مطرٌ على فلسطين…

في أيام القحط والجفاف والنيران، هبّ شاعر وموسيقي وأديبان لاستسقاء المطر، استجابة لدعوة “قديتا”: سلمان ناطور، نصر جميل شعث، خالد جبران وعلاء حليحل • ملف غير عادي، جاف ورطب في ذات الآن، في هذا الوقت بالذات!

مطرٌ على فلسطين…


لوحة للرسام الروسي سلافا غروشف (Slava Groshev)

لوحة للرسام الروسي سلافا غروشف (Slava Groshev)

|تحرير الملف: علاء حليحل|

في أيام القحط والجفاف والنيران، هبّ شاعر وموسيقي وأديبان لاستسقاء المطر، استجابة لدعوة “قديتا”: سلمان ناطور، نصر جميل شعث، خالد جبران وعلاء حليحل. الأربعة (من بين عشرة مبدعات ومبدعين) ابتهلوا كلٌ على طريقته: فالروائي يكتب عن خريف العمر ويتذكر طفولته الساذجة المستجدية للمطر؛ الموسيقيّ يكتب ترنيمة عنيدة، مقفاة مثل مسبحة، غنائية مثل عودِهِ؛ الشاعر يكتب عن مطر جسدها بتوقيت غيمةٍ صامتة؛ والقاصّ أمطرت الدنيا في سريره لكنها لم تمطر على كرمله…


ملف قصير، جافّ رغم رطوبته، مبتهل رغم يأسه من الابتهالات.


أللهم لماذا لا تستجيب؟/ سلمان ناطور

عندما كنا صغارًا ولمّا يتأخر الوسم كنا نتوسّل “لأم الغيث” فيجتمع صغار الحارة ورجالها ويندفع أحدهم بأن يكون “القرندس”، وهو مهرّج يقوم بأدوار مضحكة، عندما نلف من بيت إلى بيت ونجمع التبرعات لنضعها في المقام المقدس علّ السماء تمطر لقاء حفنة قروش. “يا إم الغيث غيثينا، دَلي الكُوز عَالجّرة. زرعنا شكارة في الدبّه، ما طلع ولا حبّة”.


باسمكَ اللّهمّ/ خالد جبران

كُن الجبروتَ لا الطاغوت.

أما اللاهوتُ للناسوتِ، كما الرِّقَّة إلى الدِّقَّة؟

كذا التأنيثُ للتذكير، والتثليثُ للتدوير،

كالإيمان للتكفير، كذا التحوير من فوضى،

إلى تصوير شوق الروح للتحرير،

والتبرير لِلفِكرَة،

فهل تَرضى؟


بتوقيت غيمة صامتة/ نصر جميل شعث

أوَتسمعين بحّة صوتي اللحوح انْسابتْ على خُصلةٍ تخفق فوق أُذنِكِ كرنّة جرسٍ تـقطّعت في قطن المَلْبسِ، وأطفأتْ شمعةً طوال الليل على طاولة الخشب؛ صداها استحالَ فراشةً على سفح كتفك العارية إلا من ملاك الحسنات وقُبلٍ بيضاءَ وطويلةٍ حزّمَها خيطُ السّوتيان الأسودِ الرفيع كحبل طوّقت به فلاحةٌ حُزمة نعنع أوّل هذا الضحى الذي تطرأ عليه غيمة صامتة؟


كُنْ حميمًا ووليًا/ علاء حليحل

مطرٌ يئنّ تحت قسوة الشمس الأوسطية. شمس وقحة، حارة، بليدة، مُنفرة، مثل الضيف عند الوَنَس. شتاء يعُدّ الوقت بمسبحةٍ من دبيب النمل اللاهث أبدًا. يا نائلة، يا إساف، أنثرا الحبّ الرّطب كما نثرتماه في الخرافة، فصرتما تمثالين شامخين يطلان على بلاغات عكاظ.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

3 تعقيبات

  1. خالد جبران و علاء حليحل
    رائع , ساخر و عميييق
    شكرا

  2. إلى المبدعين الأعزاء،
    أقترح إليكم إصدار كتاب أدعية وصلوات…
    لأن صلاتكم قريبة من الروح. وربما.. تصيب قلب هذا العالم الأجوف الذي جف فيه الأمل والحلم وتلك الأحاسيس الجميلة التي تدفع السماء للبكاء.

    دمتم بألف خير.
    محبتي..

  3. سلمان ناطور ونصرشعث
    كم انتما حقيقيان وعفويان ورشيقان

    محبتي المطرية من رام الله

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>