حرية الشعوب هي سؤال الثورات العربية/ حنين زعبي

نحن لا نحتاج لأن نعرف تفاصيل ما يحدث في سوريا، لكي نحسم في مسألة تضامننا مع الثورة. نحن قد نحتاج لأن نعرف ماذا يحدث في سوريا في وجه الدقة، لكي نساهم في بناء مشروع وطني يخرج سوريا من أزمتها، لكن هذا ليس دورا نستطيع أن نساهم فعلا فيه

حرية الشعوب هي سؤال الثورات العربية/ حنين زعبي

من مظاهرة في بابا عمرو، حمص، قبل أسبوعين. المصدر: الثورة السورية في حمص - تنسيقية بابا عمرو على فيسبوك

.

|حنين زعبي|

النائبة حنين زعبي

“الاستبداد يفضي إلى تخلف العقل”، مقولة نمرّ عليها ربما، في علم الاجتماع، وليس في العلوم الفلسفية، لكنها تتصالح مع ما يؤمن به أفلاطون من أن الأخلاق والإدراك لا يشكلان منظومتين منفصلتين، الأخلاق هي أسمى غاية للمعرفة، وفق أفلاطون.

مع ذلك، يمكننا أن نذهب أبعد من ذلك، يمكننا في تحديد العلاقة بين المعرفة والأخلاق، أن نقول ليس فقط أن الأخلاق شكل من أشكال المعرفة -كما يقول أفلاطون-، بل إن المعرفة، هي أحيانا شكل من أشكال الأخلاق. بمعنى أن طريقة فهمك أو تفسيرك للأمور، تنطلق من قيمك وليس فقط من سعة اطلاعك ودقة معلوماتك. التفسير لواقعنا المركب، هو أحيانا نتاج لأفضليات قيمية نستند لها عندما نفسر أمرا ملتبسا، أو قد يلتبس، علينا، بالضبط كما هو نتاج لمصالح أحيانا.

وهذا يفسر أن اختلاف طريقة “الفهم” لأمر ما، يتقاطع في كثير من الأحيان مع الفئة العمرية، أو مع الطبقات الاجتماعية، أو مع الطبقات الاقتصادية، لأن المعرفة لا تنطلق من “معلومات” و”سعة إطلاع” فقط، بل من قيم ومصالح أيضا، وبالتالي كثيرا ما يكون الحسم في تفسيرات الواقع، هو حسم قيمي، ليس أقل من كونه حسما معرفيا.

بناء على ما تقدم، نحن لا نحتاج لأن نعرف تفاصيل ما  يحدث في سوريا، لكي نحسم في مسألة تضامننا مع الثورة. نحن قد نحتاج لأن نعرف ماذا يحدث في سوريا في وجه الدقة، لكي نساهم في بناء مشروع وطني يخرج سوريا من أزمتها، لكن هذا ليس دورا نستطيع أن نساهم فعلا فيه.

نحن لا نحتاج لتفاصيل لكي تعرف أن لا مؤامرة تستطيع أن تخرج شعبا للتضحية بحياته، لأن هذه ليست قضية معرفية أصلا، بل هي قناعة تنبع من ثقتنا بأهمية الحرية في حياة الشعوب، وبقدرة الشعوب على النضال والتضحية من أجل حريتها.

أما عدم الوضوح فيما يتعلق بصراعات المعارضة بأطيافها المختلفة، وعدم وقوف بعضها في وجه التسليح الداخلي، والطائفية، وعسكرة الثورة، والاحتراب الداخلي، ودور أطراف في المعارضة في الانزلاق لمطالب التدخلات الخارجية، كل ذلك، عليه ألا يتعلق بموقفنا من شرعية الثورة، ومن موقفنا الداعم لها. هذا يحدد بالتأكيد موقفنا من أطراف المعارضة المختلفة، ويجب أن ندين وبحدة أي طرف في المعارضة يريد أن يحرف الثورة السورية عن أهدافها السامية وفي مركزها هدف الحرية، كما حدده الشعب السوري نفسه. يجب بالتأكيد أن ندين التدخل العسكري، فحرية الشعوب لا تمارس دون حرية ووحدة الأوطان، يجب أن نحذر ونطالب الثورة بالحرص على عدم الإنجرار والتساوق مع حاجة السوريين في الدفاع عن أنفسهم، مما قد يؤدي بهم إلى التسلح الداخلي والاحتراب الطائفي والمذهبي. يجب أن ندين المعارضة وأن ندين دورها إذا ما لم تحرص على وحدة الشعب ووحدة الوطن وسيادته. لكن إلى جانب كل ذلك، علينا أن نؤكد، نحن مع الشعب السوري بالمطلق، ومع أو ضد المعارضة حسب مواقفها ودورها.

