ثلاث قصائد جديدة/ شربل عبّود

جاراتي الثلاث..
على مدخلٍ لا بديلَ له لدخولِ العَمارَةِ
يجلسْنَ كلّ مَساءْ
ثلاثُ عجائزَ أخشى عليهنّ
أكثرَ منهنّ

ثلاث قصائد جديدة/ شربل عبّود


زيت على قماش، للفنان رينيه لوكهارت

زيت على قماش، للفنان رينيه لوكهارت



|شربل عبّود|


جاراتي الثلاث..

على مدخلٍ لا بديلَ له لدخولِ العَمارَةِ

يجلسْنَ كلّ مَساءْ

ثلاثُ عجائزَ أخشى عليهنّ

أكثرَ منهنّ

من لسعةِ الصيفِ

من برقةٍ في الشتاءْ

ولكنّني أتساءَلُ حينًا

إذا كُنّ قد غبنَ عن بالِ ربّ السّماءْ!

وهنّ هناك كما الحارساتُ: يفتّشنَ ما يشتبهنَ به من هواءْ

ويمنحنَ نبضَ الصنوبرِ أُذْنًا

ويولينَ طيرًا على الغصنِ عينًا.

غداةَ أمرّ بمجلِسِهنّ المُوقّرِ أجعلُ سيريَ سرْوًا

أحاولُ أن أغلقَ الفمَ خوفَ السّعالْ

لأنّي

وأذكرُ أنّيَ في ذاتِ يومٍ سَعلتُ مرورًا بِهنّ،

فهبّتْ غصونٌ بوجهيَ.. جاء سؤال:

دخان، لماذا تدخّنُ؟ يا أخضرَ العودِ.

جاء في جوقةٍ شبهِ وعريةٍ ذا السؤالْ.

أحاولُ أن لا أكونَ غداةَ أمرّ بهنّ!

وأن تبرقَ الحيويّةُ في كلّ ناحيةٍ بي.

كما أنّني، بعدَ تجربةٍ، أتفادى ابتسامًا يجرّ كلامًا طويلاً:

نهارُكَ أجملُ. بسمةُ وجهِكَ خيرُ رداءْ

ملائكةٌ يَحرسونَ خطاكْ

هنا وهناك

وسربُ عصافيرَ يسكنُ فيئكَ

زنبقةٌ في الطريقِ تعطّر دربَكَ

أنّى توجّهتَ

أنّى قصدْتَ.

فأذهبُ سروًا وخطفًا.


لهنّ حديثٌ طويلٌ إذا كنتُ أحْملُ طفليَ:

-         دعهُ يسرْ تحتَ ظلّ الصنوبرِ.. دعْهُ

-         يحبّون ذلكَ.

-         في سيرِهم بركة

فأذهبُ.

أعْترفُ الآنَ أنّي أحبّ الثلاث

ولكنني لنْ أقولَ لَهنّ!


أبسطُ ممّا فكّرتُ!

لكي أبلغَ البيتَ كانَ عليّ

تتبّعُ أرقامِ تلكَ البناياتِ؛

كانتْ بطولِ مُعلّقةِ اللذّةِ الثالثهْ.

وماذا سيفعلُ مَن كانَ مثلي يتوهُ على درجاتِ البنايةِ

وهْي، صُعودًا، بلا إلتواءاتِ أهْل الرواياتِ؟!

كانَ الوصول جميلاً أخيرًا،

وحين تيقّنتُ منْه قفلْتُ

على الدّربِ في عودةٍ ظافرهْ.

صباحًا قرأتُ:

من الإنتظارِ الطويلِ على شرفةِ البيتِ

ماتتْ على قلقٍ شاعرهْ!


لن نتزوّجَ.. خُذني مِن هنا!

هؤلاءِ الناسُ، وهمْ كثرٌ في القاعةِ،

لن يرتاحوا إلا بعدَ ضياعِ بلادي

حتّى آخرَ عُصفورٍ.

والجالسُ وسْطَ الصّفّ الأوّل أذكرُه

كنّا نتعلّمُ يومًا ما في جامعةٍ واحدةٍ في حيفا

أتذكّرُ أنّه كانَ شديدَ الحرْصِ

على التعبيرِ عن الحبّ الأزليّ لدولتِه.

يحكي عنها ويدافعُ عن دبّابتِها

حتى لو لم يطلبْ ذلكَ منه أحدٌ.

وسمعْتُ أخيرًا أنّه يُرضي سيّدَه هذي الأيّامَ كثيرًا..

أكثرَ من ذي قبلٍ. وهْو هنا في الصّفّ الأوّل يجلسُ

مثلَ كبارِ الشَّأنِ على كُرسيّ جلديّ يجلسُ.

………………

عن ذيلِ الكلبِ حكى مَثَلٌ…

عن ذيلِ الكلبِ حَكى…

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>