سيناريو يورشالمي/ فراس خوري

لم يتبقَّ لهم الكثير لينجزوه، لم تبقَ إلا بعض القبب: قبة النحوية وقبة الأرواح وقبة السلسلة وقبة المعراج وقبة يوسف وقبة عشاق النبي وقبة الشيخ الخليلي وقبة الميزان وقبة يوسف آغا وقبة موسى وقبة النبي وقبة سليمان وقبة الخضر

سيناريو يورشالمي/ فراس خوري


"وسيكون هناك شهداء أبرار ولن يُجدي. وسينهمر دمهم فوق قطع حجر الأساس  فيضربها أخوتهم وهم يصرخون الله أكبر"

"وسيكون هناك شهداء أبرار ولن يُجدي. وسينهمر دمهم فوق قطع حجر الأساس فيضربها أخوتهم وهم يصرخون الله أكبر"



|فراس خوري|


سيهدمون لنا الأقصى… فلنراقب؛

نعم، سيجعلونه أكوام حجارة يلجأون إليها حين يريدون ترميم “بيوتهم” العربية في الطالبية.

فلنتجهز ولنكن على أهبة الاستعداد، فسوف يحطمونه ويفتتون حجارته بينما نصرخ: “عالقدس رايحين.. شهداء بالملايين”؛ “عالقدس رايحين.. شهداء بالملايين”!

وسيكون هناك شهداء أبرار ولن يُجدي. وسينهمر دمهم فوق قطع حجر الأساس  فيضربها أخوتهم وهم يصرخون “الله أكبر”؛ “الله أكبر ولله الحمد”. وسيكون شهداء آخرون وبلا جدوى.

سيدمرونه تدريجيًا:

سيبدأون بالجامع القبلي )”الأقصى”(، يحفرون تحته، ثم داخله. سيدمرونه ليمحوه من مذكرات عمر بن الخطاب ثم إلى قبة عبد الملك بن مروان الذهبية فوق تلك الصخرة المشرفة- فيُجرف الذهب والصخر.

فتصبح طريقهم أسهل:

المُصلى المرواني ثم  الأقصى القديم فالمسجد البراق ومسجد المغاربة… وسنراقب بالملايين؛ قسمٌ يندّد ويستنكر وقسمٌ آخر يهدّد برفع الشعارات… شعارات بالملايين، فنهبهم بذلك متسعاً من الوقت ليباشروا؛ فالمآذن سهلٌ هدمها: مئذنة باب المغاربة، فمئذنة باب السلسلة فمئذنة باب الأسباط ومئذنة باب الغوانمة… حطاماً…

و”عالقدس رايحين.. شهداء بالملايين”.

وسيكون شهداء: “شهداء بلا تخطيط وحكماء متواطئون”، ونحن نراقب ونسأل أين العرب؟! أين المسلمون؟!

نصلي، ونطلب الفرج.

لهم التكنولوجيا والعلم والجامعات والتخطيط الإستراتيجي وجواريرهم طفحت بالمخططات المستقبلية، ولكلّ خطة تشعّبات وإن لم تنجح فهناك خطة بديلة ثانية وثالثة… وتشعبات، وتشعبات، وتشعبات…

وجواريرنا فيها كتابٌ لا يرشدنا كيف نتصرف في مثل تلك المواقف بالذات.

فنصلي ونرفع ونعلي الدعاء ونعمل كما يقول علماؤنا الذين يعرفون ذلك الكتاب غيباً… نعم غيباً يعرفونه!

وعلماؤنا يقسمون البشر إلى فئتين فقط: مؤمنين وكفارًا، وكلامي هذا يقع ضمن الفئة الثانية.

كلامٌ وأقوال… مسموح ٌ وممنوع… حلالٌ فحرام… وشعرة طلّت بكلّ وقاحةٍ من خلف ستر حجابٍ فأغضبت المولى عزّ وجلّ… وهم يدمرون.

هم يعرفون كتابنا جيداً ويحبّون -وإن قرأنا- أن لا نقرأ إلا فيه…

ويفتحون جارورهم الأخير؛ جارورٌ عبأه علماءٌ من صنفٍ آخر ولم يتبقَّ لهم الكثير لينجزوه، لم تبقَ إلا بعض القبب: قبة النحوية وقبة الأرواح وقبة السلسلة وقبة المعراج وقبة يوسف وقبة عشاق النبي وقبة الشيخ الخليلي وقبة الميزان وقبة يوسف آغا وقبة موسى وقبة النبي وقبة سليمان وقبة الخضر…

ستصبح أكوام حجارة أيوبية ومملوكية وعثمانية…


ونحن نراقب،

لا خططاً ولا خططاً بديلة ولا تشعباتٍ.

سيهدمون لنا الأقصى ونحن ندعو ونصلي، نكبّر، فنشعر بنشوة الوحدة والأخوة، ننفعل ونتأثر، شعور الفخر والعزة،  عصبةٌ متماسكة بهدفٍ واحد!

سيهدمونه ويتابعون الحفر وسيجدون هيكل سليمان المفقود يكون لهم حيطاناً أخرى يبكون عليها، بينما نبكي نحن في بيوتنا.

سيهدمون الموجود ويُحيون المفقود ثم يسألوننا:

“لمَ القدسُ عاصمةً يا عرب؟”

“لمَ القدس عاصمةُ بالذات؟؟”

فلا نجيب.



المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

3 تعقيبات

  1. ia3tek l3afie firas jre2 wlathe3

  2. * أخرى

  3. كانت لي الفرصة أن أقرأ هذا النص قبل النشر وكذلك نصوص رائعة أخرة مخاض ذهنك الثاقب والاذع.. باشر ودع التجربة تسقلك!
    كل الاحترام والتقدير

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>