الأعمى الذي ترك حبيبته/ ماجد عاطف

أمّا خبرته الحزبية والتنظيمية فقد جعلت عملنا التطوّعيّ سلسًا جداً، لأنها قاسم آخر فتلك، أيضاً، كانت حياته قبل الإعاقة… لم يكن له شغل شاغل إلا أمريْن: النشاط النقابي والنساء!

الأعمى الذي ترك حبيبته/ ماجد عاطف

"كفيف ملون"- لوحة للفنان التونسي حبيب آيات

"كفيف ملون"- لوحة للفنان التونسي حبيب آيات

|ماجد عاطف|

majed-qadita

لا أدري لِمَ أنا راغب في أن أحكي لك، تحديداً، الحكاية.. فكرتها مدونة منذ سنوات وهي واضحة لي، إلى جانب شخوصها وتفاصيلها. متى حاولت كتابتها تضايقت من أمر ما فيها، أو لأنها تعكس فهمي أنا.. ولكني كلما رغبت في أن أتواصل معك عبر شيء، خطرت لي هي مجدداً.

وشخوصها ثلاثة أنا أحدهم: الملاحظ الذي قد يتعمّق لكنه لا يعيش.

///

فكرتي عن الحياة، في ذلك الوقت، كانت تقتصر على ما نشأت عليه: نشاط عام لا تهم معه المهنة أو الدخل أو الصفة الأكاديمية طالما لي دور. وبعد خيبتنا الكبرى بانتهاء الانتفاضة الأولى وما آلت إليه، بحثت مجدداً عن شكل جديد ليس في الحزب، ووجدته في العمل التطوعي.

اللقاء الأوّل معه كان رائعاً: شاب في العقد الثالث من عمره، انفجرت به مكونات مختبر جامعي وهو طالب، ففقد بصره وأكمل حياته كأعمى، مواصلاً -بعد تأهّل- دراسته الجامعية منهياً الماجستير في بريطانيا، وعائداً مؤسِّسًا لجمعية للمعوقين.

ورغم التباينات السياسية، كانت خلفيته في الحزب اليساري قاسماً مشتركاً، وسرعان ما نشأت بيننا علاقة لا تمهيد لها حيث كلّ ما هو مطروح ليس شخصياً إنما فكرة مجردة. ربما لا تدركين ما أعنيه بالفكرة المجردة: تصوري حديثاً شديد الذاتية يعبر عنه بأفكار موضوعية مستقلة حتى عن شخوصنا التي تتراجع إلى المقام الثاني. إنه أمر ممتع جداً.

أمّا خبرته الحزبية والتنظيمية فقد جعلت عملنا التطوّعيّ سلسًا جداً، لأنها قاسم آخر فتلك، أيضاً، كانت حياته قبل الإعاقة.

لم يكن له شغل شاغل إلا أمريْن: النشاط النقابي والنساء!

: هن في الغالب لسنَ عربيات، أو عربيات مثقفات متحرّرات من السّائد، يفتتنّ بطوله الرشيق وجمال وجهه وكلامه المعسول المتفهم بعد أن ينشب العطف عليه (كضرير) مخالبه في قلوبهن، على ما يقوله بطل رواية “إنسان من هذا الزمان” (الذي حدثتك سابقاً عنه).

وكان يهتم كثيراً بأناقته ومظهره، بل لم أرَ في حياتي مَن هو أكثر أناقة منه: الألوان متناسقة والملابس نظيفة مكويّة لا تثنيّات فيها وتتناسب مع الحذاء؛ والعطر خفيف متسلل.. أما الشعر، فوق النظارة العصرية السوداء، فكل شعرة تجاور أختها بالضبط، فوق وجه أبيض مستطيل وذقن ناعم حليق. كانت له ابتسامة مضبوطة عذبة لا تخلو من مكر وتكشف أسناناً ناصعة البياض.

