بالعصا –وحدها- سيرحلون/ نائل بلعاوي

httpv://www.youtube.com/watch?v=aHT7fBlCCTE&skipcon […]

بالعصا –وحدها- سيرحلون/ نائل بلعاوي

httpv://www.youtube.com/watch?v=aHT7fBlCCTE&skipcontrinter=1

.

|نائل بلعاوي|

نائل بلعاوي

لا شيء يدعو، في سوريا الآن، للبهجة؛ لا قرارات العرب وتوصياتهم عقيمة الاثر على الارض هناك، ولا هذا النواح الاعلامي الهادر من كل حدب وصوب… ولا حتى المسيرات التضامنية -قليلة العدد والعديد بشكل سافر- في هذا البلد أو ذاك. لا شيء بعد، فأمام هذا النزيف المرعب للدماء، أمام هذا القتل المعمد بمرجعيات سادية خالصة، في وجه هذا القبح غير المسبوق للعصابة الحاكمة، أمام كلّ ما تقذف به الصورة السورية من احتقار وامتهان بغيضيْن للوجود البشري برمته.. أمام كل ما يمكن، وما لا يمكن استحضاره الآن من قباحات: لا تنفع التوصيات العربية والانذارات التركية، او تلك الاوروبية، ولا اغلاق حسابات القتلة او منعهم من السفر، او حصارهم وحصار سوريا، اقتصاديا، كلها لا تنفع بأي شيء يذكر، ولن تقود إلى أي شيء فاعل ومٌنتظر.. قد تحد قليلا من حراكهم الخارجي ورحلاتهم الباذخة وصفقاتهم السوداء، قد تزعجهم وترفع اكثر من قدراتهم على  اختراع الجديد من الشتائم والبذاءات، ولكنها، بكل الأحوال، لن تسقطهم او تحيلهم إلى السجون والمقابر، ولن ترد إلى سوريا وشعبها -استثنائي الشجاعة والتصميم- ما عليه ان يُرد: الكرامة والحق الطبيعي بالحياة، وتقودهم، للمرة الاولى إلى ضفاف الحرية الضائعة.

لا شيء يدعو للبهجة هناك، ولا شيء هنا. هناك: تعمل العائلة الحاكمة، ومن لف لفها، على خلق حالة من الركود السياسي/ الامني، تتحول معه المشاهد اليومية المرعبة إلى مشاهد طبيعية لا تختلف ردود الفعل التي تثيرها عن تلك الناجمة عن حوادث الطرق، فما الفرق، هنا، عند النظام الوحشي، بين ضحايا القتل المتعمد الذي تمارسه أجهزة الامن وتخرق حدود الفنتازيا من أجله، وبين ضحايا المركبات الكثيرة على الطرقات؟ لا فرق على الاطلاق؛ فالنظام، بكونه المتحكم الازلي بكل شيء آدمي وحيواني واقتصادي وجغرافي.. الخ، هو أيضًا يد الله العظيمة في البلاد وعليه، بالتالي، أن يقرر ويختار الوسائل الصالحة للفناء: سلخ الجلد.. الذبح.. الرصاص.. أو خروج مركبة قديمة عن الطريق وفناء أصحابها.. لا فرق، إذ أن المطلوب، في الحالتين، هو الحفاظ على المعدل الطبيعي لأعداد الضحايا، وقد نجح النظام فعلا في تثبيت أعدادها: 25 شهيدا لليوم الواحد.. أو 30 لمثله.. اكثر او اقل قليلا احيانًا؟ المهم أنّ الأرقام قريبة من بعضها البعض، ولا تخرج عن سياقها -الربانيّ- المنشود، ذاك الذي نعرف أرقامه على الطرقات.

تبنى النظام السوري قاعدة “اللافرق” هذه، وراح يرتب اوراقه في ظلها. فهو يقتل بانسجام كلي مع طبيعة المشهد الذي يخترع، وهو يعمل، بانسجام كليّ، مرة اخرى، مع طبيعته الانانية، على حراسة مصالحه الاقتصادية وفقط قاعدة اللافرق تفعل فعلها القبيح هنا أيضًا، وتأخذ ابعاداَ جديدة (جديدة بآشكالها شديدة الوضوح الآن، وليس سياقها التاريخي المعتاد). إذ سيّان، في عقيدة النظام، أن يموت السوريّ، في هذا الشتاء القارص، لنقص صارخ في  المازوت الضروري لتدفئة المنازل، والضروري، وأن يموت نتيجة لعمل الدبابات المشغولة بالقتل وهدم البيوت. وسيان: أن يعثر السوري على المواد الغذائية الاولية، أو لا يعثر… ان يسافر او لا يسافر… ان يفرح او يحزن.. ان يعيش او لا يعيش. فالمهم هو البقاء للعائلة/ النظام، ومن لفّ من المرتزقة لفهما. ولتذهب البلاد والعباد إلى الجحيم.

