مؤتمر أسرى في المغرب؟ وماذا مع الأسرى المغربيين؟!

عندما تُستخدم معاناة الأسرى الفلسطينيين كورقة توت يستر بها نظام عربي عوراته ليواصل اضطهاده وقمعه أسرى سياسيين مثلنا، يصبح هذا المؤتمر أداة قمع للأسرى في سجون هذا النظام لا منبراً لفضح الممارسات الإسرائيلية كما يدعون

مؤتمر أسرى في المغرب؟ وماذا مع الأسرى المغربيين؟!

|وليد دقة|

(سجن الجلبوع)

الأسير وليد دقة

الأسير وليد دقة

ماذا يعني أن تقبل وزارة شؤون الأسرى والمحررين، ولجان حقوق الإنسان والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية دعوة نظام عربي لعقد مؤتمر دولي لمناقشة قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، فيما الدعوة مشروطة بأن لا يناقش المؤتمرون الإنتهاكات الصارخة لحقوق الأسرى السياسيين في سجون هذا النظام، أو قضية الإعتقالات والأسرى السياسيين في المناطق الفلسطينية في الضفة وغزة؟

لقد قبلت هذه المؤسسات الفلسطينية دعوة النظام المغربي، الذي اهتم بأن تحدد أجهزته جدول أعمال المؤتمر ليس قبل أن تطلع أجهزته الأمنية والمخابرات على نص الكلمات والمداخلات التي حُددت سلفاً.

كيف يمكن لوزير فلسطيني، وأسير سابق أن يقبل بمثل هذه الإشتراطات المهينة، والتي أقل ما يقال عنها إنها لا تحترم معاناتنا داخل السجون، ولا تقيم وزناً لنضالنا من أجل الحرية؟!! وكيف يمكن لحقوقي فلسطيني، من منظمي هذا المؤتمر مثل المحامي جواد بولس أن يقبل دون حرج، تجزئة قضية حقوق الإنسان والأسرى، مع العلم أنه يُحرج كثيراً وبسهولة عندما يكون الحديث عن أسرى الداخل، كما كتب في أحد مقالاته حول اعتقال الأسير راوي سلطاني والدكتور عمر سعيد. وحرجه ليس من نفسه وأمام ضميره المهني في هذه الحالة، وإنما حرجه سياسي وأمام السلطات الإسرائيلية، رغم أنه ليس مطلوباً منه أن يتفق سياسياً مع الأسرى أو مع ما يُتهمون به وبالتالي لا نرى مبرراً لهذا الحرج.

عندما نصمت على مشاركتكم هذه يصبح صمتنا سوطاً آخر يضاف لسياط الجلادين، لتُجلد به ظهور رفاق لنا في السجون العربية

وبالمناسبة، هل بمشاركته في هذا المؤتمر سيمثلهم جواد بولس، وسيمثل قضية أسرى الداخل الذين بلغ عددهم ما يقارب المائة وخمسين أسيراً؟ أم أن تاريخهم ونضالهم ومواقفهم ستظل تحرجه، علماً بأننا لا نراه لا هو ولا كل من يقبل من المؤسسات الفلسطينية حضور مؤتمر بمثل هذه الشروط بأنه يمثلنا ويمثل قضيتنا.

إننا نعفيكم من هذا “الحرج” لأننا نريد أن نعفي أنفسنا من هذه المهزلة باستخدام معاناتنا في مؤتمرات مدفوعة الأجر محدودة الضمان. فعندما تُستخدم معاناتنا ورقة توت يستر بها نظام عربي عوراته ليواصل اضطهاده وقمعه أسرى سياسيين مثلنا، يصبح هذا المؤتمر أداة قمع للأسرى في سجون هذا النظام لا منبراً لفضح الممارسات الإسرائيلية كما يدعون. وعندما نصمت على مشاركتكم هذه يصبح صمتنا سوطاً آخر يضاف لسياط الجلادين، لتُجلد به ظهور رفاق لنا في السجون العربية. إننا ورغم سنوات الأسر الطويلة وسوء المرحلة وتدني سقف المواقف السياسية التي قد نجد لها تبريراً، لكننا لا نجد أي عذر أو تبرير لتدني المواقف الأخلاقية والمبدئية، فالقمع هو القمع والحرية هي الحرية.

لم نفقد البوصلة ولم تختلط علينا الأمور وما زلنا نفهم جيداً العلاقة الجدلية بين تحرير فلسطين وتحرير الإنسان العربي وحريته في التعبير والتنظيم السياسي، حتى وإن كنا لا نتفق مع هذه المواقف السياسية أو بعضها.       إن مؤتمركم المشروط والمحدود الضمان هذا لن يقربنا من حريتنا، وإنما العكس تماماً- سيجعلها مستحيلة.

ستتحول كلماتنا في هذه المؤتمرات في أحسن الأحوال الى مجرد صراخ ما لم نقنع إنساننا العربي بأن حريتنا من حريته فعلاً

عندما يُجزأ المبدأ، أبداً لن نتلقى نصف حرية، فالحرية إما أن تكون أو لا تكون. لقد حان الوقت أن ترتقوا بمعاناة الأسير الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية الى مستوى التعامل المبدئي القيمي الذي لا علاقة له بالمواقف السياسية والحسابات الآنية، حتى ترتقي معاناته ويرتقي نضاله الى مصاف النضال الإنساني من أجل الحرية.

لن يحترم العالم نضالنا وتضحياتنا ما لم نحترم نحن نضالنا وتضحياتنا، ولن يصدق أحد بأننا مبدئيون وقيميون عندما نطالب بالحرية للأسرى الفلسطينيين من على مثل هذه المنابر، ما لم نكن مبدئيين وقيميين في تعاملنا مع حرية الآخر مواطناً عربياً كان أو غيره. وستتحول كلماتنا في هذه المؤتمرات في أحسن الأحوال الى مجرد صراخ ما لم نقنع إنساننا العربي بأن حريتنا من حريته فعلاً، فما بالكم عندما لا تحسنون إقناع المواطن الفلسطيني بجدية مواقفكم ومؤتمراتكم في ظل الإعتقالات المتبادلة بين غزة ورام الله.

كيف للجان حقوق الإنسان ولجان الأسرى الفلسطينية المشاركة في هذا المؤتمر أن تقنعنا نحن الأسرى في سجون الإحتلال بأنها مخلصة لقضية الحريات وهي تقبل أن لا يناقش المؤتمر قضية الإعتقال التعسفي وسجناء الرأي في الضفة وغزة؟!

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

1 تعقيب

  1. أن معاناة الاسير اللفلسطيني في سجون اسرائيل تبدا بعد الافراج حيث ينتظره نظرة المجتمع وكثيرا يكون في انتظار الاسير المحرر رجال السلطة الوطنية لاعتقاله وتبدا المعاناهة والتحقيق والتعذيب الوحشي على ايدي مرصى نفسيون كانوا في السابق اسرى وانا اشخصيا عشت تجربة الاعتقال لدى اسرائيل لسنوات عديدة ولم ابكي يوما لكن بكيت مراة ة وتكرار من اثناء استجواب السلطة اسالبيت المحقييقين الفلسطسينين في القذارة والانحطاط اتهامي لسطلة رام الله بالتعذيب وتعريض الاسرى لتعذيب لا يعني بحال من الاحوال اني ابرا سلطة غزة
    انا اعترف ان جزء من الاسرى الفتحاوين والحمساويين تحولوا الا جلادين لمن يخالفهم الراي

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>