ارتكاب ذاكرة

معرض صور يوثق بالكلمة والصورة “شظايا وطن أختصرها بلقطات لصور فوتوغرافية علها تخلق حالة من التجانس المؤقت بين معنى للوطن الممزق وآخر تائه في تعريفه لمواطنة مخدوشة بشتات فلسطيني-فلسطيني هذه المرة”

ارتكاب ذاكرة


تصوير: أحمد دغلس (يُمنع نشر الصور من دون إذن من المصور)



|أحمد دغلس|

صورة منفية في عتمة النقصان غير آبهة بحاضرها المقيت راحت تحكي حكاية شعوب عانت قصصَ حبها الفاشلة لأوطان لا تبادلها الحبّ ذاته. مربكة ذاكرتها، عميقة بقدر حرصها على البقاء. تعطينا عمرا لنشقى بصناعة تاريخ عاجز لا يعرف معنى للرجولة.

في انتظار أن نرتكب المزيد من الحماقات الموجعة، نظل نكبر بعمر طاعن في الخيبات.

الحرية إذن في تعريفها الأجمل ناقصة في بلاد تتعاطى الاستبداد؛ واقع قاس، دام، مريض بكل ما هو وحشي وقاتل، واستبداد حكومات يغيبه مفهوم الوطن أو المواطنة الحقيقية.

بالرجوع إلى المقولة “إن المواطنة تعاش من خلال اكتشاف حرية لا تعطى للأفراد أو الفئات محدودة وإنما تعطي للمجتمع” وبالتوقف قليلا عند مجتمع مثل المجتمع الفلسطيني فهو يصارع من أجل حرية لا يرغبها في ذات الوقت.

شظايا وطن؛ على رحم أرض تتوق لأن تشفى من الاستعباد. حياة تسير ببطء مفروض وأمام عدسة الكاميرا تتوقف. أختصرها بلقطات لصور فوتوغرافية علها تخلق حالة من التجانس المؤقت بين معنى للوطن الممزق وآخر تائه في تعريفه لمواطنة مخدوشة بشتات فلسطيني-فلسطيني هذه المرة. اقتتلنا، غفونا قليلا على عتبة العار ونسينا أن نستيقظ.

صراع يحمل كلّ التناقضات في سلة واحدة تجعل إبراز الوجه الآخر لعملة تائهة وضائعة في فلسطين أكثر صعوبة. تكاد تكفر كونك قد قررت أن ترى فلسطين ورغم واقعها المرّ “حلوة”؛ واقع فلسطيني سيكون حتمًا أجمل بالموسيقى، بالرقص، بالطبيعة..

“أرتكاب ذاكرة” يمثل مجرى لذاكرة مهترئة مرئية (حسب مزاجنا) وجميلة لتكريس الصورة الحقيقية لمعنى فلسطين الأم الجميلة الآسرة بعطائها اللا محدود؛ الوضع الحقيقي ببساطته الذي يقوم على مبدأ “أنا من يحدد ما أريد”. بمعنى: كل شخص يستطيع وحده ارتكاب ما يريد من الجنون أو الأخطاء (دعونا نخطئ فالوضع لم يكن أصلح حالا عندما أعتقدتم أنكم صالحون) بهذا العالم المنفتح على ثقافات عدة. وحده أيضًا يحدّ من العزلة المفروضة على العقل.

قد لا تطال صورتي كامل الواقع، وربما تقتص الجانب الأظلم منه. ذاك المخبأ في عمق الذاكرة. مشاهد كثيرة نعجز عن نسيانها، لأننا عجزنا لحظة عشناها عن  التمرّد عليها، واليوم نقول: فلسطيننا الجميلة تعرف مع من تكونين معطاءة وعلى من ستقلبين طاولة الكون. نريدك لنا، لنا وحدنا. نريد أن نعيشك، أن نرتكب بك كل أنواع الجنون، الفوضوية، الحب، وما نشاء.

هذه الصور بداية، ومعرضي “ارتكاب ذاكرة” يشكل حالة صراع لتغيير ما يتم بناؤه في العقل بعيداً جدا عن الانتماءات السياسية. هذه الصور ذاكرتي المصوّرة خلال إقامتي في مدينة رام الله التي ما فتئت تسكنني لأكثر من ثمانية أعوام، هي ارتباطي الحقيقي بفلسطين الله الهادئة الفوضوية في الوقت ذاته. أحاول فيها إنقاذ الوطن من عتاب طويل الأمد لذاكرة مهملة لا يعيرها اكتراثا أصحاب الأرض والبلد.

صور وصور تتحدث برفقة نفسها عن الحياة اليومية الحقيقية التي تعيشها فلسطين بعيدًا عمّا نراه في وسائل الإعلام المغيبة عن الواقع. فلسطين رغم جرحها النازف إلا أنها باقية، صاخبة وهادئة في أحيان أخرى. طبيعية هي لكونها قاهرة تتحدى ولا تعلن يومًا الانسحاب.



تصوير: أحمد دغلس (يُمنع نشر الصور من دون إذن من المصور)



تصوير: أحمد دغلس (يُمنع نشر الصور من دون إذن من المصور)



تصوير: أحمد دغلس (يُمنع نشر الصور من دون إذن من المصور)




تصوير: أحمد دغلس (يُمنع نشر الصور من دون إذن من المصور)





المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. المقال مش مترابط مرخبط كل الكلام مع بعض
    الصور مسروقه من موقع رح ارفق الموقع
    نرجو الانتبهاء انو الموقه رائع لكن هيك شخصيات مزيفه وصور مزيفه ومقال منقول ومبعثر لا يليق بكم نشره

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>