ولأنه كان يحفظ خريطة المدينة عن ظهر قلب، حجرَ رصيفٍ وراء الآخر، وفجوةً فجوةً وجداراً جداراً، إضافة إلى دوامه المبكر هو الذي ينحدر من مدينة أخرى وليس له في مدينتنا مكان إقامة محدداً، كانت “مساعدات” النساء الأجنبيات والعربيات و”تأبطهن” لذراعه في الأماسي والصباحات، تأخذ معنى مختلفاً لم يكن يتطرق إليه (لكن إذا صدر تلميح من أحد عنه لم يكن ينكره).

في الحقيقة كان يثير اهتمامي لا لعلاقاته الكثيرة بالنساء (لم أنخدع بها فهي إما مع أجنبيات أو عربيات ذوات “طابع” معين)، بل لعلنيته.. أو هكذا كنت أحسبه. كان سلوكه العلنيّ الذي لا يتصادم ولا يتحرّج، يعني عندي شيئاً واحداً: معاناة شخصية كبيرة بلورته على هذا الشكل.

فيما بعد سأفهم أثر حزبه، ونصف دزينة من المؤسّسات التبشيرية العاملة في مجال المعوّقين “اشتغلت” عليه، ومجتمعات ضيقة خفية، إضافة لإقامته في بريطانيا.

وذكرني من أول لقاء بصديقة فهتفت متحمساً:

- أتمنى أن أعرفك على صديقة!

- مَن هي؟

فقلت متحفظا:ً

- أخبرك عنها فيما بعد.

أصابه الفخر والاعتزاز ومالت نظارته إلى الخلف شامخةً.. ولما رأيتها بعد أسبوع تتأبطه بحميمية هتفت مندهشاً:

-       أتذكر تلك التي أردت أن أعرفك عليها؟

-       نعم.

-       هذه هي!

-       عرفتها وحدي!

رمقتني بنظرة مرتابة، هي التي تفاجأت من وجودي في مقرّ الجمعية أصلاً. فلما رأت السياق ودياً زالت ريبتها (وما مِن شكّ عندي في أنّ علاقة سريعة نشأت بينهما فقد رأيته مرة، في ساحة المقرّ، وهو يحيط رأسها بساعديه..)

أظنّ أنّ مساري كان مساره هو ذاته، لولا أن استدركت نفسي. لكن الشعلة التي أحطتها بجدار فولاذي، يا عزيزتي، بقيت تستعر فيّ لوقت طويل جداً، حتى أنني لا أتذكرك وأرغب في استحضارك إلا وأجد نفسي أحدّثك عن الأعمى: الذي ترك حبيبته..

///

حبيبته الأولى، مع أنها مختلفة، كانت مدهشة: ضعيفة البصر، مترددة المشية، طويلة، أنيقة القوام، قصيرة الشعر، ولنظرتها بريق جانبي لا يُنسى (ربما بفعل انحراف الشبكية). ولدت بخلل في بصرها على أنها لم تكن ترتدي نظارة.

كانت حكاية حبهما مشهورة في أوساط الجمعية والناس، ذلك الحبّ الذي انتهت أواصره وإن استمرّ التواصل في تأسيس الجمعية. المفاجئ في الأمر أنّ علاقتهما بدأت حين كان هو سوياً وهي شبه كفيفة، كما أخبرتني بنفسها.

وبعد الثانوية لم تكمل دراستها، وأجهل كيف التقيا وأين (وبسبب التحفظ المشترك بينهما، أظنه حصل في مجتمع ضيق من تلك المجتمعات الخفية).

كنت أحسّ أنه يتحرّج منها هي التي تلاحقه من موضوع إلى آخر ومن مكان لثانٍ وبين الأشخاص، فسألته مرة سؤالاً مفخخاً.

شم رائحة الفخّ مثل خلندٍ حذرٍ وأجاب من دون مواربة:

- إذا كنت تقصد: هل استحي منها؟ فلا، لأنني أحببتها فعلاً.

الاعتراف بالحبّ مثل نفيه عندما يكون حقيقة، يتضمن شيئاً آخر، فهممتُ بأن أسأله: هل كان سبب اهتمامه بها جنسياً؟ لكني تراجعت خشية سوء التفسير، لأنه ليس بالذي يخدع فتاة من أجل جسدها.

