يوم النكبة يتحول إلى يوم غضب عارم!

عشرة شهداء بحدود لبنان بذكرى النكبة ■ إسرائيل تقتل أربعة بالجولان المحتل ■ شهيد وقرابة 300 جريح بمواجهات دامية في الأراضي الفلسطينية ■ اعتقالات من فلسطينيي الداخل

يوم النكبة يتحول إلى يوم غضب عارم!


فلسطينيون يحملون أحد جرحى مواجهات بيت حانون (الفرنسية)



|خدمة إخبارية|

تحولت الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية إلى يوم غضب امتدّ من الجولان السوري المحتل إلى الحدود اللبنانية-الإسرائيلية مرورًا بالضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، حيث قتلت إسرائيل عشرة لبنانيين وأربعة سوريين وقتلت فلسطينيا وجرحت العديد من الفلسطينيين عند حاجز قلندية قرب رام الله و”إيرز” (المنطار) في قطاع غزة.

وقد أستشهد فلسطيني وأصيب أكثر من 300 آخرين بجروح وحالات اختناق عدد المصابين جراء قصف وإطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع من الجيش الإسرائيلي استهدفت تظاهرات فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية خلال تظاهرات إحياء للذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين عام 1948.

وقال الناطق باسم الخدمات الطبية في غزة أدهم أبو سلمية، في بيان إن عدد الإصابات في قطاع غزة وصلت منذ صباح اليوم حتى مساء اليوم إلى ِ130 إصابة، بينهم 40 إصابة بحالات اختناق جراء الغاز السام الذي ألقاه الجيش الإسرائيلي على مسيرات المواطنين قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

وفي وقت سابق، قال أبو سلمية إن الطواقم الطبية انتشلت جثة فلسطيني في الثامنة عشرة من عمره بعدما قتل برصاص الجيش الإسرائيلي شرق غزة.

وفي القدس وقعت مواجهات عنيفة في بلدة العيسوية ومخيم شعفاط، تصدت لها قوات الاحتلال بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع مما اسفر عن اصابة العشرات بالاختناق. واعتقلت شرطة الاحتلال 6 شبان فلسطينيين خلال المواجهات التي شهدتها بلدة العيسوية.

كما وردت أخبار عن اعتقال الجيش الإسرائيلي لعدد من المتظاهرين من فلسطينيي الداخل قرب الحدود اللبنانية، حيث اعترضت القوات الإسرائيلية أكثر من 300 متظاهر من الداخل الفلسطيني كانوا في طريقهم إلى الحدود اللبنانية لملاقاة المتظاهرين اللبنانيين عبر جهتي الحدود. وبين المعتقلين الزميل مجد كيال من حيفا، عضو هيئة تحرير موقع “قديتا”، وأحمد وأسامة ومحمد إغبارية، من أم الفحم، والمحامية ميساء ارشيد، من اللجنة لمناهضة التعذيب، ومعاذ مصلح من بيت صفافا، ويوآف بار من حيفا وهيثم إبراهيم، الذي تم الافراج عنه بعد توقيفه


أحد شهداء مجدل شمس في اعتداء اليوم (جاك غيز - أ ف ب)


وقد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أربعة أشخاص وجرح العشرات في مرتفعات الجولان المحتلة، اليوم الأحد، عقب إطلاق نيران على لاجئين فلسطينيين في سوريا اقتربوا من السياج الحدودي.

وذكرت تقارير أولية أن متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا اختراق السياج للدخول إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة إسرائيل وتعرضوا لإطلاق الرصاص. وقال موقع “الجزيرة نت” إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار انطلاقا من مواقع عسكرية ببلدة مجدل شمس ومن منطقة جبل الشيخ المجاورة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل منطقة عسكرية مغلقة، ونجح عدد من المتظاهرين في دخول البلدة. ورفع الجيش درجة التأهب في الجولان وفي الشريط الحدودي الذي يفصلها عن سوريا ولبنان.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه سيمنع الفلسطينيين اليوم من دخول إسرائيل باستثناء “الحالات الإنسانية”. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة أبقت على حالة التأهب اليوم، وستنشر آلاف العناصر في القدس الشرقية المحتلة وشمال إسرائيل حيث يتركز معظم السكان العرب. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي جند من جهته سبعة ألوية إضافية في الضفة الغربية.

