موت في رام الله/ زكريا محمد

الليلة تُطلق عليّ النارُ
من المرآة
أو من بندقيةٍ في مستوطنة بسغوت
التي تطل على سريري

موت في رام الله/ زكريا محمد

|زكريا محمد|

زكريا محمدموت في رام الله

الليلة

عاريًا أقف قدام المرآة

في ضوء البدر الذي يحبو على شرفة بيتي


الليلة تُطلق عليّ النارُ

من المرآة

أو من بندقيةٍ في مستوطنة بسغوت*

التي تطل على سريري


وسوف أموت

سوف أموت

غير أن الضوء سيظلُّ يحبو ويحبو

حتى يرضع من ثديي.

(بسغوت هي مستوطنة على تلة فوق رام الله، وهي تطل على شرفتي وغرفة نومي.)

 

بَدّ

لا أحد سيطحنُ لكَ قمحكَ

وحدكَ ستدير مثل حمارِ حجرَ الطاحون

بيتك هو البدّ

حيث ستأكلُ شعيركَ واقفًا

وتنام واقفًا.


نور

كوَّرتُ كتلةَ نورٍ

ورميتها في فمي


النور علكةٌ تحت ضرسي

لساني يلهَجُ بالنور

ويلعب به


كلُّ كلمةٍ من كلماتي عجينةُ نور.


مرضعة

لكلِّ رسولٍ مُرضعة:

حليبها في شفته

وصوتها يكسر في الأعماق نبوَّته.


غضب

مرةً

طفحَ كيلي

فأطلقتُ العصفور من قفصه

كي يصدم جناحُه زرقةَ الفولاذ

وأقفلت بابي أمام القطةِ كي تأكلَ من حاويات الزبالة

ثم رميت من الشُّباك ضلعي كي يصنعوا منه امرأة. َ


انتحار

ليس لأكياس البلاستيك الفارغة أجنحة كي تطير

مع ذلك فهي تحاول الطيران بإصرار


الطيران حلم كلّ الكائنات الأرضية


غير أن اليأس لا الحلم هو ما يدفع هذه الأكياس إلى الأعلى

تنفخ صدورها باليأس

كما تنفخُ ذكورُ ضفادع صدورها بالهواء

وتقفزُ كي تطير في السماء


يسقط أغلبها ويعلق بنبتات الشوك اليابسة

فتمسك عيدان الشوك بالكيس وتحجزه، فيصيح:

اتركوني

أريد أن أموت

أريد أن أرمي بنفسي من أعلى عمارة في رام الله!


والناس هنا ترمي بالأكياس

كما ترمي زهرة نرد

وتنظر بحذر إلى التي تنجح في الطيران منها

فهي تهوي في آخر الأمر مثل عقبان منتحرة على رؤوسهم.


(مختارات من ديوان الشاعر “أحجار البهت”، 2008)


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>