وكأنه أحسّ بأفكاري أو وجهة تسلسلها قال بما يشبه الاعتراف:

- كنت وقتها صغيراً..

فسكتُّ رافضًا أيضا التصديق لأنّ العمر لا علاقة له بصحّة الحبّ مثلما أنّ الجنس، عند النضوج، ليس السبب الرئيس. ومن دون أسباب واضحة أخذتُ أفكر، خلسةً، أنها كانت بداية طريق الجسد بالنسبة إليه، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لها وهذا ما سهّل عليه تركها.

- لماذا تسأل؟

فاجأني السّؤال لأنّ الجواب بزغ في رأسي، فكذبت بسرعة لم أحسن معها إخفاء حزني:

- الفضول..

- أعطني يدك.

كانت في رأسه أفكار محدّدة. لما “قرأ” خطوط الحياة وأمور أخرى في كفي (ولا أدري كيف ليساري أن يؤمن بهذا) قال لي:

- يا مسكين، تعاساتك لا حصر لها!

فقلت أغيّر الموضوع:

- طيب والحب؟

فتمتم كساحر وهو يتتبع بأصابعه خطاً معيناً في راحتي:

- هناك اثنتان في حياتك..

الشعوذات كلمات عامّة تحمل لمسات شخصية، ففسرته –آنذاك- أنه يقصد ماضي وحاضري، وهذا ينطبق في الغالب على الجميع (لكن بعد أكثر من عقد سأكتشف أن مشكلتي كانت التفكير في اثنتين في اللحظة الواحدة..).

///

تعرفين، طبعاً، كيف يتضمن الحبُ الكُرهَ (بالمناسبة، العكس أيضاً صحيح..)، لكن هل تعرفين كيف يتضمن القبولُ الرفضَ وكأنّ أحدهما يحرّض الآخر؟

وكانت علاقاتهما على هذه الشاكلة: الدافعُ حبّيٌ والصلةُ عدوانية.. إنّها تكرهه كرهاً يلتصق بكلّ شيء فتعارضه أو تختلف معه في قرارات الاجتماعات والآراء باستمرار، كأنها تواصل احتجاجاً مزمناً، فيما يحاول هو تجاهلها كأنّها غير موجودة.

وبين الفترة والأخرى يسود سلام متجاهل بينهما. ولأنها كانت تعلن حبّها له دون تردد (كأنها تحقق مكسباً اجتماعياً بربط نفسها به)، كنت أرقب مِن عين خفية سلوكها: هل تحبّه حقاً؟ هل هي وفية له؟

ثمة شيء لا تعرفه النساء: نحن الرجال لا نستطيع التحرّر أبداً من امرأةٍ وفيةٍ مهما كانت أسبابنا للابتعاد أو نزواتنا. ولقد حاولت معه التوفيق، فكانت برودته العقلية تمنعني من المواصلة. إنّه يعترف بها (على الأقلّ بأقواله)، ولا ينكرها ويكرمّها علناً باحترام إذا لم يكن هناك عداءٌ كلاميٌ لحظيّ، لكنه مع ذلك لا يريدها في حياته ويواصل علاقاته العابرة.

فهل كانت غير مكافئة له سواءً في الأكاديميا أو الثقافة أو الوضع الاجتماعي؟

حسناً، إليك بسرّ آخر: نحن الرجال لا نبالي بالتكافؤ إذا توفّرت العاطفة!

هل كانت مخلصة له؟

لم أنجح في التقاط إشارة جدية واحدة على عدم وفائها أو علاقاتها مع آخرين، وما مِن شك عندي في أنها تحبّه حبَّ امرأةٍ جامحةٍ بعقلها وقلبها وجسدها. لكنّ كل ذلك لم يكن كافياً عنده ليعدل عن قراره بل على العكس، كان يترفق في سلوكه: دون صدمات ودون بعث آمال، في آن.