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يأسف لتحويل العرب يوم “استقلال إسرائيل” إلى يوم لقرع طبول حرب. وتصاعد التوتر في الداخل وعلى الحدود الإسرائيلية تزامنا مع إحياء الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية.


جانب من المسيرة قبل أن ينهمر عليها رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)


كما قتل عشرة أشخاص بحسب قناة “المنار” وجرح ثلاثون آخرون في إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي على مئات من الفلسطينيين واللبنانيين كانوا يتظاهرون عند السياج الحدودي الفاصل بين لبنان وفلسطين التاريخية، في ذكرى النكبة.

وأتى ذلك بعد تدفق آلاف الفلسطينيين، اليوم الأحد، خارج مخيماتهم في لبنان ومعهم مواطنون لبنانيون في ذكرى النكبة الـ63 لإلقاء الضوء على محنتهم والتأكيد على حقهم في العودة إلى ديارهم في فلسطين. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن قوات الجيش في المنطقة المقابلة لقرية مارون الراس “أطلقت النار” لردع المتظاهرين من الاقتراب من الشريط الحدودي، ونفى علمه بسقوط قتلى. يذكر أن المتظاهرين عزل ولا يحملون سوى الأعلام الفلسطينية.

وذكرت مراسلة “الجزيرة” في وقت سابق اليوم أن العديد من جنود الجيش الإسرائيلي كانوا يتمركزون قبالة بلدة مارون الراس، في حين تقدمت دبابات إسرائيلية إلى الشريط الشائك.

وأطلق الجيش اللبناني نيرانه في الهواء في وقت سابق اليوم في مسعى منه لمنع المحتجين من الوصول إلى الحدود، وهو ما لم يفلح فيه.

من جهته أكد المتحدث باسم القوة المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) نيراج سينغ أن القوات المسلحة اللبنانية مسؤولة عن الأمن والقانون والنظام في منطقة المظاهرة. وأضاف أن القوة ستبقى على اتصال بالجيش اللبناني خلال المسيرة، ولكنها ستقوم بعملها المعتاد والتركيز على تنفيذ مهمتها المحددة بالقرار الأممي رقم 1701، الذي أنهى حرب الـ33 يوما الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006.

ويأتي تدفق آلاف الفلسطينيين من مخيماتهم في لبنان إلى الحدود متزامنا مع العديد من المسيرات في رام الله وغزة وسوريا ومصر لإحياء ذكرى النكبة، عندما طردت العصابات الصهيونية ملايين الفلسطينيين غداة تأسيس إسرائيل 1948.

كما جرح عشرات الأشخاص في مواجهات دامية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين كانوا يحيون الذكرى الـ63 للنكبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين وضعت إسرائيل أجهزتها الأمنية في حالة تأهب قصوى ونشرت الآلاف من عناصرها في القدس الشرقية ومناطق أخرى بمناسبة هذه الذكرى.

فقد أصيب 65 فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء مظاهرة قرب معبر بيت حانون (إيريز) شمال غزة، كما أفادت مصادر طبية فلسطينية.

وكان المتظاهرون متوجهين نحو هذا المعبر عندما تعرضوا للقصف وإطلاق النار. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة أدهم أبو سلمية إن خمسة جرحى في حالة خطيرة من بينهم صحفي في حالة خطيرة جدا، مشيرا إلى أن المصابين تتراوح أعمار معظمهم ما بين 12 و17 عاما.

وأفاد شهود عيان بأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار، وأن دباباتهم أطلقت ست قذائف باتجاه شبان فلسطينيين اقتربوا من معبر بيت حانون أثناء مظاهرة نظمتها الفصائل الفلسطينية في ذكرى النكبة.

وفي الضفة الغربية وصل عدد الإصابات إلى 150 مصابًا جراء إطلاق نار كثيف وغازات مدمعة من قبل قوات الاحتلال على متظاهرين عند حاجز قلنديا بين القدس المحتلة ورام الله.

