معرض الكويت يمنع 35 كتاباً لدور نشر مصرية!

من بين الممنوعين: محمد حسنين هيكل، د.جلال أمين، إبراهيم عبدالمجيد، جمال بدوي، أسامة غريب، خيري شلبي، إبراهيم أصلان، جمال الغيطاني، يوسف القعيد، محمد المنسي قنديل، علاء الأسواني، رضوى عاشور، إبراهيم فرغلي، عزت القمحاوي وعلاء حليحل

معرض الكويت يمنع 35 كتاباً لدور نشر مصرية!


معرض الكويت الدولي للكتب. سيطرة لكتب السحر والطبخ!

معرض الكويت الدولي للكتب. سيطرة لكتب السحر والطبخ!


|مي كمال الدين- محيط|

قرر معرض الكويت الدولي للكتاب منع أكثر من 35 كتاباً مصرياً وصادرًا في مصر من المشاركة في دورته الخامسة والثلاثين والتي من المقرر تنظيمها في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول القادم، حيث أرسلت إدارة المعرض فاكسات إلى الناشرين المصريين تضم قوائم الكتب الممنوعة من المشاركة.

وفي تقرير للزميل وجدي الكومي بصحيفة “اليوم السابع” المصرية ذكر أنّ عدد الكتب التي قررت إدارة معرض الكويت منعها تبلغ 31 كتاباً صادرة عن دار “الشروق”، إلى جانب عدد من الكتب الصادرة عن دار “العين” ودار “شرقيات” وقد تنوّعت الاعمال الممنوعة ما بين أدبية وسياسية وفكرية.

واشتملت قائمة الكتب الممنوعة على إصدارات للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل هي “ملفات السويس” و”كلام في السياسة” و”67 الانفجار”، وكتابي د.جلال أمين “ماذا علمتني الحياة” و”المثقفون العرب”، وكتاب “الطغاة والبغاة” لجمال بدوي، و”أفتوكالايزو” لأسامة غريب، و”عتبات البهجة” و”بيت الياسمين” و”قناديل البحر” لإبراهيم عبدالمجيد، و”زهرة الخشخاش” و”اسطاسيا” لخيري شلبي، و”شيء من هذا القبيل” لإبراهيم أصلان.

ومن بين الكتب أيضًا: “حكايات المؤسسة” لجمال الغيطاني و”قطار الصعيد” ليوسف القعيد، و”أيام الإنسان السبعة” لعبد الحكيم قاسم و”يوم غائم في البر الغربي” لمحمد المنسي قنديل، وكتاب “آه يا غجر” لنبيل خلف، و”أبواب الهوى” ترجمة الدكتور أحمد المغربي و”حصيلتي اليوم قبلة” لأشرف يوسف، وكتب “شيكاغو” ،”لماذا لا يثور المصريون” ،”نيران صديقة” و”هل نستحق الديمقراطية” لعلاء الأسواني، كتاب “الطريق على مكة” لمراد هوفمان، وأخيرا “ثلاثية غرناطة” للكاتبة رضوى عاشور. وقد منعت إدارة المعرض عشرة كتب لدار “العين” هي: رواية “أبدية خالصة” لعلال بورقية، ورواية “أبناء الجبلاوي” لإبراهيم فرغلي و”مدينة اللذة” للروائي عزت القمحاوي، و”القدم” لمحمد علاء الدين، و”صانع المفاتيح” لأحمد عبد اللطيف، ورواية “شديد البرودة ليلا”، و”ديوان شعر يكتب الباء” للشاعر حسن طلب، و”الأب والابن والروح التائهة”، مجموعة قصصية للكاتب الفلسطيني علاء حليحل، وكتاب “المقدس والمدنس” للدكتور محمد حلمي عبد الوهاب.

وأثار قرار المنع استياء عدد كبير من الكتاب الذين منعت كتبهم، ووصف الكاتب الكبير يوسف القعيد هذا القرار بـ “الردّة الثقافية في عصر الإنترنت والسماوات المفتوحة”، مناشداً اتحاد الكتاب المصريين والكويتيين واتحاد الناشرين المصريين والعرب بالرد على هذا القرار. وقال رئيس اتحاد الناشرين المصريين، محمد رشاد، إنّ كلّ دولة لديها قوانينها الخاصة بالمشاركة بالمعارض، وان هذا القرار ليس مقصوداً به مصر أو الكتاب المصريون.