من الصعب أن نعرض لنقاش موقفنا من الثورة في سوريا أو غيرها، وكأنه نقاش منقوص “لأننا لا نعرف حقيقة ما يجري”. الحسم الأخلاقي هو حسم يؤخذ بغض النظر عن التفاصيل، وليس بنا عليها.

وأن نقول أن سؤال الموقف من الثورة هو سؤال يتمحور حول استبداد النظام مقابل حرية الشعب العربي في سوريا، هو سؤال لا يحتاج لمعرفة “تفاصيل” ما يجري في سوريا. وأن نحول سؤال الثورة إلى أسئلة أخرى لا تتعلق بحرية الشعب السوري، هو أيضا حسم قيمي، باتجاه عدم إعطاء أولوية للحرية، وعدم التعاطي معها كقضية الثورة أو سؤالها المركزي.

بالإضافة لذلك، جوهر الحرية، والحق في ممارستها، هو جوهر لا يتعلق بنتائجه، بمعنى أن حقي في ممارسة حريتي لا تحدده نتائج هذه الحرية. هذه هي إحدى معاني المقولة التي نرددها دائما، وهي أن الحقوق مطلقة.

إن الكثير من النتائج المأساوية في حياتنا هي نتاج سلوكنا الحر، (والأكثر طبعا هي نتاج القمع والكبت)، لكن ذلك لا يؤدي بنا إلى إعادة النظر في حقنا في ممارسة حريتنا. هذا يعني أن قناعتنا بحرية الشعب السوري، وبحقه في ممارسة حريته، لا تتعلق بنتائج قد تكون مدمرة وخطيرة، تترتب على النضال من أجل هذه الحرية. والنتائج المدمرة والخطيرة لممارسة الحق في الحرية لا تنبع من كوننا مارسناه، بل من كون آخرين لا يعترفون بحقنا في ممارسته ويقفون عائقا أمامه.

والمطلوب في هذه الحالة هو ليس أن نتراجع عن ممارسة حقنا، بل أن يتراجع الآخرون عن إصرارهم الوقوف في طريق ممارستنا لحقنا. أي أن تحميل نتائج الثورة للشعب السوري، تعني أننا غير مؤمنين عمليا بحق الشعب السوري في ممارسة حريته وبالنضال من أجل هذه الحرية. لأن الحرية تعني أيضا تحمل نتائجها. وعادة ما تكون نتائج الإحجام والامتناع عن النضال من أجل الحرية وممارسة الحرية، أكثر دماراً وخطورة من السعي للحرية.

إن مشروع التجمع الوطني الديمقراطي هو مشروع متصالح مع ما تقدم، فإدراكنا أننا “قوميون ديمقراطيون”، وليس فقط “قوميين”، معناه أننا نشدد على أن القومية لا تستطيع لوحدها أن تكون بوصلة التجمع، وهي لا تستطيع لوحدها أن تختصر مشروعنا وقيمه. لكن علينا أن نقول أكثر من ذلك، علينا أن نقول إن القومية هي هوية وسياق وانتماء، وهي ليست مبنى قيميا، أما الديمقراطية (والإنسانية) فهي القيم التي تحدد التوجه الأخلاقي لقضايا حسمت توجهها الوطني القومي.

ثم إن دعمنا العروبي لشعبنا العربي في سوريا، من شأنه أن يضع دعم الأنظمة التي لا تريد من دعمها للشعب السوري سوى سقوط نظام ممانعة، في خانة “الدعم غير البريء”. أما وجود أنظمة أجندتها تتراوح في محاور، لا تمت لا للعروبة ولا للديمقراطية في صلة، كداعم وحيد للشعب العربي في سوريا، هو ما من شأنه أن يبني تقسيمات عبثية في العالم العربي، تضع “داعم الحرية” كخائن من جهة، وتضع “العروبة” في خانة من يقمع الشعوب العربية، من جهة أخرى، فتصبح عروبتنا دون عرب، وخارج شعوبها.

من مصلحة “العروبة” إذا كخطاب وكهوية وكبرنامج سياسي، أن تكسب شعوبها وليس أن تخسرها، وإذا تنكرت “العروبة” لمصلحة وحرية بل ولحياة شعوبها، فستسلم هي شعوبها  لكل من يدعي أنه “يحترمها” (يحترم الشعوب) أو “يدعم حريتها”، وستقف هذه “العروبة” وراء تسليم شعوبها للأطماع الغربية وللتناحرات المذهبية والطائفية.

لقد أكدت الثورات العربية نفسها أنه لم تعد “القومية الديمقراطية” خيارا للقومية، بل باتت الديمقراطية الضمان الضروري والملح لحماية القومية نفسها، وليس فقط لحماية شعوبها.

