شافيز يخطئ بحق الشعب الليبي/ هشام نفّاع

باختصار: من غير المعقول استخدام الخطر الأمريكي بما يتنافى مع كرامة وحريّات وحقوق الشعوب العربية. لا يحق لأحد وضع الشعوب بين ناريْن كلاهما قاتل. يجب ممارسة شعار الثقة بالشعوب وليس ترديده فقط. لا مكان للوصاية على إرادتها

شافيز يخطئ بحق الشعب الليبي/ هشام نفّاع

شافيز مع القذافي. على القائد الفنزويلي احترام إرادة الليبيين

|هشام نفّاع|

نتعلّم بشكل مباشر اليوم، من قلب الحدث، كيف أن الثورات تنتج وعيًا تراكميًا من داخل تفاعلاتها. فهي لا تُبقي على مطالبها الأولية نفسها، بل ترفعها وتطوّرها وتتطوّر بها بالتالي.

الوعي الذي تنتجه الثورة الليبية يتجلى الآن بتأكيد الشعارات والمقولات والمضامين الرافضة للتدخل العسكري الامبريالي في هذا البلد، الى جانب الإصرار على خلع ومحاكمة القذافي ونظامه الذي كشف عن وجه دمويّ بشع.

هنا، من المهمّ الإشارة بشكل نقديّ واضح الى الدور الذي اختار الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أن يلعبه في هذا السياق. فالمعلومات المتوفرة تفيد أنه تقدم بخطة “لحلّ الأزمة الليبية” من شأنها الإبقاء على سلطة القذافي ونظامه الذي لم يتورع عن قتل شعبه بشتى أنواع السلاح، وحتى بالطائرات الحربية والمدافع. ويبدو أن الجامعة العربية تميل الى قبول هذا المقترح.

والسؤال: أية “مصالحة” هذه التي يقترحها زعيمٌ يحظى عمومًا باحترام الشعوب العربية مثل شافيز، والتي ستقود إلى تكريس حكم مجرم يفتك بحياة ومصالح وثروات شعب ليبيا؟ ألم يسمع القائد الفنزويلي بالمجازر التي اقترفها الدكتاتور الليبي؟ ألم يعلم بالثروات الهائلة التي نهبتها عصابة القذافي من خيرات واملاك الشعب الليبي؟ أيستحقّ نظام كهذا أية محاولة تعني في نهاية المطاف انقاذه وحمايته، بدلا من محاكمته؟

هناك تقارير مصوّرة (لا تسارع التلفزة الى نشرها) تبيّن أن الشعب الليبي يعي الخطر الامريكي والغربي عمومًا. ومن واجبنا احترام إرادة الشعوب، ووعيها أيضًا. من غير المقبول أبدًا “الرضوخ المعكوس” لتهديدات واشنطن، من خلال السعي لإبقاء مهووس السّلطة والدماء القذافي على سدّة الحكم!

من غير المعقول استخدام الخطر الأمريكي بما يتنافى مع كرامة وحريّات وحقوق الشعوب. هناك ما يتعدّى الأبيض والأسود. لا يحق لأحد وضع الشعوب بين نارين كلاهما قاتل. يجب ممارسة شعار الثقة بالشعوب وليس ترديده فقط. لا مكان للوصاية على إرادتها!

إن احترام إرادة الشعب الليبي وكافة الشعوب العربية يستوجب عدم التدخّل بأي شكل قد يكون من شأنه إبقاء من قمعها وخنق أحلام شبابها واستغلها ونهب ثرواتها، جاثمًا على صدورها. فالدكتاتوريات التي اغتالت حريات وحقوق وكرامة وطموحات الشعوب العربية لا تستحق أية مهادنة ولا أية تسوية معها، حتى لو جاء الاقتراح بذلك من قائد محترم بقامة هوغو شافيز أيضًا.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

7 تعقيبات

  1. من لم يفهم حينها الذي فهمه شافيز بان مايحدث في ليبيا ليس ثورة وأن القذافي “بريء “من الدم الذي سفك في ليبيا (ليس دفاعا عن القذافي فسجله حافل …وبغض النظر عن موقفنا من القذافي )لماذا لم يفهم الى الان ولماذا يصمت حتى الان؟! ولماذا لم يقدم اعتذارا- على الاقل -على “الكذب” (كذب وسائل الاعلام )الذي تبناه ونشره في مقالتة :”نظامه الذي لم يتورع عن قتل شعبه بشتى أنواع السلاح، وحتى بالطائرات الحربية والمدافع”. ؟؟!!
    ولماذا لم يتعلم من اخطائه السابقة “بعدم تلقي المعلومة جاهزة” ولماذا يلوم شافيز وهو يقترف ذات “الخطأ” بحق الشعب السوري الذي قال كلمته واختار سوريا الاسد ؟
    “يجب ممارسة شعار الثقة بالشعوب وليس ترديده فقط. لا مكان للوصاية على إرادتها!”