وجرت إصابة العديد من الفلسطينيين بحالات اختناق وجراء أعيرة مطاطية أطلقها عليهم جنود الاحتلال في مواجهات عند هذا الحاجز، فيما اعتقلت وحدة المستعربين عددا من المتظاهرين.

وكانت مواجهات مماثلة وقعت عند حاجز عطارة شمال رام الله، إلا أنه لم يبلغ عن وقوع إصابات.

وجاء أنّ مسيرات حاشدة وغير مسبوقة خرجت اليوم في رام الله لإحياء ذكرى النكبة بمشاركة آلاف الفلسطينيين، فيما توجّه بعض المتظاهرين إلى حاجز قلنديا في محاولة لاجتيازه والوصول إلى القدس، لكن الشرطة الإسرائيلية تصدت لهم. وكانت دعوات صدرت لتنظيم مسيرات أخرى باتجاه الحواجز العسكرية الإسرائيلية في وقت لاحق اليوم. وردد المتظاهرون هتافات “الشعب يريد إنهاء الاحتلال” و”لا تنازل عن حق العودة”.

وعلى الجانب المصري قال مراسل الجزيرة في العريش إن الأمن المصري عزل مدينة رفح عن باقي سيناء ومنع شباب الثورة من الوصول إليها للمساهمة فيما يعرف باسم “يوم الزحف”.


تأهب إسرائيلي

وتزامنت هذه التطورات مع تأهب إسرائيلي في القدس الشرقية ومناطق أخرى متاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن الآلاف من عناصر الشرطة انتشروا منذ صباح اليوم في المناطق الحساسة وخصوصا في القدس الشرقية ومنطقة وادي عارة في الجليل شمال إسرائيل، وهي منطقة تقطنها غالبية عربية.

وأضاف أن عناصر الشرطة وضعت في حالة تأهب قصوى من أجل السماح بحصول المظاهرات، لكنه شدد على عدم السماح لما سماه أي خرق للنظام العام.

وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي السبت عن إغلاق الضفة الغربية ابتداء من منتصف الليلة الماضية وحتى صباح غد ومنع خروج الفلسطينيين منها باستثناء حالات إنسانية. ورفع الجيش والشرطة الإسرائيليين حالة التأهب في صفوف قواتهما عند الحدود مع لبنان بعد الإعلان عن تنظيم مظاهرة في قرية مارون الراس اللبنانية.

كما أعلنت حالة التأهب في صفوف الجيش والشرطة عند معبر جسر اللنبي بين إسرائيل والأردن بعد الإعلان عن مسيرة تنطلق من داخل الأراضي الأردنية باتجاه المعبر. ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته عند الحدود مع مصر. وعززت الشرطة الإسرائيلية من وجود قواتها في المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر التي ستجري فيها مظاهرات، وكانت قد جرت مظاهرة في مدينة يافا أمس شارك فيها أكثر من ألفي شخص رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية ودعوا إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجروا منها في العام 1948.


تصريحات هنية

في غضون ذلك أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية تمسك الفلسطينيين بحق العودة إلى أراضيهم التي هجرتهم منها إسرائيل عام 1948، معتبراً أن الوحدة الفلسطينية تقربهم من تحقيق الأهداف الكبرى.

وقال هنية في كلمة له في ذكرى النكبة عقب صلاة فجر اليوم في المسجد العمري الكبير بغزة إن هناك متغيرات ستؤدي لانهيار المشروع الصهيوني في فلسطين وانتصار مشروع الأمة، وحدد المتغيرات في توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، والثورات العربية والوعي الفلسطيني والعربي.

ورأى رئيس الحكومة المقالة أن الفلسطينيين أمام باكورة التحرير الحقيقية، مطالباً بالتمسك بثلاثة ركائز لتحقيق التحرير. وحدد هذه الركائز بأنها وحدة المرجعية للقيادة الفلسطينية، وحماية الوحدة الوطنية، وعون الأمة في المجالات المختلفة.

وجدد هنية رفض الاعتراف بإسرائيل، مشدداً على أن النصر آت والدولة آتية، واللاجئون عائدون والاحتلال إلى زوال.


المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>