(الكاتبة عضو برلمان عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي؛ عن “عرب 48″)

المحرر(ة): علاء حليحل

شارك(ي)

9 تعقيبات

  1. مقال حلوو … شكراً
    الشعب السوري شعب بطل والتاريخ خير دليل.
    قيادات المعارضة في سوريا اختلفت اساساً على مطالب لا تضر الا بالشعب السوري أليس هذا حرفاً لمسار الانتفاضة في سوريا ؟ خوفي على الشعب السوري في فحوى مقولة تشي غيفارا :- “الثورة يصنعها الشرفاء ويرثها ويستغلها الاوغاد”

    الديمقراطية صارت في نظر الشعوب اداة تعطي الشرعية لان يبطش الظالم بطبقات الشعب المسحوقة هل هذه الديمقراطية التي يريدها الشعب السوري , ديمقراطية قطروامريكية ؟؟ ديموقراطية من الصنف الغربي , هذا ما تطرحه اجندة المعارضة ، الم يقل ال د. عزمي بشارة ” أعيدوا لي وطني وخذوا ديمقراطيتكم ” فالارض والوطن اهم من “الديمقراطية التي تُطرح اليوم .

  2. الى المنتفع الشبيح “انا ما غيري”/”وضاح خنفر”:
    انت تحارب الرياح . انا اقاتل من اجل الحرية والانسانية، وانت تقاتل من اجل مصلحتك الشخصية . لا اعلم عما تكتب وتخترع، لا شك انك تعيش في فيلم مثل افلام اخرجتها العائلة الحاكمة. كلها تخيلات فيها المؤمرات والحيل والاندساس والاسرار والمكائد…

    اسيادك الديكتاتوريين في دمشق قد اقترب موعد قطافهم. والمعاش الشهري الذي تأخذه من اسيادك قد اقترب الى النهاية.
    هذه الجماهير التي تطالب بالعدل والحرية لن تسكت على استبدادكم يا شبيحة، يا مافيا الشام.
    والشبيحة على اشكالها تقع.

  3. كيف يحصل “احمد الصليبي “او “شيوعي سابق “او سميح المعلم “او “سلام على العرب “اكبر عدد من “اللايكات ” ؟؟!!
    حد بعرف ؟
    انا بشرح :يمتلك اخونا 4-5 ايميلات فيدخل الى الاسماء الاخرى ويعجب بما كتبه ,واحيانا يعلق بنفس الايميل لكن باسم اخر ..وفي بعض الاحيان يكتب لفسه تعليقا يعلق فيه على تعليقه الاخر و”يصاحب ” نفسه بقوله صاحبي او صديقي واحيانا يمتدح نفسه بالانسانية المفرطة التي لا يستطيع الا الانحناء امامها !! :)

  4. الحرية على العين والراس، ولكن القول بأن ما يحدث ليس ذي صلة بالموقف هو أمر ساذج وأكاديمي.

    نعم، يجب مناصرة الشعب السوري في سعيه للحرية. لكن عندما أرى أنه تم دفع الشعب السوري جانبا من قبل عصابات مرتزقة ليبيين مدفوع لهم وعصابات المجاهدين التي حرقت العراق في العقد الأخير، وكلهم يتجملون بعض الجنود الفارين من الجيش السوري، لا يمكن تصنيف ما يجري على أنه نضال الشعب السوري للحرية. على العكس، ماذا عن الاحصاء القطري الذي بين أنه بعد اندلاع الحرب على سوريا فان دعم النظام (مؤفتا ربما) يفوق الـ60%، وهذا احصاء قطري!

    ان الموقف الأخلاقي هو حسم المعركة أمام المرتزقة لكي يعود صوت الشعب السوري مسموعا كما كان في بداية الحراك، ومن هناك نبدأ بأخذ المواقف.

    ثم يعني ماذا عن الموقف الأخلاقي من حرية الشعب الأردني؟ الشعب الأردني أراد أن يتظاهر بموازاة الشعب السوري، لكن المفكر العربي قرر تجاهله وطمسه في ذلك الفيديو الشهير، تماما كما تم طمس حرية الشعب البحريني بتواطؤ المفكر العربي الكبير – المرجع الأول (والأخير؟) للتجمع الديمقراطي صاحب المواقف الأخلاقية؟