تلك قاعدة العمل الداخلي للنظام، وتلك، من ناحية ثانية وبفلسفة متطابقة تماما مع الأولى، هي القاعدة التي يتبناها القتلة مع العالم الخارجي، إذ سيان، على هذا الصعيد، أن تتبنى الجامعة العربية هذا القرار او ذاك، ان تعود لتصحيح هذا النوع من العقوبات او ذاك، أو لا تعود. أن تصدر مجالس حقوق الانسان إداناتها المتكررة أو لا تصدر.. ليس مهما أن يحدث ما  يحدث، ويصعب سرده الآن من ردود الفعل العالمية وعلى كل الاصعدة. فالمهم والوحيد عند النظام السوري أن لا تخرج  الطائرات، من هنا وهناك، لتدك حصونه المنيعة: “منيعة هي في وجه الشعب الاعزل، وكرتونية تماما حين تواجه الخارج”.. هل ينبغي، الآن، استحضار الامثلة الحية والعديدة على هشاشة آلة النظام العسكرية وحصونه المنيعة، في وقت لا يزال فيه الطنين الكبير للطائرات الإسرائيلية المتجولة في سماء دمشق، يُدوّي في رؤوس الدمشقيين؟ ناهيك عن تذكر المسافات القصيرة الفاصلة بين قصور القتلة ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، والقائمة تطول، كما تطول قائمة العقوبات الآن ضد النظام ولا تنفع.

هناك: يستمر النظام في خلق “المشهد الطبيعي” ويرسم آليات الحفاظ عليه. أما هنا، خارج أسوار سوريا، فالمشهد مختلف، ولا يصلح، بكل الأحوال، ان يكون طبيعياَ او منسجما مع حدود الكارثة في البلاد. هنا: تواصل أطياف المعارضة السورية لعبة الرهانات على أوراق، تعرف هي بلا شك محدودية فرصها بإسقاط النظام: ارتفاع وتيرة الضغط الشعبي.. والقتلة يقتلون كما نعرف؛ توسيع دائرة العقوبات الاقتصادية.. والقتلة لا يكترثون؛ فهناك خطوط ايرانية واخرى لبنانية قادرة على مد النظام بأسباب البقاء العائلي؛ إدانات المنظمات الدولية والعربية وتظاهرات في مدن الارض.. والنظام يتجاهل، بل يسخر ايضًا، من كل ما تقدم ذكره، ويراهن، حين تسوء الامور، على سخافة الفيتو الروسي أو الموقف الصيني. ولا  تعرف تلك المعارضة او تخشى أن تعرف، أنّ توحيد موقفها، الآن، خلف فكرة واحدة، انسانية العمق تماماَ، هو الضّامن الفعلي لشرعيتها وقدرتها على تمثيل العذابات في الداخل، وهو المؤشر الحقيقي على استيعابها اللحظة الراهنة هذه، فهي ادرى، كما نفترض، بشعاب الشام، وتعرف بالتالي ان النظام الوحشي هناك، لن يسقط بما تراهن عليه من اوراق، بل، وفقط للاسف، عبر وسائل التدخل الخارجي وبمختلف الصفات والطرق.

توحيد موقف المعارضة خلف ذاك القرار الإنسانيّ: قرار التدخّل الخارجي، والعمل الموحد على تحقيقه، هو المطلوب الوحيد من أطيافها اليوم، وهو الضامن الوحيد لشرعيتها غدا، فلا يعقل او يجوز، أن تبقى مصائر الشعب السوري رهينة بين يدي القتلة. ولا يعقل أو يجوز أن تواصل المعارضة (الممثلة المفترضة لذلك الشعب) رقصتها الأثيرة حول نفسها، وأن تغضّ الطرف (هناك أصوات فردية مختلفة الموقف بالطبع) عن رغبة شعبها المعلنة بالخلاص الفوري… الخلاص الذي لن نراه، ولن يعرف الشعب السوري مذاقه المنتظر، من دون وسائل التدخل الخارجي- العسكري منه تحديدًا.