خنق الفكر

الخولي: مذبحة الرقابة ترتكب كل عام في حق الكتب ولا يملك أصحاب هذه الكتب الممنوعة سوى اللجوء إلى التظاهرات والاحتجاجات التقليدية

تعد الكويت الدولة العربية الأكثر تشدداً في الرقابة ومنع الكتب بالمعارض بحسب تصريحات الناشرين المصريين والعرب والذين سبق لهم المشاركة في دورات سابقة من معرض الكويت الدولي للكتاب، حتى أن المملكة العربية السعودية قد أصبحت تجيز مشاركة عدد من الكتب التي قد ترفض الرقابة الكويتية مشاركتها في معرضها الدولي للكتاب، وذلك على الرغم من الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها معرض الكويت وتطور وسائل نشر الكتاب ونقله خاصة عبر الإنترنت الشبكة التي اخترقت كافة الحواجز. ويشترط قانون المطبوعات في الكويت حظر نشر كل ما من شأنه المساس بالذات الإلهية أو بالأنبياء أو بالصحابة أو بأصول العقيدة الإسلامية، بالطعن أو السخرية أو التجريح بالكتابة أو الرسم أو الصور أو بأية وسيلة من وسائل التعبير الواردة في هذا القانون، إلا أننا نجد العديد من الكتب التي لا تمسّ ما جاء في هذا القانون من قريب أو بعيد قد تعرضت للمنع أيضاً.

ويؤكد ما سبق البدري الخولي بمقاله المنشور في صحيفة “الطليعة” والذي رأى أنّ بعض المؤسسات الحكومية الكويتية ترى أنّ من واجبها الوطني أن تراقب بعض الكتب التي لا تتماشى مع الذوق العام الكويتي والتي ربما يخلف عرضها بعض الجدليات.

ويقول الخولي إنّ مذبحة الرقابة ترتكب كل عام في حق الكتب ولا يملك أصحاب هذه الكتب الممنوعة سوى اللجوء إلى التظاهرات والاحتجاجات التقليدية، وينبه إلى المعنوية والمادية للناشرين الذين يتحملون أعباء الطباعة لكتب لم يعرفوا أنها سوف تمنع لأسباب غير معروفة لديهم ولا يستطيعون أن يتكهنوا في أية لحظة سوف يصدر قرار السيد الرقيب بالمنع.

ويلفت الكاتب إلى عدم وجود قانون موحد داخل المعارض العربية التي تشتهر سنوياً بنشر قوائم المنع، وأن بعض الكتب الممنوعة في بلد عربي يحمل ذات الهوية وذات التقاليد، قد يمكن إجازتها في بلد عربي آخر يحمل هذه الصفات، مما ينبه إلى أن قرار المنع هنا يرجع لمزاجية القائم بأعمال الرقيب والممارس لمهنة المنع، كذلك فإن بعض الكتب التي تحمل ذات العناوين يتم منعها في عام من الأعوام ونفاجأ بإباحتها في العام الذي يليه مما يولد ازدواجية معيارية.

وتقول الكاتبة زينب أبوسيدو في إحدى مقالاتها: “من الطريف أن بعض الكتب الممنوعة في الكويت والتي صدر ضدها أمر رقابي هي نفس الكتب معروضة داخل المملكة العربية السعودية مثل كتاب “آلة الأرض”  لجبران خليل جبران”.

وخلال العام الماضي كانت دور النشر اللبنانية أكثر الدور التي عانت المنع والحظر والرفض للكثير من الكتب التي طبعت في لبنان لكونها كتبا تحمل الكثير من الجرأة الأدبية التي لم يألفها المجتمع الكويتي بعد.

جدير بالذكر أنّ الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان كانت قد أصدرت بيانا خلال النسخة 33 من معرض الكويت الدولي للكتاب حملت فيه أعضاء مجلس الأمة من جهة ووزارة الإعلام من جهة ثانية مسؤولية تراجع المعرض من عام إلى عام وسيطرة كتب الطبخ والسحر على حساب كتب الفكر والسياسة والفلسفة. وقالت الجمعية في بيانها: “تنطلق فعاليات معرض الكويت للكتاب العربي الثالث والثلاثين وسط أجواء من الإحباط للتراجع الذي يشهده المعرض سنوياً بفضل الرقابة غير المبررة التي تفرضها وزارة الإعلام على العناوين المشاركة في المعرض”، مضيفة “أنّ ما وصل إليه معرض الكتاب اليوم من ضعف المشاركة الحقيقية من دور النشر، يؤكد تفرد تلك العناوين في المشاركة في معرض الكويت بسبب سيطرة وزارة الإعلام على حرية الفرد بالقراءة، وتشدد الرقابة في المنع وذلك بسبب الخوف والخشية من المساءلة وتشدد أعضاء مجلس الأمة، الذين تسببوا في هذا التوجه اللاحضاري”.

وختمت الجمعية بيانها بأنّ “دور الرقيب في الدول الديموقراطية والمتحضرة انتهى، ولم يعد له وجود في زمن انتشار الانترنت حيث المعلومة متاحة وبعدة صور مرئية ومقروءة ومسموعة”.



المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

2 تعقيبات

  1. هذا المنع هو خدمة عظيمة للكتاب الممنوعين. انه فخر عظيم لكل منهم. الان يرفع هؤلاء رؤوسهم عاليا انهم كتاب ممنوعون. الان حتما تزداد المبيعات.
    اغبياء النفط يقدمون خدمة جليلة لتطور الادب العربي الحديث بهذا المنع الغبي.

  2. النفط والثراء الفاحش والتقاطب الطبقي البهيمي والعمالة للامبريالية – كلها تتناسب تناسبًا عكسيًا مع الحريات، ومع الحضارة عمومًا.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>