وتلاحقه في الأوقات الهادئة، في احتفالٍ بعد عودة له من سفر، لتمسك بيده:

- أريد أن أصافحك.

فيردّ كمَن ينتقم أو يتحدّى أو يشترط أو يرفض، وهو يعلم أنني أصوّر الاحتفال:

- أنا مصافحتي عناق مع بوسة!

- يــيــــه!

(اليــيه كانت تعني ما سبق وأن حصل لا شيء معه العناق والبوسة!) وتعانقه بقوّة وتقبّله على مرأى من الموجودين دون خجل.

وبقيت محتاراً في أمره معها إلى أن أخبرتني مرة بمعلومة صغيرة:

- تغيّر بعد أن فقد بصره.. كنا نوشك على الزواج عندما انفجرت أنابيب المختبر في الجامعة.

كانت تشكو ولا تدرك النقطة الجوهرية..

وأسكت كيلا تفلت منّي كلمة تصدمها فتضيف:

- كنا قد اشترينا الذهب وحجزنا القاعة وجهزنا كلّ شيء، لكنه بعد أن أزالوا الضمادات وأدرك أنه فقد بصره، أنهى الخطبة.. لقد أصابته صدمة قلبت سلوكه.

فأتمتم معها مشفقاً عليها:

- نعم هي الصدمة.. وكم مضى من الوقت؟

- عشر سنين.

- هل خطب أو أقام علاقة مع أخرى؟

فتغضب وتركّز بصرها الضعيف في وجهي، وتقول بإصرار من يطبع بلغة بريل:

- إسمع: أنا شبه عمياء لكن لست غبية، كل يوم هو مع واحدة مختلفة والجميع يعلم فلا تغطي على صاحبك أو تستغفلني!

لم أكن أغطي عليه أو استغفلها بل أسلك ما يتوافق مع “الصدمة”. بقي لدي أمر واحد لأتأكد منه:

- عندي سؤال؟

- إسأل.

فأسأل بحذر في اختيار الكلمات:

- هل تعرَّف على غيرك قبل أن يتعرَّف عليك؟

وتسكت وهي تتفكر بطريقة النساء: تغوص خلف الانفعال فتصل إلى الحقيقة. فأدعو الله أن يصرف عنها الحدس كيلا تدرك غايتي فتكون يقظتها على يدي وأتورّط. فأشعر بالراحة عندما تقول:

- فكرت كثيراً في الأمر، وبصدق لا أدري..

ثم تستدرك:

- لكن لا أظن.

كان ذلك هو رأيي أيضاً، لأن أثرها فيه كان عنيفاً وقويا.

///

إنتهت الحكاية يا عزيزة.

الحبّ الذي ننشغل به طوال عمرنا؟ الذي يشغلك ليلَ نهارَ فتعلنينه هدفاً مباشراً من أهداف الحياة؟؟

ليتنا مثل الطيور! لأنّ ما ندعوه حباً ليس إلا طقوس ما قبل التزاوج والتوالد، لكننا أكثر تعقيداً!

أتعرفين لماذا تركها؟

لأنه صار أعمى مثلها!

كان يقدّم لها ذاته مشفقاً عليها، فتقبّل أشياءَ كثيرةً عدمَ التكافؤ وعماها بل وماضيها كله (وهو ما سوّغ له جسدها كما سهّل تركها)، لكنه لما تساوى بها في الإعاقة -وأصبح لا يمتلك الكثير ليقدمه، بل بالعكس سيعتمد عليها- رفضها.

