4978 ليلة وليلة/ غياث المدهون
أن تكسب 4979 يوماً
يعني أن تخسر ثلاث عشرة امرأة غير مشروعة
وسبعاً وثلاثين علاقة عابرة
وطفلين لم يولدا.
4978 ليلة وليلة/ غياث المدهون
|غياث المدهون|
إلى فرج بيرقدار الذي أنفق 14 عاماً في السجن.
4979…
ليس رقماً لحساب سريّ
ولا ناتجَ معادلةٍ من الدرجة الثالثة
أؤكد لكم أنه ليس رقماً اعتباطياً مجرداً من الحكمة
أو نتيجة مصادفة صنعتها دواليبُ اليانصيب
إنه رقمٌ لزج،
لا يشبه أرقام الموبايل أو لوحات السيارات.
4979…
يعني التكثيف المنظّم للألم
خلاصة الذئب
يعني 119 ألفاً و496 ساعة
ويعني سبعة ملايين و169 ألفاً و760 دقيقة
ويعني أيضاً 430 مليوناً و185 ألفاً و600 ثانية
أن تكسب 4979 يوماً
يعني أن تخسر ثلاث عشرة امرأةً غيرَ مشروعة
وسبعاً وثلاثين علاقة عابرة
وطفلين لم يولدا
أن تكسب هذه الـ 4979 يوماً
يعني أن تخسر465 ألفاً و328 خطوة في أزقة الشام القديمة
و114 مجلس عزاء تم بغيابك
و13 ألفاً و712 زجاجة بيرة..
ثلاث منها فاسدة
يعني ألا يفوتك الباصُ 271 مرة
وألا تربح ثمن ورقة اليانصيب إحدى عشرة مرة
4979 يعني أن تفوتك كأس العالم ثلاث مرات ونصف مرة
وليلة رأس السنة أربع عشرة مرةً
وانهيار الاتحاد السوفياتي مرة واحدة
تخيّل، مرةً واحدة فقط
4979 يعني 4978 ليلة وليلة بلا شهرزاد
4978 ليلة وليلة مع شهريار فقط
شهريار الذي فاتك أن تحضر موته أيضاً.
ثلاثون عاماً
يا لحياتي البائسة
أصبح عمري ثلاثين عاماً
وحتى هذه اللحظة..
لم أركض في إسبانيا مع حشدٍ ضخمٍ من السكارى والمجانين
هرباً من ثيران هائجة
لم أضاجع امرأتين معاً
لم أشترك في أيّ حرب.. ولم أطلق رصاصةً
وليس في ذمتي أيّ قتيل
ثلاثون عاماً..
ولم أسرق مصرفاً وأنا ألبس في رأسي جراباً نسائياً
ولم أقرأ “الحرب والسلم” لتولستوي،
ولا أريد أن أقرأها
ثلاثون عاماً..
ولم أربح جائزة اليانصيب الكبرى
ولم أُمنَح جائزة نوبل للآداب
ولم أضع ورقة انتخاب في صندوق
ويبدو أنني لن أضعها
ثلاثون عاماً..
ولم أصبح مواطناً لأيّ دولة في هذا العالم المعتوه
ثلاثون عاماً،
وأنا أزداد لجوءاً..
وفلسطين تصبح أبعد في كل يوم.
قبل ثلاثين عاماً
آه أيتها الأرض
هل أنت مستديرةٌ حقاً
إذاً لماذا أشعر بالغربة أينما حللت؟
آه أيتها السماء
هل أنت واسعةٌ حقاً
إذاً لماذا أختنق؟
وأنت يا الله..
هلاّ نظرت إليّ حين تنتهي من أشغالك!
فأنا ما زلت تائهاً
هناك
حيث رميتني قبل ثلاثين عاماً.