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

10 تعقيبات

  1. الى شيوعي جبهاوي:
    جميل جدا كلامك، وجميلة جدا جرأتك من على موقع قديتا. لكن أريد أن أراك تتحدي قيادتك وتقول لها ان تكف عن التوجهن لنظام ديكتاتوري.
    لا أراك تفعل ذلك.

  2. الى شيوعي سابق
    انا شيوعي جبهاوي ضد نظام السوري وضد اي نظام قمعي في العالم ومع الثورة السورية !
    انا والكثير من الشيوعيين مثلي !
    فلا تجمع الكل محاولة منك لتشويه اسم الحزب والجبهة

  3. مضحك جدا منطق اتباع الملك الاسد الثاني.
    يعني الكل بيشوف ألف فيديو كل يوم من سوريا (على يو تيوب)، واذا لاقو واحد أو خمسة منهن مش واضحين، بينسو الموضوع تماما .
    لأن اذانهم وعيونهم مسدودة وقلوبهم باردة كالحجر.

  4. لقد شاهدت الفيديو اعلاه يا استاز مش مصدق، ولايك الرد:
    “الاثباتات” المضحكة لتزوير الفيديو المزعوم هي ان الجندي المقتول مربوط “باربطة خاصة” وليس بسلك خاص، وهذا الشيء لا يفعله الجيش السوري العظيم!
    (باختصار – قمة السخافة)
    سوف يكتب التاريخ عن انواع الكذب التي ينشرها النظام الاسدي الايراني كثيرا، الامثلة لا تنقصنا، مثالا هم انواع الكتبة والمرددين للكذب المستمر منذ 40 عام، مثل الاخ اعلاه.
    فمن لا زال يصدق ان قصص ديموقراطية ال98% هي حقائق وليست تزوير، لا نستغرب عليه تصديق اكاذيب النظام الاخرى.
    وطبعا ، هؤلاء سيكررون ما قال لهم الاسد الثاني دوما.

  5. الى مش مصدق ،
    بما انك مش مصدق انا بدي اعطيك تذكره طياره ببلاش حلى حسابى الى سوريا ذهابا ورجوعا . وايضا البقاء في اوتيل على حسابي. وما عليك غير انك تروح على مظاهره ضد النظام في حمص .
    واذا بترجع طيب وعايش وقتها منعرف اذا كنت مصدق واللا مش مصدق!
    نتمنى لك بالتوفيق حتى تبقى مش مصدق !

  6. شاهد يا شيوعي سابق(وحين تنام في الليل تذكر هذا الشاب ) ويا سلام (اين النخوة؟ اين الشفقة؟ اين التعاطف مع المظلوم)ويا بلان (صمتنا وسكوتنا عما يجري هو مشاركه في عدم منع الجريمه )ويا نائل بلعاوي (لم ولن اقرأ ما كتبت )…وانا كمان عندي فيديوهات !!!!
    http://www.youtube.com/watch?v=T1BpRFwEOc0

  7. اين النخوة؟ اين الشفقة؟ اين التعاطف مع المظلوم.
    يا أخي الشيوعي السابق، جبهة اسرائيل قد فقدت حسها المنطقي منذ فترة طويلة جدا، يهمها فقط معارضة عزمي، حتى لو اقترفت ابشع المواقف الانسانية. عار عليهم الى الابد.
    الانترنت مليئة بالفيديوهات التي يرسلها المظلومون يوميا، فيديوهات تقشعر لها الابدان. (طبعا هم يرددون ما تقوله عائلة الاسد بان كل هذه الفيديوهات مزورة)، لكن اذانهم مسدودة وقلوبهم باردة كالحجر.

    http://www.france24.com/ar/20110826-syria-ali-ferzat-prominent-cartoonest-beatenup-by-armed-man

  8. يعني مسخرة ! وشو اللي بيخليكو متاكدين انو هذا يحصل في سوريا و مش مفبرك ؟ يعني وين الدليل انا مش مصدق شو رايكو ؟!

  9. الشعب السوري يصلب ويذبح فمن يحميه !
    رئيس وارث مقاوم ممانع لاسلطه ولا يملك جيش وصوره في كل مكان معلقه ،لكن لا يرى ولا يسمع ولا يعرف ، انه الجنون والجنوح .
    صمتنا وسكوتنا عما يجري هو مشاركه في عدم منع الجريمه .
    الى متى !

  10. شاهدو الفيديو يا شيوعيو وجبهويو فلسطين. وحين تنامون في الليل تذكروا توسلات الضعفاء و”المدعوس” على رؤوسهم. هذه هي سوريا عائلة الاسد التي ما برحتم تدافعون عنها.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>