  5. الحرية مصطلح فضفاض أكثر من اللزوم، خصوصًا عندما ينطلق من فم السياسيين. يجب القول بوضوح وبشجاعة أن جوهر الحرية هي الحرية الشخصية، التي بدونها لا توجد حرية اجتماعية ولا سياسية. الحرية الشخصية هي الأخرى أصبحت أو بالأحرى جُعلت فضفاضة جراء استخدامها عالطالع والنازل بدون أن تُفهم وتُعنى. الحرية الشخصية -وبدون الخوض في تعريفاتها- تناقض تمامًا الإسلام والأعراف حيث تعطي للشخص الوصاية على نفسه وجسده (وتحتها خط) وماله ومنهج حياته دون أحد سواه، وترجمة ذلك اسلاميًا: الزنى+الفجور+عقوق الوالدين+الردة+المجون والخ من المصطلحات اللطيفة (هاي بدون ما نحكي عن المثليين الي “يهتز عرش الرحمن” كل ما تنين زلام نامو مع بعض.. زيارة ل سان فرنسيسكو بتخلينا نعرف انو العرش شغال روتيت) المهم كيف يتفق هذا الطرح مع سياسة حزب التجمع -مع احترامي له- ؟ هل يجرؤ أي حزب عربي على تسمية الأمور بمسمياتها؟ لا، لأن الأحزاب -جميعها- تطمح لطرح خطاب شعبوي، فبالنهاية هدفها الأصوات، وأحد لا يرغب في تنفير الناس -المحافظة بغالبيتها- منه. إن ولوج الطريق البرلماني يفرض تنازلات جدية وتدليس على صعيد الخطاب والتنفيذ بحكم خضوعه لسلطة الناخب ، الأمر الذي يفقد الحزب مصداقيته.
    الثوريون قلة، الأحرار قلة، المستعدون للتضحية بشجاعة من أجل مبادئهم قلة، وإذا كانوا قلة فليس للأحزاب بهم مصلحة.

  6. يبدو ان رحلاتك الاعلاميه عبر الاساطيل وبرفقة الاخونجيه قد ارّقتك وزادت طينتك بله!
    نحن لا نتوقع من الانتهازيين الذين يسمسرون اعلامياً “بالثقه” التي منحها لهم جمهورهم الغبي لكسب اصوات مزيد من الأغبياء, ان يفوتوا الفرصه لضرب عصفورين بحجر: تحسين العلاقات مع الدوله والمزاوده في موضوع الحريه على حساب شرفاء سوريا. هذه هي مدرسة عزمي بشاره التي علمتكم كسب اكبر قدر من النجوميه عن طريق اثارة الشارع اليهودي ضدنا اكثر واكثر, ولو تطلب الامر الخوض في شؤون الدول العربيه, ثم الهروب الى تلك الدول بعد لهط اكبر مبلغ ممكن, ثم الاستقرار في احدى مشايخ النفط واللهط, ثم الغدر والتآمر معها.. فعلا ان “الحلم الخليجي” يستحق كل هذا العناء.. ولا الحلم الامريكي

  7. كلام دقيق، هذه هي المواقف الوطنية الحقيقية الصريحة، غير المتلعثمة، رغم تعقيد الملف وتركيبته، تدويله وتأجيجه.
    حنين أرادت أن تجيب على جميع الأسئلة والتخوفات، لذلك تطرقت إلى المعارضة بتركيبتها وتعدد أهدافها وميزت بينها، هذا أمر ضروري ضروي جداً في هذه الثورة.
    ما يعجبني يوماً بعد يوم في كتاباتك أنك تجيدين تشخيص وتحليل القضايا المحلية والإقليمية من منظور قومي وطني ديمقراطي مسؤول، لا من سبيل التبرير والتعصب.

  8. المقالة رائعة، ولدي بعض العليقات-
    الديموقراطية ليست فقط مهمة، ويجب اتباعها للقومية في تعريف “الهوية”، بل هي الاهم! الديموقراطيه، او الحكم الذاتي المستقل للمجموعة، هو المبدأ الارقى، وهو المبدأ الوحيد الذي يجب ان نسلكه.
    المشكلة مع موضوع القومية هو ما يلي:
    1) ماذا نقول للأقليات المتنوعة في انحاء العالم العربي؟ ففي سوريا مثلا هناك الاكراد ولديهم لغتهم وتاريخهم، وهناك الكلدانيين، وهناك قرى سريانية عمرها الاف السنين.. وغيرهم. هل يجب ان يثبتوا “عروبتهم” حتى نرضى عنهم؟
    يكفي ان يشتركوا في المؤسسة الديموقراطية ليس اكثر.

    2) باسم “قومية” الدولة ارتكبت في جميع انحاء العالم مجازر واستبدادات عنيفة مبنية على مبدأ “القوي يحدد للضعيف” ما هي القومية، ومنها تنبع حقوق الضعيف. المثال الاوضح هي الدولة الصهيونية التي تريد تحديد هوية الدولة بالقومية اليهودية ومن يتبع لها (حتى العلمانيين الغير مؤمنين دينيا تشملهم هذه القومية).

    لذلك الاجدى بنا التشديد على دمقرطة العالم العربي، المتنوع ثقافيا ودينيا ولغويا، وترك كل مجموعة ان تحدد لنفسها ما هي “قوميتها”. لا نريد التمثل بالصهاينة وتخوين كل من هو ليس عربيا مثل الاغلبية.

أرسل(ي) تعقيبًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>