  2. شكلو الرفيق هشام مش عارف بأنو الرفيق شافيز يخطئ بحق الشعب الفنزويلي من زمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان؟

  3. من يقف خلف رفض المعارضة الليبية لمبادرة فنزويلا؟ امريكا من البديهي ان ترفض لان نواياها ومخططاتها لا تنبثق من مصالح الشعب الليبي. اما المعارضة المناهضة لاستبداد القذافي فما هي مصلحتها من رفض للوساطة الفنزويلية للخروج من الازمة دون وقوع ليبيا بين مخالب الامبريالية الامريكية؟
    في الاونة الاخيرة اخذ الاعلام باظهار صورا للمسخوط معمر القذافي والرئيس الفنزويلي هتشافيز ليس لشيء سوى للاساءة لتشافيو ووضعه بنفس منزلة القذافي، اضف الى ذلك التعليقات التي تنتقد مبادرة تشافيز
    اذا كان ذلك من الاطراف الموالية للنوايا الامريكية باسيطرة على الثروة الليبية وبالاساس النفطية فهو مفهوم، اما ان يتم ذلك على اقلام معرف بانها تقف مع الشعوب وذات توجهات يسارية فهذا الهجوم من قبلهم عليه علامة سؤال كبيرة واستحلفهم بمبادئهم بان ينشروا المبادرة الفنزويلية التي يقولون انها تسعى لتثبيت وتكريس النظام الليبي المسبد وتنطلق من تخيير الشعب اليبي بين المستبد القذافي او الاحتلال الامريكي.

    ما سبق ونشرته هوا رسالة مفتوحة لكل من هاجم المبادرة الفنزويلية بان يقوم بنشر نص المبادة ومن ثم تبيان لماذا هي تستخف بالشعب الليبي وانها لانقاذ النظام الليبي المنهار ومعارضة لطموح الشب الليبي التواق للحرية والديمقراطي والعدالة الاجتماعية وان لم يقوموا بنشرها عليهم ان الاعتذار للجماهير، لان التاليب غير الموثق ضد المبادرة الفنزويلية يصب في مصلحة قوى الاستعمار الجديد بغض النظر ابتغوا ذلك ام لم يبتغوه

  4. بس انت تجيء وانا احكيلك علي جرى ،
    يا رجل كنا نحبك
    افتح عينيك ترى الطاغية والدماء تسيل من يديه،

  5. حلو.ماذا عن احترام الجبهة لشعبنا ولجمهورها,وقضايانا.عندما تتصرف الجبهة كوكيل وبوق لابي مازن سيئ الذكر وسلطته الفاسدةوالغير وطنية.

  6. ان موقف شافيز هذا هو طعنة لكل مؤيديه في العالم العربي، فبعد كل المواقف الايجابية التي قام باتخاذها في السنوات الأخيرة من القضايا العربية برز، وبحق، كمن ينطق بما تختلج به صدور الملايين من العرب والشعوب المسحوقة في العالم، ولكنه بدا في موقفه الأخير ضد ثورة الشعب الليبي كمن يعتبر الشعب الليبي قطيعا وجب السير فيه بحسب أهواء القذافي، وفي هذا الموقف احتقار للشعوب، لا أدري اذا كان بامكان شافيز بعد هكذا موقف تصليح صورته لدى الشعوب العربية واعادتها الى ما كانت عليه عند هذه الشعوب. اذا كنت قد فهمت تخوفات شافيز التي جعلته بتخذ هذا الموقف البائس، فانها الخشية من توسيع النفوذ الأمريكي والغربي في ليبيا، ولكن كان من المتوقع من زعيم أممي متابع لأمور التجاذبات السياسية في العالم أن يعرف أن القذافي هو بالذات من حول ليبيا الى بلد خانع ومهادن، وهو الذي لم بظهر وجهه الممانع الا حينما كان يتم اعتقال أحد أبناءه لارتكابه جرائم مشينه في بلد أوروبي بعد حفلة من حفلات المجون التي كانوا يقيمونها هناك.
    لن أتطرق هنا الى موقف كاسترو الذي، وللأسف، يبدو أن الخرف قد أصابه فلم يعد يدري ما يقول في السنوات الأخيرة، ورأفة بأيامه الثورية أفضل أن أتغاضى عما يقوله مؤخرا وأنساه فلا أذكر له الا أيامه المشرقة.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>