(كاتب فلسطيني مقيم في رام الله؛ حائز على جائزة القطان الأدبية مرتين)

قراءة شخصية • رهين المفهومين؟

“أتعرفين لماذا تركها؟… لأنه صار أعمى مثلها!”… وهل يحق للمحبّ أن يهجر حبّه، بل أن ينحره ويسيل دمه، لا لسبب سوى أنه “تساوى بها (محبوبته) في الإعاقة” فأصبح “لا يمتلك الكثير ليقدمه”؟

ثم، هل حقا لم يعد “يمتلك الكثير ليقدمه” وهو الذي يتفجر نشاطا تطوعيا اجتماعيا غنيّ القيمة والدلالات؟ وهو الذي “يفتتنّ (النسوة) بطوله الرشيق وجمال وجهه وكلامه المعسول المتفهم” بعد تخطّيهنّ حاجز العطف والشفقة على إعاقته (بالرغم من كون تلك النسوة “إمّا أجنبيات أو عربيات ذوات “طابع” معين”)؟

وإذا أتيح لنا أن نتحاور مع هذا الجامعيّ الذي فقد بصره فأصبح أعمى وأن نناقشه فلن نختلف – كما يبدو – لا على حدود الحُبّ، ولا على سقف الطموحات، بل على ما ذهب إلى تبنيه من مفهوم عن “العطاء” وعن “الإعاقة” وما يتفاعل على خطوط التماس بينهما. وفي هذا سنذكّر، أولا، بأن العطاء (الذي هو النصف الثاني من الحياة، التي نصفها الأول هو الأخذ!)  لا بد أن يظل متدفقا من ينابيع لا تنضب طالما بقيت جذوة من إيمان لدى الإنسان/ الفرد بنفسه، بقيمته وبقَدْرِه، وسنستنجد، ثانيا، بهذه الحكاية:

يُحكى إن شابا متعلما شكا من أن أحدا لا يقدّره حق قدره وقيمته. قرر الشاب استشارة مختص نفساني عله يهديه إلى حل يفكّ عقدته، ينهي ضائقته ويريحه. أصغى إليه المعالج النفساني، ثم قال له: “سأكون في خدمتك لأساعدك إنْ أنتَ ساعدتني أولا – خُذ هذا الخاتم الذي في إصبعي واذهب إلى السوق فبِعْهُ بلا أقل من ليرة ذهب واحدة”.

قصد الشاب السوق وعرض الخاتم للبيع، لكن أحدا لم يُقبل على شرائه بليرة من الذهب، فقفل الشاب عائدا إلى المُعالج يندب له فشله. لكنّ النفساني ربت على كتف الشاب وسأله أن يأخذ الخاتم إلى صائغ مختص ليقدّر ثمنه. وبعد أن فحص الصائغُ الخاتمَ قال للشاب: هذا الخاتم ثمنه مائة ليرة من الذهب.

عاد الشاب تغمره السعادة إلى النفساني، الذي هزّ رأسه قائلا له: “كما الخاتم، أنت أيضا: لا تتوقع أن ينصفك الجميع حق قدرك… ولا تقلق، فالذي يعرفك سيعرف حق قيمتك وقدرك”.

(سليم سلامة)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. النهاية غير موفقة، والواقع ان نهايات قصص ماجد تفتقد لمفارقات والادهاش والصدمة،تنتهي مثل نهوض عادي من نوم
    ثم ان موضوع القصة معالج دراميا باسلوب فيه الكثير من الادعاء الفلسفي، والتنطع الفكري، ليس هناك عمق كاف لاحداث ذهول فني او تفكير او شهق، الاسلوب التوضيحي والتفسيري قتل جمرة الفن الخافتة في القصة، ماذا يعني ان يترك اعمى حبيبه بعد ان يعمى؟ السبب عادي ومفهوم ولا يحدث أسئلة او جدل.
    ثم ان نهاية القصة تحليلية وكأنها نهاية مقال في علم النفس لا في عمل درامي. الشرح والتوضيح آفتان قاتلتان للعمل الدرامي وهما هنا بارزتان مثا اذني حمار.

    انظروا نهاية القصة:

    (كان يقدّم لها ذاته مشفقاً عليها، فتقبّل أشياءَ كثيرةً عدمَ التكافؤ وعماها بل وماضيها كله (وهو ما سوّغ له جسدها كما سهّل تركها)، لكنه لما تساوى بها في الإعاقة -وأصبح لا يمتلك الكثير ليقدمه، بل بالعكس سيعتمد عليها- رفضها)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>