوقع نشرها، على الرغم من تعطيل الموقع مؤقتًا.

المسؤولون الأمريكيون اعتبروا النشر فعلاً “متهورًا” و “سلوكًا فوضويًا”. مسؤول آخر اعتبر سلوك الموقع “فوضويًا” وليس “ديمقراطيًا”.

ولكن الحقيقة هي ان ما فعله موقع “ويكيليكس” هو ممارسة رائعة لمبدأ “حق الجمهور في المعرفة”. وهو مبدأ يُفترض أن تتفاخر به جميع ديمقراطيات ما يسمى بـ “العالم الحرّ”، والأمريكية منها خصوصًا. لكن المبادئ تُطعج طعجًا سافرًا حين تخرج ممارسة هذا الحق من أيدي المسيطرين على المعلومة، مع أن المنطق يقول إنهم يعملون ويتحدثون بتفويض من صاحب السيادة، “الشعب”، “الجمهور”. وإلا فلا شرعية للدول بالوجود. لأن الدولة تعبير عن إرادة مواطنيها. إذًا، فبأيّ حق يتم تحويل من يحترم ويمارس أحد مبادئ الديمقراطية الهامة في الدولة الحديثة الى متهوّر وإرهابي؟!

الجواب: بحق الغطرسة فقط، وليس أي شيء آخر. لكن الغطرسة ليست حقًا، بل هي عنف من الدرجة الأولى يجب مواجهته من أجل مصلحة جميع شعوب العالم، حتى تلك التي تمارَس الغطرسة باسمها وباسم مصالحها!



المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. استاذ “أحدهم” شكلو فعلا انو من الافضل تبقى مش عارف !
    مسكين!!

  2. كآنها الجماهير بدها تعرف! ما هي جماهير تعبانة ونايمة؟…
    بعدين هاد “الصنج” ما هو منحرف؟ جاي يعلمنا ويوعظ فينا!(مطلوب بالسويد على إغتصاب)
    آنا بفضل إني ما أعرف.. شو بده يفيدني؟ آصلاً شو آنا بقدر أعمل بالموضوع؟

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>